|
قاعدة الحدث ونظراً لطبيعتها الجبلية عرفت باسم «جزيرة الجبال الشاهقة» كما يطلق عليها اسم «جمهورية الصين الوطنية» لتمييزها عن «الصين الشعبية» وعرفت قديماً باسم «فرموزا» وهو لفظ برتغالي ويعني «البلاد الجميلة». وتتكون تايوان من أكثر من (80) جزيرة أهمها «تايوان» وجزربنغهو وهي جزر محاطة ببحر الصين الشرقي وبحر الفلبين وبحر الصين الجنوبي ويفصل بينها وبين مقاطعة «فوجيان» على الساحل الشرقي للصين مضيق تايوان، وتبلغ مساحة الجزيرة (35.950 كم2) وعدد سكانها يتجاوز 23 مليون نسمة وعاصمتها (تايبه) ولغتها الرسمية لغة الصين (الماندرين) بالإضافة إلى عدة لهجات محلية والديانة هي خليط بين البوذية والتاويه والكونفوشيوسية فضلاً عن 7٪ المسيحية وديانات أخرى. ونظام الحكم في تايوان جمهوري وتخضع الجزيرة لدستور 1946 المطبق في الصين الأم ويقوم هذا الدستور على السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والتفتيشية ويرأس كل منها مجلساً أو ديواناً. وينتخب رئيس الجمهورية من قبل المجلس التشريعي لفترة رئاسية مدتها ست سنوات ويعين رئيس الجمهورية رئيس الوزراء والذي يرأس المجلس التنفيذي، ويتألف المجلس التشريعي من 325 عضواً يتم انتخاب 100 منهم بواسطة أحزابهم و225 بالانتخاب العام, ومن مسؤوليات هذا المجلس اختيار الرئيس وتعديل الدستور وسن القوانين. وبالإضافة إلى سكان الجزيرة الأصليين فقد توالت على تايوان الهجرات المتتالية من الصين منذ القرن السادس الميلادي وتقول كتب التاريخ إن تايوان كانت ملتصقة بالأراضي الصينية ثم أصبحت جزيرة بسبب غرق الأرض الرابطة بينهما، وقد انتقل معظم سكان الجزيرة من الصين الأم إليها بسبب الحروب، وخلال النصف الثاني من القرن السادس عشر بدأت الجزيرة تجذب أنظار المستعمرين وتعرضت للغزو من قبل إسبانيا والبرتغال وفي عام 1642 أصبحت مستعمرة هولندية إلى أن تم طرد الهولنديين عام 1662 وأثناء الحرب الصينية اليابانية تخلت الصين عن الجزيرة لليابان ولكن عقب الهزيمة التي لحقت باليابان في الحرب العالمية الثانية عادت تايوان مرة أخرى لسلطة الصين في مؤتمر (بوتسدام 1945» ولكن حدث العديد من النزاعات والمعارك، وفي عام 1947 قام الشعب التايواني بانتفاضة ضد سلطات حزب «الكومينتانغ» العسكري وحدثت العديد من المواجهات الدموية وفي الأول من تشرين الأول 1949 قام الشعب الصيني بقيادة الحزب الشيوعي الصيني بإسقاط حكومة حزب «الكومينتانغ» العسكري وتم إعلان قيام الصين وقبل تحرير البر الصيني الرئيسي هرب جيانغ كاي شيك وبعض المسؤولين إلى تايوان وحافظوا على سيادة جزئية في الجزيرة اعتماداً على دعم الولايات المتحدة الأمر الذي شكل حالة الفصل بين تايوان والصين، لكن بكين ظلت على موقفها الداعي إلى إعادة الجزيرة إلى وطنها الأم. وشهدت العلاقة بين تايوان والصين في السنوات الأخيرة شداً وجذباً إلا أن الاتجاه العام يسير نحو مزيد من التكامل الاقتصادي والتواصل الشعبي في أفق الوصول إلى حل متفق عليه بين القيادتين لولا تدخل الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة، وآخر صفقة شحنة السلاح الأميركية لتايوان والبالغة 6.4 مليارات دولار والتي أججت التوتر بين بكين وواشنطن مع العلم أن سكان الصين وتايوان لا خلاف بينهم على أن تايوان هي إحدى مقاطعات الصين ولكن الخلاف هو تسمية العاصمة وعلى نظام الحكم في الجزيرة، وقد مثلت محادثات وانغ داوهان وكوشين فو التي انعقدت في نيسان 1993 والتوقيع في ختامها على أربع اتفاقيات خطوة مهمة بين جانبي مضيق تايوان لانفراج الأزمة وإعادة التوحيد السلمي بين الجزيرة والوطن الأم. يشار إلى أن بكين أعلنت منذ عام 1949 سيادتها على تايوان عندما فرّ البعض إلى الجزيرة وأعلنوا استقلالها ووفرت لهم الولايات المتحدة الحماية والأمن لابتزاز الصين ودفعها إلى تقديم تنازلات في علاقاتها السياسية والاقتصادية مع أميركا والعالم. |
|