|
البقعة الساخنة أن عملية اجتثاث البعث المستمرة في العراق منذ احتلاله , وبما تطوله هذه العملية من فكر ومؤسسات أولاً , ومن إقصاء الملايين من أعضاء الحزب عن المشاركة في الحياة السياسية ثانياً , هي عملية معيبة ومضللة وتتنافى مع مبادىء النزاهة والشفافية المطلوبة عشية الانتخابات التشريعية القادمة هناك , رغم أنها, أي أميركا , لم تتوقف عن توصيف الحياة السياسية في العراق بالديمقراطية والتعددية والحرية وغير ذلك منذ احتلالها له في العام 2003 ! وإذا كان اجتثاث البعث في العراق معيباً ومضللاً اليوم وفق توصيف السفير هيل , وهو الذي بدأ منذ اليوم الأول للاحتلال ومع الحاكم العسكري الأميركي بول بريمر , فلماذا تأخر الاكتشاف الأميركي سبع سنوات , رغم أن الشفافية والنزاهة والمشاركة التي يحاول هيل استعادتها اليوم , هي من بدهيات الحياة الديمقراطية التي لا تزال أميركا تدعي صبح مساء توطينها في ذلك البلد الذي مزقه الاحتلال وأثار فيه زوابع عاصفة من الفتنة والعنف والقتل اليومي المبرمج؟ وإذا كانت الصحوة « الديمقراطية « الأميركية المتأخرة لا تستطيع استعادة ما خربه الاحتلال سهواً أو عمداً في العراق طوال السنوات الماضية وإصلاحه على طريقة شركة تويوتا مع سياراتها , فالعراق ليس سيارة والاحتلال ليس خطأ فنيا , فإن اعتراف السفير هيل بعيب وضلالة ما أسس الاحتلال لارتكابه طوال السنوات الماضية حيال عملية اجتثاث البعث , يعني ودون أي لبس اعترافاً كاملاً وصريحاً بفشل نقل الديمقراطية وبغياب كل نزاهة أو شفافية عن تجربة النقل الأميركية إياها , وبالتالي , فشل المشروع الأميركي في العراق , اللهم , إذا كان ذلك المشروع هو نقل الديمقراطية فعلاً وليس احتلال العراق وتدميره ونهب ثرواته كما يجري اليوم , يعني أن تصويب الخطأ اليوم إنما هو باجتثاث الاحتلال وليس البعث!! |
|