|
سانا - الثورة وقبولها ان تكون مطية تستهدف من خلالها سورية الجارة والشقيقة. احزاب تركية معارضة وصحف انتقدت هذه السياسة التي بدأت باحتضان تركيا لعصابات ما يسمى «الجيش الحر» وتنظيم المؤتمرات المعادية ضد سورية على اراضيها بل تدريب الارهابيين وتسليحهم وارسالهم الى سورية ليستنزفوا السوريين ويعبثوا بأمنهم واستقرارهم. هذه الاوساط اعربت عن عزمها للتصدي لسياسات اردوغان الهدامة لافتة الى أن اقحام تركيا بنفسها في الشأن السوري مغامرة وخيمة مضيفة الى انه رغم الدور التركي القذر في الازمة السورية وتسهيل انقرة لعبور آلاف المسلحين وعناصر من «تنظيم القاعدة» الى سورية والحديث عما يسمى إقامة «ممرات انسانية» على الحدود التركية السورية. فقد انتقد زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليجدار أوغلو بشدة مواقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المعادية لسورية معلنا عزم المعارضة التركية على التصدي لهذه السياسات الخطيرة. وشدد كليجدار أوغلو خلال لقائه عددا كبيرا من أنصار حزبه رفض الاتراك التدخل بشؤون سورية نيابة عن القوى الامبريالية لافتا إلى ان البعض في الغرب يتهرب من التدخل في سورية الا أنهم يدفعون تركيا لمثل هذه المغامرة الخطيرة. وأكد كليجدار أوغلو أن حزب الشعب الجمهوري الذي منع نشر القوات الامريكية في تركيا أبان الحرب على العراق في أذار 2003 سيتصدى أيضا لأي تدخل تركي ضد سورية مشيرا إلى ان سورية جارة عزيزة علينا والشعب السوري شقيق للشعب التركي وأننا نريد أن نعيش جنبا إلى جنب في سلام ومحبة. ودعا رئيس حزب الشعب الجمهوري الجميع إلى اعادة النظر في مجمل تطورات الوضع في سورية والتصدي لكل السياسات التي لا تخدم مصالح الشعب التركي. وفي غضون ذلك كشفت صحيفة جمهورييت التركية نقلا عن مصادر مختلفة في تركيا عن ان ما لا يقل عن ثلاثة الاف من المسلحين الليبيين وعناصر القاعدة تسللوا عبر الحدود التركية السورية في منطقة أنطاكيا ودخلوا الاراضي السورية لشن عمليات مسلحة في سورية. في غضون ذلك حذرالكاتب التركي البارز فكرت بيلا في مقال نشرته صحيفة ميللييت تحت عنوان هذه ليست حرب تركيا الحكومة التركية من أن الدخول بمغامرة ضد سورية ستكون له عواقب وخيمة. وقال بيلا في مقال نشرته الصحيفة التركية ونقله خبير الشؤون التركية محمد نور الدين في صحيفة السفير اللبنانية ان الوضع في سورية مختلف عن باقي الدول العربية و لا توجد أي مصلحة وطنية لتركيا في التدخل في سورية وعلي الحكومة التركية أن تقف بعيدة عنها الا في اطار القرارات الدولية. وفي الصحيفة التركية نفسها كتب أحد أبرز المعلقين في الشأن الخارجي سامي كوهين ان على تركيا أن تعترف بأن سياستها تجاه سورية قد فشلت وأن الرئيس بشار الأسد خرج رابحا. وقال الكاتب التركي انه مهما كانت الاسباب فان العلاقات بين تركيا وسورية تحولت من صفر مشاكل إلى صفر علاقات حيث لم تحسب الحكومة حساباتها جيدا عندما عملت ضد سورية. وأضاف الكاتب ان تركيا بدت جزءا من التحالف الغربي في مقابل روسيا وايران وهذا يجعل وضع تركيا أكثر صعوبة في الساحة الدولية كما ستشكل الدعوة إلى اقامة ما يسمى منطقة عازلة مشكلة لتركيا. |
|