التسويف وفرص العمل الموعودة..!
منطقة حرة الأربعاء 21-3-2012 أمير سبور كلنا يدرك اليوم أهمية توفير فرص العمل اللازمة للكوادر الكفوءة من مختلف شرائح المجتمع أو للخريجين من المعاهد والجامعات باختصاصاتهم المتنوعة ,
ودور ذلك في امتصاص جزء يسير من جيوش البطالة ولو في حده الأدنى , بعد أن انتظرت دورها في طوابير طويلة لتحقيق هذا الحلم منذ سنوات ...! وكلنا يذكر آليات العمل التي ابتدعتها وزارة العمل آنذاك, وأحدثت مكاتب التشغيل وما حيك حولها من ملابسات لأجل فرصة عمل...! ووفقا لآخر الإحصاءات التي تؤكد ان عدد العاطلين عن العمل قد وصل في سورية اليوم إلى ما يزيد عن 1,5 مليون مواطن من مختلف الشرائح , وقد ساهمت مكاتب التشغيل نفسها بذلك كونها لم تنجز ما وجدت لأجله , بل أدت إلى فتح ثغرات جديدة في جدار الأزمة نفسها....! وهذا ما اعترف به وزير العمل عندما أكد ان مكاتب التشغيل كانت مكاتب للتعطيل وليس التشغيل , ومن هنا اتجهت الوزارة نحو تأسيس مؤسسة لتوفير فرص العمل منذ بداية العام الماضي , تسعى نحو برامج تنمية مستدامة مخصصة للشباب على مستوى الوطن , عبر منحها قروضا متناهية بالصغر لتمويل مشاريع دون فوائد , وهنا لا نقلل من أهمية تلك المبادرات لكن نتساءل هل حققت جزءاً من غايتها بعد مضي عام على إحداثها ...؟! ثم بالعودة لواقع البطالة في سورية نجدها في تصاعد مستمر , وخاصة بعد أن كشف وزير العمل مؤخرا ان نسبة البطالة ارتفعت من 8,2% إلى 14,8% خلال العام الحالي , وهنا لا نتجاهل الظروف التي تمر بها سورية اليوم ودورها في ذلك , لكن نقول أين هي الحلول الواقعية المطروحة والتي اعتمدتها الحكومة ضمن خطتها الخمسية لمعالجة واقع البطالة اليوم مع ازدياد طوابير الباحثين عن فرصة عمل...؟! كما لا بد من التذكير هنا بآلية إجراء المسابقات التي تعلنها الجهات العامة لملء الشواغر الموجودة لديها , كما حصل في مسابقة وزارة المالية منذ سنوات , والتي تقدم إليها عشرات الآلاف, وما حصل بالأمس القريب في مسابقة وزارة الإسكان والتعمير , والتي تقدم إليها أكثر من عشرين ألف متسابق من مختلف المحافظات , في حين الحاجة الحقيقية لا تزيد على 250 – 300 موظف ...! وهنا نتساءل: ما الغاية من تشغيل كادر إداري طويل عريض هنا وهناك لاستقبال طلبات آلاف المتقدمين ...؟ وبالوقت ذاته تحريك عشرات الآلاف من المتسابقين واستنفارهم لمدة أشهر وعدد المطلوبين عدة مئات , ونتائجها التي تعلن ربما بعد عام أو أكثر , عدا التكاليف المالية والوقت المهدور في سبيل الوصول إلى الحلم الكبير بفرصة عمل موعودة والتي تبقى افتراضية إلى أن يثبت العكس ..! والمشكلة الأكبر أن يقال لبعض المتقدمين إن الأسماء مجهزة ومحددة بشكل مسبق وان تلك المسابقة شكلية ليس إلا..! هذا إضافة إلى الإحباط الذي يصيب المتقدمين والحالة النفسية التي تنعكس على حياة كل من لم يحظ بهذه الفرصة لسنوات قادمة...! فمثلا عندما حددت وزارة الإسكان موعد الامتحان الكتابي للمتسابقين كل ضمن المحافظة التي يتبع لها فوجئ أبناء محافظة اللاذقية مثلا بان مقر الامتحان غير موجود وتم نقله إلى طرطوس دون علم مسبق , الأمر الذي أضاع الفرصة أمام العشرات وبالتالي تبخر الحلم الذي لهث وراءه هؤلاء سنوات ...! ما نريد قوله إن آلية إشغال الآلاف من المتقدمين بوقت واحد والحاجة الفعلية لا تتعدى 10% أمر يسيء إلى الجميع ولا بد من اعتماد آلية تكون أكثر موضوعية وعدلا في اختيار هؤلاء سواء بالشهادة أو الكفاءة المتوفرة أو التأهيل عند المتقدمين , لكي لا تبقى فرصة العمل التي يلهث وراءها المرء افتراضية حتى يثبت العكس ...!
ameer-sb@hotmail.com
|