|
ملحق ثقافي وخبز ساخنٌ... ودمُ وملح الأرض هذا العاشق الهرمُ هنا أفنى سنيّ العمر، يحلم باسمها وطناً ويحلم لو يكون على ثراها: عشبةً خضراء، لو يغدو نسيم اللّوز... تحضن خفقه القمم يمرّ بها فيخفق شالها فرحاً، وتبتسم يمرّ، ورعشة في العين دامعةٌ، ويبتسمُ!!! وحين يضيق من طوق الحصارِ، يفرّ من طوق الحصار لظلّ عينيها، وينهض!! كلّما قتلوه... يبعثُ من رماد الموتِ، يكبر في الطريق إلى الحبيبةِ ذلك الأمل العنيدُ، ويكبر الحلمُ!!! •
تذوب الأرض وجداً بالغناء: فكلّ ضربة منجلٍ نغمُ وفي كلّ ارتعاشة جدولٍ نغمُ وكلّ قصيدةٍ لاذت بدفء ترابها.... نغمُ!!! ونحن نشيد هذي الأرضِ، نحن جذورها، وضميرها، وشفيف مغناها يكاد الجرح ينطق من أساهُ، كأنّ ما يعنيه بحّة ذلك النّاي الحزينِ، يمرّ... تنكسر الهضاب صبابةً، والبرتقال، وزيزفون الأرضِ، والكلمات توشك أن تصير صدى جراح الأغنيات... لكلّ جرحٍ غاب في وجع التّراب فمُ!!! • ... صباحك زعترٌ...، ومساؤك المهموم أغنيةٌ، طواها.. تحت خفق جناحه.. الوطنُ يمرّ العابرون، ونحن منشغلين: بالأيدي تلوّحُ...، والمناديل التي تعبت من التّلويحِ، والرّايات تخفق: بعضها وطنٌ يلوح من البعيد، وبعضها كفنُ هنا... يتبادل الغرباء، بسمتهم ودمعتهم، ونهراً من عناقٍ، واشتعال الآه في كفّين تحترقانِ، والعشق الذي يدمي، وآخر نظرةٍ خضراء بين اثنينِ، أوشك عندها يتوقّف الزّمنُ يضيق الكون عنّا، إنّما عيناكِ: ملفى كلّ طيرٍ شاردٍ، والصّدر حين لقائنا سكنُ يميل الدّرب من شجن، ويبرئ ميله الشجن!! وأسماء الّذين نحبهم في البال، ها هم يعبرون القلبَ: أمنيةً فأمنيةً...، وشاهدةً فشاهدةً...، تضيق على الخطى الساحاتُ، ضاق الدّرب... ضاق الأفقُ، واتّسع الفؤاد، وما... تضيق على الأحبّةِ...، عابرين إلى الغد المقلُ!!! لهم أحلامهم، ولنا بضحكتهم، إذا ما أشرقت.. أملُ!!! ولحظة يعبرونَ: فكلّ رعشة خافقٍ وطنٌ، وكلّ يدٍ تلوّح... مدّها أزلُ • يطول الدّرب، أو يقصرْ وهذا الشّيء... لا يعني لنا شيئاً، لأنّ يداً بوردتها... على طول السّياج الآنَ: تمسك باليد الأخرى وتدنيها إلى الوطن البعيد الآن أكثرَ، لم يعد ينأى بنا طول الطّريقِ، لأنّ من نزع الحجاب عن النّهارِ، غدا لنا فجراً يداه تلوّحان: دماً، وبشرى، آه... من غير الصّغار يلوّحون ببسمةٍ بشرى!!؟ • رسمتك في سواد العين، قلت: نسيم ريحانٍ سواد العينِ، والحزن النّديّ بياضها، وتجيء... من بعد التّفاصيلُ • تمرّ الآه موجعةً: كأنّ الآه تسكن في حناجرنا، وتسكن في ملامحنا...، وفي نظرات أعيننا، وفي الأبواب موصدةً على وجع التّذكّر، والشّبابيك التي ستظلّ تخفق فوقها... تلك المناديلُ!!! • صباحك زعترٌ، ومساؤك المهمومُ: طيرٌ... شاردٌ في الظنّ... مغلولُ لماذا... هكذا... يتأخّر الأحبابُ!!؟، مرّ العابرون بنا.. وما من عابرٍ إلا: ويعرفه الطّريقُ، ويشتهيه القلبُ، كم قلت: النّسيمُ دليلهم، والدّرب يحمل نكهة الأولاد، لكنّي أكاد على جنون الصّبر في صدري، أضيق: بلستُ لا أدري!!؟ وأهمس: أيّ تعليل يبرّر غيبة الأحبابِ، واللّيل الذي عبروه مجهول!!؟ ودرب الحلم مجهول وأسئلةٌ تظلّ تثيرني... لكنّها: ظنٌّ، وتأويل • إلى أن حام طيرٌ شارد في الظّنّ، وارتعش الجناح بخفق أهدابي هتفت: أليس كلّ العابرين الدّرب نحو الصّبح أحبابي!!؟ وكلّ الماثلين أمام عيني في الطريق إليك أحبابي!!؟ ومن رجعوا!!؟، ومن غصّت بهم: في الشّاهدات قوائم الأسماءِ!!، كلّ يدٍ تلوّحُ..، سوف تنهض عشبةً خضراء في البابِ وكلّ دمٍ على الأسلاك... قنديلُ!!! • أنا وطن الّذين أحبّهم، وغد الّذين أحبهم...، والوعد فيما بيننا: أيدٍ تلوّح، وارتعاشة دمعةٍ في البابِ، شالٌ في البعيد يرفّ...، ترتعش الأصابع نشوةً، وتكادُ يشعلها على جمر العناق الحلو منديلُ!!! • صباح الخير يا أمّي... صباحك: ركعتان، وقبلتان، ودمعتانِ، وركنٌ دافئٌ في الصّدر يكفيني وظلّ عريشةٍ يا أمّ يكفيني وضحكتك النّديّة لحظة اشتعلت يداكِ على عناق العائدين إليك يا أمّ الملايينِ خذيني... لحظةٌ في العمر فوق ترابكِ الميمون تكفيني... وإني حين أبعث فيك جذع صنوبرٍ، قولي: لتنهض أكثر الأشجار... تكتب روعة العشق الفلسطيني!!! |
|