تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أحلام مائية .. عرض يداعب مشاعر الأطفال

ثقافة
الثلاثاء 9-2-2010م
آنا عزيز الخضر

«أحلام مائية» عرض مسرحي داعب عقول الأطفال وخيالهم وانطلق بهم إلى عالم الأحلام التي تصبح حقيقة بوجود الإرادة والتصميم والرغبة بالاكتشاف.

هذا هو العنوان الأهم الذي عمل عليه العرض المسرحي الموجه للطفل «أحلام مائية» على صالة مسرح القباني بدمشق مضافاً إلى عالم المتعة والفائدة التي قدمت بطابع حكائي ومسرحي جذاب يتناسب مع عقول الأطفال، وقد صاغ العرض أفكاره مستخدماً أسلوباً مسرحياً خاصاً تتداخل فيه مستويات مسرحيات تم التنقل بين عوالمها وفق آلية حكائية مترابطة فيما بينها من جهة ومستقلة من جهة أخرى، لكل حكاية عوالمها ومفرداتها لكن الحالتين شدتا الأطفال بالشكل المطلوب، فالمستوى الأول كان تمثيلياً والثاني خيال الظل.‏‏

أما حكاية كل منهما فقد استثمرت بدقة، ما يحرك أحاسيس الأطفال وعقولهم إذ جمعت بين التسلية والمعرفة لهم وقد تقاطع المستويان عند تلك النقطة كي تجسد حكاية رحلة ترغب بها الأسماك للاكتشاف والمعرفة, ويتم بالتالي العرض لكثير من المعلومات العلمية التي تلفت نظر الطفل للبحث والسؤال عنها حول عالم البحار والأسماك التي أنسنها العرض لتحميلها قيماً إيجابية لها خصوصيتها على صعيد التنشئة الاجتماعية تلك التي تبني شخصية إيجابية مبادرة وشجاعة وتسعى إلى المعرفة وقد أخذ العرض بعين الاعتبار القيم التربوية والاجتماعية من خلال الحضور لكثير من المفردات والحالات الحياتية التي قدمت بصياغات فنية ودرامية، خاطبت عقل الطفل ووجهته إلى الكثير من الأفكار والحالات الصحيحة والقيم كالصدق والالتزام والاحترام المتبادل مع الآخرين بأسلوب ومعطيات متمكنة من مفردات يفهمها الطفل, وتتداخل مع عوامل الطفولة عندما داعبت بحق حسه العفوي وقد شد العرض الأطفال إلى المشاركة عبر الحوارات المنسوجة في الجانب التمثيلي فأفسحت المجال له للمشاركة بتفاصيل العرض بدعوته إلى تقديم رأيه والكثير من مجريات العرض ليشاركوا فيه وكأنهم جزء من العرض وتفاصيل الرحلة البحرية التي قامت بها الأسماك بعد استشارة الجد الذي شجعهم على تحقيق الأحلام التي تحتاج للشجاعة وقد افتقدها في السابق، رغم رغبته الكبيرة بالاكتشاف، فالمعرفة تحتاج إلى المغامرة والشجاعة المدروسة.‏‏

وقد وصلت تلك الأفكار بأسلوب شيق جمع فن التمثيل وفن خيال الظل والأغاني الطفولية اللطيفة التي شدت الأطفال أكثر بمعانيها وإيقاعاتها وأكدت في نفس الوقت على القيم التي ساقها العرض لتدخل في إطار الطابع الترفيهي الجميل الذي لعب دوره كي تترسخ تلك المفاهيم عند الطفل بالأسلوب المحبب عنده.‏‏

حول العرض «أحلام مائية» وأسلوبه تحدث مخرجه الأستاذ (زكي كورديللو) مدير مسرح الحمراء بدمشق فقال: الفكرة من خلال الحكاية، كي تأتي المعلومة سلسة واستخدم خيال الظل لسبب هو أنه من فنوننا التراثية القديمة ومن أصول المسرح أصلاً فأحاول دوماً استحضاره عبر عروضي، فالتوجه إلى الطفل هو مسؤولية كبيرة وخصوصاً أن ذهن الطفل مفتوح على كل شيء وعليّ أن أكون حريصاً على الجانب التربوي وعلى دقة المعلومة من جهة أخرى كما أنني أتعامل مع الطفل ليس كشخصية أقل إدراكاً مني بل أصنعه عبر أسلوبي المسرحي في حالة من الندية، إذ لا أستهين بتفكيره وأحرص على أن أجعله في حالة من التفاعلية مع ما أقدمه له، إذ أدرك أنا وغيري أن الطفل لا يجامل فإذا لم يعجبه ما يقدم له يعلن ذلك.‏‏

والجدير ذكره أنني دوماً أكسر حواجز المفاهيم الدارجة وأحرص على مناقشتها ومعالجتها لتسليط الضوء على بعض الأخطاء الدارجة مضافاً إلى قيم تربوية ضرورية للتنشئة الاجتماعية السليمة. مثلاً عبر «أحلام مائية» ركزت على ضرورة المغامرة والاكتشاف والشجاعة عند الطفل مع الالتزام بالقيم التربوية وسؤال الآخرين وحتى لا يمل الطفل فقد تقصدت أن يكون هناك تداخل في الأسلوب المسرحي الذي توجهت به ما بين الدمى، العرائس ومشاهد تمثيلية حتى أكسر الملل عند الطفل وأجعله على تواصل مع العرض ليأخذ ما يفيده منه.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية