تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عنترة ودافوس

لبنان
معاً على الطريق
الأربعاء 3-2-2010م
نبيه البرجي

فقط نحاول، إذا استطعنا آلا نتمزق أكثر...

حتى ولو لم يكن صحيحاً أن العالم مقفل في وجهنا، وأنه جرت برمجتنا هكذا متحفاً للكائنات الغابرة( او البائدة)!‏

ندخل تراجيديا في المشهد من وحي المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس ذات يوم، التقيت المفكر السويسري جان زيغلر كان مفتوناً بسمفونية «شهرزاد» لكورساكوف قبل أن يسألني« ومن هو عنترة بن شداد؟» بعدما قلت أن الموسيقي الروسي الشهير، المفتون بالشرق وأهل الشرق( أيام زمان)، وضع سمفونية بعنوان«عنترة».‏

لم أقل له البتة إنك لن تعثر على فارس بني عبس في دافوس.‏

هنا لعبة الارقام لا لعبة الرماح( وهي نواهل)، بل كان هو الذي يسأل ويسأل عن اولئك العرب الذين يفترض أن يشاركوا، بأدمغتهم كما بأيديهم، في إدارة القرن، فإذا بهم، ورغم كل ذلك الصياح التلفزيوني، أقرب الى الحطام الاستراتيجي...‏

وكانت علامات الاستفهام تتلاحق: لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ هل هو خلل بيو ثقافي، ام اجترار عبثي لماضٍ يفترض أن يبقى في الماضي، أم هو حصار تمارسه الامبراطوريات لكي نظل، دوماً، نمضغ الغبار، بالأحرى الدم و الذي خلّفته وراءها حرب البسوس؟‏

بماذا يجيب العربي إذا كان خياله مقفلاً بالشمع الاحمر، او إذا كان هذا الخيال مرغماً على أن يلعب في السراب او في اللامعنى؟ تنظر الى دافوس تكتشف كم أن بعض الأفكار العربية على تماس مع العصر، وكم أن الثروات يمكن أن تصنع المعجزة، او نصف المعجزة، قبل أن تُلاحظ، حتى في المنتجع السويسري، أن أي رؤية او «شطحة» استراتيجية ممنوعة.‏

لابأس أن نكون هناك، وأن يصغي الأخرون الى فصاحتنا كأفراد او كشظايا، ولكن أن نشكل قوة ما ،حالة ما، ، مثلما يفعل الأخرون، فهذا هو الممنوع، تابعوا مسلسل الضياع، او التشتت، او التفكك.‏

هل كان ما يحدث بفعل المصادفة ، أم بفعل ذلك الفيروس الغامض( والواضح في آن) الذي جعلنا إرباً إرباً...‏

تكون في دافوس وتنظر من وراء الثلج الى القمة العربية المقبلة في طرابلس، لا تطلب المستحيل، ولا شبه المستحيل، بل اطلالة استراتيجية، لا قبلية، على واقع الحال، مستقبل الحال!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية