|
دمشق
تضمن الحفل فيلماً وثائقياً عن الفنان الدكتور علي السرميني... كما أقيم على هامش حفل التأبين معرض فني تحية لروحه من أساتذة كلية الفنون وطلابه. وزير الثقافة محمد الأحمد قال في كلمة له: يموت المغني ولا تموت أغانيه، ويموت الشاعر ولا تموت قصائده، ويموت الرسام ولا تموت لوحاته، ويموت المربي ولكنه يترك خلفه أجيالاً تلهج بمآثره وتحيي ذكراه، هذا الخلود ليس مكافأة للمبدع على إبداعه، تمنحه إياها الحياة فحسب، وإنما هو أمر لا غنى عنه، بالنسبة لنا نحن، الفانين، كي نراكم المعرفة والخبرة والحكمة البشرية. وأكد الأحمد أن السرميني لم يكن فنانا ومربيا فحسب، وإنما رجلا معنيا بتنظيم الحركة التشكيلية السورية ككل، وتطوير التربية والتعليم التشكيليين، وبناء أجيال جديدة من الفنانين قادرة على تمثل واستيعاب أفضل ما أنجزته الحضارة الإنسانية على هذا الصعيد، ومؤهلة لخلق تيارات وحساسيات جديدة في التشكيل السوري، مشيراً إلى أن الفن بالنسبة لعلي السرميني لم يكن مجرد مهنة يمتهنها أو فلسفة يعتنقها، وإنما كان، وقبل كل شيء، نمط حياة. وهو الهواء الذي يتنفسه والماء الذي يشربه والخبز الذي يقتات به. لقد توقف عن الخفقان قلب واحد من عشاق الفن والجمال، ولكن الفن والجمال سيظلان حيين بوجود من يمنحهما قلبه، كما منحهما الدكتور علي السرميني عمره وجهده وضوء عينيه. بدوره الدكتور إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين أكد أن كلية الفنون الجميلة كانت حياته، سكن فيها وسكنت فيه، مشيرا إلى أنه لا نستطيع، أن نفصل بين كلية الفنون الجميلة وعلي السرميني، هذه الكلية التي ارتبطت به مهنياً ووجدانياً وإنسانياً لعقود من الزمن . د. سائد سلوم وفي كلمة الطلاب قال: «تمضي الأيام والسنون، في دنيا لا تؤمن فجعتها، بالأمس كنا نتبادل أطراف الهمسات والابتسامات، الملونة بماء الحياة، بالأمس كنا نلون الحياة بالآمال الجميلة واللطيفة، نضحك معاً، نتجاذب حكايات من التاريخ القديم والمعاصر، وبرحيله خسرنا وخسر الفن التشكيلي السوري واحد من أهم مبدعيه . وفي كلمة آل الفقيد، قالت ابنة الفقيد المخرجة سهير سرميني: بأن والدها تألم من الحرب كثيراً، وما يحدث من دمار في وطنه لكنه أصر على البقاء فيه، ووصيته كانت لنا أن سورية أمانة في أعناقنا وعلينا أن نحافظ عليها، مضيفة أنه على الرغم من تكريمه في العديد من البلدان العربية والعالمية إلا أنه كان يقول إن تكريمه في بلده هو أجمل تكريم، وكانت حلب موطنه وعشقه لكنه دمشقي الهوى، حيث آثر أن يدفن فيها، بالقرب من عائلته الصغيرة، وفي المكان الذي عاش ودرس فيه، وكانت وصيته الأخيرة أن تدفن معه علبة ألوانه لتبقى إلى جانبه في مرقده الأخير. حضر حفل التأبين كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي د.بسام ابراهيم، ووزير السياحة الاستاذ محمد مارتيني، و د. بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في القصر الجمهوري . |
|