|
معاً على الطريق غير أن أخطر الأوهام هي أوهام الضعفاء، ذلك أنهم لا يعرفون ولا يدركون أنهم يعيشون الوهم، بل يخيل إليهم أن أوهامهم قابلة للتحقق، وبالتالي يعيشون حال انتظار دائم ولا يملون من الانتظار. والضعفاء والأمر كذلك لا عقل لهم يفكر. تأمل معي أيها القارئ العزيز بعضاً من أوهام الضعفاء الآتية: سُلط تنتظر الغيث من الولايات المتحدة الأميركية كي تحل ما يسمى أو ما سماه الغربيون «مشكلة الشرق الأوسط» وذلك بحمل اسرائيل بقبول الحد الأدنى الذي تطرحه هذه السُلط. لم يسأل هؤلاء أنفسهم لماذا على الولايات المتحدة أن تساعدهم. لماذا على اسرائيل أن توافقهم مطالبهم بالحد الأدنى أجل لماذا؟ إذا كنت تجرد سلاحك لمقاتلة عدوك وعدوك لم يعطك وأنت تجره، فلماذا يعطيك وأنت أعزل. ما مصلحة الولايات المتحدة من اعطائك جزءاً من حقوقك إذا كنت قد نسيت الوسائل المادية لاسترجاعها وأخذها. ها قد مضت عقود من الزمن والمشروع وراء المشروع ولا شيء في الواقع. أوهام الضعفاء لا تتحقق. تأمل معي أيها العزيز حال الفقر في بلاد العرب: والفقراء مازالوا يتأملون حلاً لحالهم، واضعين ثقتهم بمن أفقرهم. هل يصدق أحدٌ أن أحداً في تاريخ البشرية قد أنقذ الفقراء لأنهم توسلوا ذلك منه. أوهام الضعفاء لا تتحقق. تأمل معي أيها القارئ العزيز، توسل بعض المثقفين من ابطال الخراب احداث الإصلاح المجتمعي، وفي داخلهم خوف من القول والطرح. أوهام الضعفاء لا تتحقق. تأمل معي أيها القارئ العزيز أولئك الذين يريدون للحداثة أن تصبح نمط حياة، ويخافون من قول في حداثة المجتمع، ممالئين قوى الظلام وخائفين منها. تأمل معي أيها القارئ العزيز: حركة نسوية لا حول لها ولا قوة تطالب قامعها وجلادي النساء أن يفكوا الأصفاد من أيدي النسوة كي يتحررن. دون أن يقدمن تضحيات على هذه الطريق بالتحالف مع الحركات التنويرية في المجتمع. أوهام الضعفاء لا تتحقق. تأمل معي أيها القارئ العزيز المواء الذي يتعالى من حناجر الخائبين والمهزومين بعدم جدوى الكفاح وبعدم جدوى النضال السياسي والطبقي وأن هزيمة المشروع الوطني هزيمة مطلقة، ثم يتوسلون الفئات الجديدة التي نشأت بفعل هزيمتهم العقلانية والواقعية. أوهام الضعفاء لا تتحقق. اعلم أيها القارئ العزيز أنه لم يكن في الماضي ولن يكون في الحاضر ولا يكون في المستقبل تاريخ يصنعه الضعفاء. لا.. لا مكان للضعفاء في هذا العالم ولا في أي عالم. |
|