تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صناعة الزلزال حقيقة .. وهاييتي المثال!!

موقع VOLTAIRENET
ترجمة
الأربعاء 3-2-2010
ترجمة: دلال ابراهيم

أثار الجدل مع نشر موقعنا مقالاً أشرنا فيه إلى أن احتمال أن يكون منشأ زلزال هاييتي اصطناعياً الحاجة للتوضيح، نعم هناك أسلحة زلزالية، والولايات المتحدة الأميركية تملكها إلى جانب دول أخرى،

نعم لقد كانت القوات العسكرية للولايات المتحدة مستعدة مسبقاً من أجل الانتشار فوق الجزيرة، وطبعاً هذا غير كاف من أجل استخلاص استنتاجات، ولكنه جدير بوقفة عنده للتفكير.‏

كان هدفنا عندما نشرنا موضوع (هل تسببت الولايات المتحدة في زلزال هاييتي؟) هوتتبع مسألة مثارة في الأوساط العسكرية والإعلامية في العديد من البلدان ومجهولة لدى دول أخرى وهذا ليس معناه تبني موقف، لأننا وبكل بساطة مخلصون لموقفنا الموضوعي، حتى أسيء فهمه أحياناً.‏

نحن نعتقد بعدم إمكانية فهم العلاقات الدولية إلا عبر إجراء دراسة حول مايفكر به المسؤولون في العالم.. وهذا يقود إلى حقيقة أنه وعندما نأخذ في حسباننا الجدل القائم في واشنطن، فإن أحداً لن يستاء منا ولكن وعندما نعرض لسجال وجدل تشهده بلدان غير منحازة، تقوم معارضة قوية في أوروبا، أي أن كل شيء يجري وكأن الأوروبيين يعتبرون الأولوية هي للأحكام (الغربية) لأنها معقولة، بينما الأحكام الأخرى يعتبرونها غير معقولة.‏

لقد حاول أحد المتعاونين معنا تتبع منشأ الزعم القائل أن زلزال هاييتي هو مصطنع، وقد أعرب عن قلقه أن ذلك نابع من سموم نفثها ديفيد بوث أو المعروف باسم (سورشا فآل) وانتشرت في الأوساط الحكومية وفي حاصله نحن لانعلم بالتأكيد المصدر الأولي لهذا الزعم، ولكننا بالمقابل نعلم أن تلك المسألة مطروقة على أعلى المستويات في دول عديدة في أميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية وآسيا.‏

وبصفتي مسؤولاً عن النشر في موقع شبكة فولتير، فقد اخترت البحث والتقصي في رسالة تلفزيون vive tv التي أذاعت في بيان لها على موقع وزارة الإعلام الفنزويلية الخبر، وإرفاقه مع شريط فيديو يعود لقناة روسيا اليوم مع كتابة ملاحظة أولية عليه (بصورة فيها غرابة، يورد التلفزيون الفنزويلي هذه المزاعم وينسبهاإلى الجيش الروسي، بينما ينسب التلفزيون الروسي هذه المزاعم إلى الرئيس هوغوشافيز).‏

وحيث إن معظم الصحف، وخاصة صحف الشرق الأوسط تناولت هذا الخبر بكل إخلاص ومصداقية، عمل الإعلام الأطلسي على تشويهها بالاستناد إلى مقال كتبه سورشافآل، والذي عمل على اقتباس مقاطع من نص محطة vive tv ووضعها بين هلالين منسوبة إلى أقوال الرئيس شافيز وما كان فرضية عمل أصبح موقفاً حكومياً وذهبت بعض من هذه الصحف إلى أبعد من ذلك عن طريق اختلاق كل ما نسبوه إلى الرئيس الفنزولي من نسج خيالهم والاستنتاج أن الرئيس الفنزويلي وجمهوره يعانون من هذيان حاد مناهض للولايات المتحدة، وأن شبكة فولتير تعاني أيضاً من هذا الهذيان لن يرهبنا هذا التلاعب وسوف نتعمق في هذا الطرح.‏

ما نعرفه عن سلاح الزلزال حالياً؟.‏

حاول باحثون من نيوزيلاند، وخلال الحرب العالمية الثانية تطوير جهاز يستطيع توليد موجات مد (تسونامي) يمكن استخدامه ضد اليابان وقاد هذا الفريق الاسترالي توماس ليش من جامعة أوكلاند، تحت اسم مرمز (مشروع الختم). وتكللت بعض التجارب الصغيرة التي أجريت ما بين عامي 1944 - 1945 في منطقة وانغاباورا بالنجاح.‏

ورأت الولايات المتحدة في هذا البرنامج برنامجاً واعداً له نفس أهمية (مشروع مانهاتن) لتصنيع القنبلة الذرية وعينت الدكتور كارل ت. كومبيتون من أجل الاتصال مع وحدتي البحث والذي بدوره كان قبل ذلك قد استقدم وجند العديد من العلماء للمجهود الحربي وكان واحداً من أصل ثمانية أشخاص مكلفين باستشارة الرئيس ترومان حول استقدام القنبلة الذرية وكان يعتقد أن هذه القنبلة يمكن أن توفر الطاقة الضرورية إلى فريق ليس من أجل التسبب في موجة تسونامي على نطاق واسع.‏

وتواصل العمل على أبحاث توماس ليش خلال الحرب الباردة وقد رفع الملك جورج السادس، عام 1947، العالم ليش إلى مرتبة فارس في الامبراطورية البريطانية مكافأة له على تطوير سلاح جديد وكان هذا المشروع (مشروع الختم) محاطاً بسرية عسكرية ولم يكشف النقاب عنه في ذلك الحين، وفي وقت لاحق حاولت الولايات المتحدة جاهدة للدفع باتجاه أن هذه الأبحاث ليس لها أصل، وأن هذا كله شرك في سبيل ايقاع السوفييت به. ومع ذلك، تأكدت حقيقة تجارب ليش، عام 1999 عندما تم رفع السرية عن جزء من وثائق وزارة الخارجية النيوزيلاندية، وحالياً تجري الدراسات في جامعة وايكاتو.‏

ومن غير الواضح إن كانت هذه الابحاث الانغلو سكسونية قد تواصل العمل بها خلال أعوام الستينيات ولكن استؤنفت تلك الابحاث حينما تقرر التخلي عن التجارب النووية في الأجواء لصالح تجارب غواصات، في تلك الحالة كان يساور الولايات المتحدة مخاوف من التسبب بشكل لا ارادي بهزات أرضية وكذلك مد تسونامي ولذلك فقد ارادت أن تتطلع على ذلك بمحض ارادتها.‏

في أعقاب حرب فيتنام، تخلت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بشكل رسمي عن الحرب البيئية (زلازل، تسونامي، تبدلات في التوازن البيئي لمنطقة ما، في الظروف المناخية، التيارات في المحيطات، حالة طبقة الاوزون أو طبقة اليونسفير) وذلك بالتوقيع على معاهدة حظر استخدام التقنيات لإحداث تغييرات بيئية لأهداف عسكرية، أو أي أهداف معادية اخرى. عام (1976).‏

وكان السوفييت بدءاً من عام 1975، قد دشنوا ابحاثاً جديدة خاصة بدراسة القشرة الأرضية والتنبؤ بالزلازل وكان السوفييت يرمون من وراء ذلك إلى إمكانية احداث زلازل بسيطة من أجل تفادي الزلزال الأضخم. وفيما بعد تم عسكرة هذه الابحاث وينتهي الأمر إلى ابتكار آلة pamir وهي آلة خاصة بالزلازل.‏

ولدى تفكك الاتحاد السوفييتي، قرر المسؤولون عن هذا البرنامج الرحيل من باب الجشع إلى الولايات المتحدة، ولكن رفض البنتاغون الدفع لهم لأن بحثهم لم يكن في حالته النهائية، وفي عام 1995، حيث كانت روسيا في ظل عهد بوريس يلتسين وفكتور تشيرنومردين، جند سلاح الجو الاميركي هؤلاء الباحثين ومخبرهم في نيجين نوفغورود وقاموا ببناء آلة أكثر قدرة دعوها pamir3 وجرى اختبارها بنجاح حينها قام البنتاغون بشراء الرجال والتجهيزات ونقلوها إلى الولايات المتحدة لتنضم إلى برنامج haarp.‏

مقطع من وثيقة الجغرافية الوطنية (2005) (ناشونال جيوغرافي)‏

لقد ثارت مسألة إمكانية استخدام السلاح الزلزالي خلال الأعوام الأخيرة ولاسيما في الجزائر وتركيا ولكن يعتبر زلزال شيوان في الصين الذي حدث في 12 آيار عام 2008 الأكثر جدلاً حيث وقبيل ثلاثين دقيقة من حدوث الزلزال لاحظ سكان المنطقة ألواناً غير مألوفة في السماء وبعض رأى في هذه الظاهرة إشارة من السماء في سحب الثقة عن الحزب الشيوعي وأخرون فسروها بشكل منطقي أكثر إن الطاقة المستخدمة من أجل إحداث الزلزال تؤدي أيضاً إلى حدوث اضطرابات في طبقة اليونسفير، وعقب أشهر من ذلك نشرت مواقع الويب ووسائل الاعلام الصينية وكذلك ناقشت هذه الفرضية والتي تعتبر مؤكدة بحسب الرأي العام الصيني.‏

عودة إلى هاييتي:‏

ليس هناك ثمة ما يمكن أن يفيدنا للتمييز بين ما إن كان الزلزال هو طبيعي، أو مصطنع مثل زلزال هاييتي، إن ما أثار الشكوك هو رد فعل الولايات المتحدة، ففي حين كان الإعلام الأطلسي يكتفي بتتبع السجال القائم حول انتهاك سيادة هاييتي، كانت وسائل الاعلام الأميركية اللاتينية تتساءل حول السرعة الكبيرة لانتشار القوات الأميركية في الجزيرة منذ اليوم الأول لوقوع الزلزال، انتشر عشرة آلاف جندي ومتعاقد في هاييتي وهذا الانجاز اللوجستي ليس صعب توضيحية كان هؤلاء الجنود مستعدين مسبقاً ضمن إطار اجراء تدريبات عسكرية تحت قيادة السلطة الثانية في القيادة الجنوبية، الجنرال ب. ل.كين وكانوا قد شاركوا في عمليات إنسانية مشابهة في هاييتي إثر إعصار. وكان كين وفريقه قد وصلوا إلى العاصمة قبيل أيام قليلة من حدوث الزلزال وخلال لحظة حدوث الزلزال كانوا في مأمن منه، في مبنى السفارة الأميركية، المبني حسب معايير مقاومة الزلازل باستثناء رجلين كانوا في فندق مونتانا وتعرضوا لجروح.‏

وأجرى الجنرال كين مقابلات عديدة مع وسائل الاعلام الاميركية أدت إلى زيادة التغطية الإعلامية لعمليات الإغاثة وقد أشار إلى تواجده في العاصمة بورت أوبرنس اثناء حدوث الزلزال ولكن دون تقديم الأسباب الداعية لتواجده.‏

وشملت الأهداف الرامية للتدريبات العسكرية اختبار برمجيات جديدة تتيح فرصة التنسيق بين الجهود الإنسانية للمنظمات غير الحكومية والجيش وإثر دقائق قليلة بعد الكارثة تم وضع هذه البرمجيات على شبكة الانترنت وسجلت أسماء /280/ منظمة غير حكومية.‏

ومن المشروع أن نطرح تساؤلاً فيما إن كانت تلك المصادفة هي وليدة الصدفة.‏

 بقلم: تيري ميسان‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية