تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مكرمون..!

رؤية
الخميس 1/2/2007
خالد مجر

أكثر من تكريم يقام كل عام لعدد من الأعلام في أوجه الثقافة المختلفة, والتكريم نوعان دائما: واحد عن مجمل ما قدمه المبدع في حياته, وثان عن حدث محدد مثل نجاح رواية أو نيل جائزة خاصة من الخارج أو بسبب مواقف معينة لشخصية عامة.

والتكريم في المحصلة هو وقفة خاصة يقدر فيها المجتمع جهد مبدع فيمنحه الاحساس بأن هناك من يرى ويسمع ويقدر أيضاً.‏

في سنوات سابقة كتبنا أكثر من مرة حول ضرورة أن يكرم المبدع في حياته, لا أن يأتي التكريم متأخراً بعد أن يطوي الثرى جسد المبدع الى الأبد, وحدث ذلك في السنوات الماضية, إذ كرمت جهات عديدة مبدعين كثراً ما زالوا بيننا, وإن كنا لانزال نطالب بالاهتمام والانتباه الى جميع مبدعينا.‏

أعتقد هنا, ضرورة أن يطال التكريم حتى المبدعين المختلف حولهم, لأن صفة الإبداع شيء, ورأينا فيه شيء آخر, وعلينا أن نفكر في الاضافات التي قدمها المبدع في إنارة الفكر والحوار والجدل, أكثر من تفكيرنا بمن هو متفق معنا أو على خلاف من أي نوع على مستوى الفكر, لأن المهم هنا هو الابتكار إن وافقنا عليه أو رفضناه.‏

دول العالم كلها وضعت قوانين عديدة لحماية المبدع وانتاجه الابداعي, وسورية من بين هذه الدول, وجاءت تلك القوانين لتؤكد على جوهر الإبداع وليس أي شيء آخر.‏

الأمم جميعها تتباهى بمبدعيها وبما قدموه للبشرية, لأنهم ببساطة صورة عن الأمة في أفضل حالاتها, لذلك تعمل الأمم جميعها على رعاية وتطوير ودعم المبدع عندها, فكيف إذا كان هذا المبدع موجوداً ولا يحتاج سوى الى التفاتة يسيرة نحوه!‏

نعم, علينا أن نعيد التفكير في الطرق والوسائل والسبل التي تكفل ليس تكريم المبدع وحسب, بل في فتح وخلق الفرص أمامه ليكون كما حال كل مبدع في الدنيا, لأنني وهذا رأي شخصي, أعتقد أن العقبات أمام المبدع لدينا عديدة, والمشكلة أنه يتجاوزها دائماً بمفرده!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية