تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الوعي المروري والسلامة الطرقية

على الملأ
الأربعاء 3-2-2010م
أحمد عرابي بعاج

رغم أهمية التعميم الذي أصدره السيد وزير الداخلية عدم توقيف الشخص المسعف والاكتفاء بأخذ تصريح خطي منه خلال فترة وجيزة ، مالم يعترف أنه هو الذي سبب الحادث ، برغم ذلك فإنه بحاجة إلى اجراءات موازية أو مرافقة.

فهذا التعميم يغطي جانباً حساساً لجهة تقديم الإسعافات ونقل المصابين إلى المشافي خاصة في الطرقات التي تبعد عن مراكز المدن والمشافي ويساعد على إنقاذ حياة أشخاص كثيرين قضوا نتيجة تخوف المواطنين من تقديم المساعدة لهم خشية اتهامهم بأنهم متسببو الحادث وبالتالي جاء صدوره ليشجع على روح المبادرة الإنسانية .‏

فالمسافر مثلاً على طريق دمشق تدمر دير الزور يلاحظ عدم وجود مراكز شرطة أو نقاط إسعاف على مسافات واسعة قد تصل إلى 150 كم في ظروف البادية المعروفة صيفاً وشتاء.‏

لذلك هناك كما سميته - إجراءات موازية ومرافقة - تتعلق بتوفير متطلبات أخرى لا تقل أهمية للحفاظ على حياة المسافر، حيث تتلاقى وتتكامل مع توعية المواطنين وتعريفهم بالأنظمة المرورية وتتعلق بإجراءات الصيانة وتوسيع الطرق الرابطة بين المحافظات فطريق دمشق دير الزور في مقطعه الأول من عدرا الى (ابو الشامات) يعتبر الأسوأ رغم قربه من العاصمة وهو ضيق جداً لا يتسع الا لسيارتين ومليء بالحفر والمطبات ومشغول بسيارات الشحن واليات النقل الجماعي وإن أي تجاوز عليه يعتبر مغامرة محفوفة بالمخاطر ، ويكاد لا يمر أسبوع إلا ويقع فيه حادث أو أكثر يروح ضحيته أبرياء من المواطنين.‏

والمسافر على هذا الطريق يستغرب عدم توسيعه رغم أنه من منطقة الضمير حتى دير الزور لا يوجد على جنبات الطريق أي إشغالات تمنع توسيعه أو إصلاحه ، ويكاد يكون الطريق الوحيد الذي لم يجر عليه توسيع حتى الآن ، ولا يمكن اعتباره طريقاً دولياً.‏

إضافة إلى أن أي مشكلة فنية تحدث لايجد معها المرء بداً من قطع مئات الكيلومترات لطلب المساعدة ، مع تباعد المسافات بين مراكز الشرطة ونقاط الإسعاف على تلك الطريق والتي تصل أحياناً لعشرات الكيلومترات.‏

وهذا يملي سرعة تحرك وحسب المتاح لتوفير عوامل الأمان الضرورية ،لأن من يرد أن يسعف لمسافات طويلة يحتج إلى ضمانة أن جهده لن ينعكس عليه وبالاً وأن مهمته الانسانية ستكون موضع تقدير من الجهات المختصة ، مما يحفزه على روح المبادرة والتعاون وصولاً إلى الغاية الأساسية من التعميم المذكور ، كما يحتاج وبالقدر ذاته إلى أدوات ووسائل تساعده في تحقيق مبتغاه من الإسعاف ومراكز الشرطة.‏

فهل حان الوقت للنظر في إصلاح وتوسيع هذا الطريق الحيوي وغيره من الطرق الأخرى التي قد لا تقل سوءاً أم أن هذا الأمر لا يعتبر أولوية رغم الحوادث المرورية الكثيرة التي تودي بحياة الكثيرين والتي أهم أسبابها رداءة الطريق وتباعد نقاط المساعدة المطلوبة؟!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية