|
من داخل الهامش أيتها الأم القديسة لايحزنك عقوق الأبناء، لايقهرك أنهم خارج السرب عابرون، لاتقلقي لاتجزعي، فلست من فرش الدروب شوكاً، أنتِ من عطرها من ورد خديها، أنت من بذل الروح والجسد، أنت الجرح أكبر من الجسد.. أنتِ.. أم البطل، أم الشهيد، أم القديس، أم رجال الأمس واليوم والغد، أنت حدائق الحبق، ومساكب النعنع، أنت هي وهي سيدة اليوم والغد.. أرضك سندس أخضر، ضفائرك حقول قمح، شفتاك أول لغوٍ هو أجمل سمفونية وأعذب لحنٍ. لأم ودّعت أبناءها وزرعتهم أشجار سنديان يسيجون الوطن وقالت احتسبهم فداء أبناء أمنا سورية.. لأمِ لم تلد بعد طفلها وتتلهف أن يأتي ربيعها لتقدم للوطن أبناء يشمخون به، لها لعطرها، ليديها لضفائرها، لوعدها لحنانها، كل ورود الربيع.. أيتها الأمهات.. اليوم لاملاذ لنا إلا أنتن، وطناً، وعداً، غداً أماناً، حناناً.. ينابيع الشوق لاتنبت ناراً ولاشوكاً، مهلاً فقد أدماكن الحزن ولكنه سيعمدنا، يطهرنا، يبلسمنا.. عذراً كل حبر العالم لايعادل عطر دمعة تحجرت في عين إحداكن.. ما أحوجنا إليكن.. آه ما أعمق جراحنا، وما أرحم قلوبكن.. أنتن سورية، لكن اليوم الشهيد وربما كان لكثيرات يوم الشُهُد.. لكن دم الشهيد من عطر الجنة.. سورية، أيتها الأم التي اتسعت للكون، يامن شعت حضارتك على العالم كلّه.. لاتحزني.. إنهم عابرون، عابرون، عابرون.. ياأماً كانت وأماً ستكون.. حروفنا قاصرة، هاماتنا تنحني أنتن الوعد والغد. |
|