تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التسلل الأميركي من بوابة التيبت.. و زيارة الدالاي لاما لواشنطن مثال

قاعدة الحدث
الثلاثاء 9-2-2010م
عزة شتيوي

تسمى التيبت سقف العالم كونها أكبر وأعلى هضبة مسكونة في العالم بمعدل 4000 متر عن سطح البحر، وتقع هذه المنطقة الذاتية الحكم في جنوب غربي الصين وتجاور الهند والنيبال وسيكيم وبوتان وميانمار ويتجاوز طول حدودها أربعة آلاف كيلو متر،

حيث تبلغ مساحتها أكثر من 1.2 مليون كيلو متر مربع وهي تساوي مجموع مساحات ألمانيا وإسبانيا وفرنسا، ويبلغ عدد سكانها نحو 2.32 مليون نسمة معظمهم من أبناء قومية التيبت ذات الحكم الذاتي.‏

وتشكل هذه المنطقة مع القطب الجنوبي والقطب الشمالي ما يطلق عليه «الأقطاب الثلاثية» للكرة الأرضية.‏

والتيبت جزء لا يتجزأ من الصين منذ القدم وكانت الاتصالات بين الأسلاف في التيبت وأبناء قومية هان الذين كانوا يعيشون في منطقة الصين الوسطى قائمة قبل التاريخ الميلادي وبعد سنوات طويلة توحدت القبائل العديدة المنتشرة في هضبة التيبت ونشأت قومية التيبت.‏

وفي بداية القرن السابع الميلادي دخلت الصين مرحلة جديدة وأسست أسرة تانغ الملكية من عام 618 حتى 907م سلطة موحدة قوية وفي الوقت نفسه وحد البطل القومي التيبيتي سونغزاتقانبو هضبة التيبت وأسس أسرة توفان رسمياً وجعل عاصمتها في لوسوه (لاسا حالياً) وخلال حكمه اتخذ موقف المودة والصداقة من أسرة تانغ وصاهرها واقتبس منها تكنولوجيا الانتاج والمنجزات السياسية والثقافية ما حافظ على العلاقات الودية بين التيبت والصين وفي أواسط القرن التاسع الميلادي تفككت مملكة توبوه التيبتية ومرت التيبت بمرحلة انفصالية دامت أكثر من 300 سنة، كما ظهرت في سائر المناطق الصينية السلطات الإقليمية التي تسيطر على المناطق الانفصالية وفي القرن الثالث عشر وبعد تأسيس أسرة يوان الملكية في الصين أصبحت منطقة التيبت منطقة إدارية خاضعة للإدارة المركزية لأسرة يوان، وأقام امبراطور يوان مكتب الشؤون السياسية المسؤول عن إدارة شؤون التيبت وواصلت أسرتا مينغ وتشينغ بعد ذلك ممارسة سيادة الدولة على التيبت وأسس الدالاي لاما الخامس الزعيم الروحي للتيبت مع الأسرة الملكية علاقات وعين امبراطور أسرة تشينغ في عام 1653 الدالاي لاما الخامس وعام 1713 بانتشان لاما الخامس في التيبت ما ثبت منذ ذلك الوقت فصاعداً لقبي دالاي لاما وبانتشان لاما الخامس بصورة رسمية إضافة لمكانتيهما السياسية والدينية وبعد قيام جمهورية الصين كانت الحكومة المركزية شأنها شأن أسر يوان ومينغ وتشينغ الملكية تمارس الحكم والإدارة على التيبت وقررت الحكومة الشعبية المركزية اتخاذ سياسة التحرير السلمي في التيبت وفي شباط ١951 توصل ممثلو الحكومة الشعبية المركزية وحكومة التيبت لتوقيع اتفاقية أسلوب التحرير السلمي والتي تسمى اتفاقية البنود السبعة عشر وعبر دالاي لاما عن موافقته وتنفيذه للاتفاقية.‏

وقامت الثورة الاشتراكية على نظام الظلم والعبودية وانتصرت تلك الثورة، ما كان على قوات الكومينتانغ المتمثلة بذلك النظام والمدعومة من الولايات المتحدة في التيبت حيث حاولت أميركا أن تضم التيبتين كدولة مستقلة للأمم المتحدة ولكن حساباتها لم تكن صحيحة حيث رفض زعيم حركة الكومينتانغ شان كي انفصال التيبت عن الصين الوطن الأم وهرب الدالاي لاما إلى الهند مع بعض التيبت ليشكل حكومة التيبت في المنفى، أما التيبت فقد دخلها الإصلاح الديمقراطي وفي عام 1965 تأسست منطقة التيبت ذاتية الحكم وازدادت سرعة التنمية الاقتصادية فيها وأقيمت الصناعة والمواصلات والاتصالات الحديثة وشهدت الزراعة وتربية المواشي والتجارة القديمة تطوراً سريعاً حيث إجمالي الناتج المحلي في عام 1994 وصل إلى 4.17 مليارات يوان صيني في حين وصل الناتج الزراعي منها لحوالي 2.45 مليار يوان صيني وبلغ ناتج تربية المواشي أكثر من 200 مليون يوان وفي التاريخ ذاته سجل الناتج الصناعي 535 مليون يوان صيني وتم توظيف 2.02 مليار يوان صيني من الاستثمارات في الأصول الثابتة.‏

في التيبت ذاتية الحكم رسمياً التي بعد إقامتها لم يكن مواطنوها مثل بقية مواطني البلاد يتمتعون بكل حقوق المواطنين والحقوق السياسية فحسب بل يتمتعون بتطبيق الحكم الذاتي القومي الاقليمي وظلت الحكومة المركزية تهتم بحماية وتنمية الثقافة التقليدية في التيبت واتخذت عدداً من الإجراءات الرامية لاحترام وحماية وتنمية الثقافة التقليدية الممتازة في التيبت ولدفع التنمية فيها أيضاً نفذت الحكومة سلسلة من السياسات الخاصة لدعم هذه المنطقة واعتمدت مبالغ مالية هائلة لتحقيق هذه الأغراض، ولكن ذلك لم يعجب القوى الغربية وخاصة الأميركية على مر السنين .‏

ومنذ الخمسينيات تطرح أميركا (قضية) زعيم البوذية ورمز الحركة الانفصالية في التيبت لمواجهة الصين باعتبارها على حسب الحجة الأميركية قضية حريات دينية.‏

ولم توفر أميركا وشريكتها إسرائيل ذلك حتى في هوليود التي أنتجت أكثر من فيلم سينمائي واستخدمت نجوم الغناء والفن ووسائل الإعلام التي جعلت من الدالاي لاما «ايقونة دينية مقدسة» حتى بات ثمن تذكرة حضور أي خطاب له تقدر بألف دولار إضافة إلى استقبال البيت الأبيض للدالاي لاما رسمياً بالرغم من احتجاجات الصين.‏

كما قام الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بمنحه الميدالية الذهبية للكونغرس الأميركي وهو أعلى وسام شرف مدني أميركي في احتفال رسمي في 17/10/2007 وقبل نيله ميدالية الكونغرس ذهب الدالاي لاما إلى الكيان الصهيوني مرتين مرة عام 1999 ومرة في 15/2/2006.‏

ومن الجدير بالذكر أن الدالاي لاما كان يتلقى راتباً سنوياً مقداره 186 ألف دولار من وكالة المخابرات المركزية بين الخمسينيات والسبعينيات حسب وثائق وزارة الخارجية الأميركية المفرج عنها عام 1998 وتضيف الوثائق نفسها أن وكالة المخابرات المركزية قدمت ولا تزال تقدم الهبات لمتمردي التيبت، وبعد أيام يستعد الرئيس الأميركي باراك أوباما لاستقبال الدالاي لاما في خطوة تصعيدية جديدة ضد بكين للضغط عليها من بوابة التيبت بعد بوابة azahsh_82@yahoo.co.uk‏

">تايوان.‏

azahsh_82@yahoo.co.uk‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية