تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وجدان بلا تقاعد ..؟!

آراء
الخميس 28-1-2010م
حسين عبد الكريم

ينبغي أن نصادف ممرات جانبية للوجد والوجدان ولاينبغي أن نصادف ممرات للحقد والتعاسات ....

في قاموس المحبين لاتوجد جردة حب ، كما نجد لدى البائعين : جردة حساب ، ودفاتر مسودات ، ودفاتر دائنين ، ومتعاملين ....‏

الحياة حب دائم أوشبه دائم ... ولاتوجد حياة بحب موجز أو من غيره ... يشتغل عقل الحب العمر بطوله وعرضه من أجل حب جميل أونظرة عشق غير مشلولة ،لأن النظرات المصابة بالشلل التام أوالنصفي هي عيب العشق .... منذ عشر موجات وعشرين برقاً وخمسين خطوة توق وحنين ، مرت بدرب الشتاء امرأة، ثلاثة ارباعها أنثى والربع الباقي نظرات حسن ومطر، يدوم ، ويدوم...‏

الصبية الحسناء ليست جارة بالمعنى المتعثر ، وليست قريبة قرابةً عاديةً ...وليست وليست ،لكنها حين تحضر هي قريبة جداً وحبيبة ومبشرة بالمطر والثمار .... قرب خطواتها تركض ابتسامات الدروب والحقول ، وحول ضحكات عينيها تسافر ذهاباً وإياباً قوافل البهجة الفتية ...عيناها أستاذتان في فن الرقة والضحكات الطلقة كوجه بستان ...‏

تلقي على العابرين سلام عينيها وكلمات بهاء الأنوثة الراقية...‏

وعندها نحتاج الكثيرمن مؤونة الروح الشعرية ، حتى يكون بمقدرونا مصافحة كلمات النظرات ...‏

امرأة أكثرها شهر ، كيف يمكن ملاقاتها بغير القصائد!! وكيف وكيف؟ ولايبقى سوى الـ كيف المجردة من دسم الاستفهام الركيك .‏

(زيتونة أشواق أوشجرة وجد وعشق وريح ...‏

وعيناها من نعس تخيط عباءة الرؤيا وتمتمة تريح وتستريح ....‏

آنستا كلام قادم للتوّ من عبق المدى ...‏

وتعلمان الآخرين فصاحة الأشواق في الأرواح ...‏

عينان ، غانيتان ، أغنيتان ، غافيتان ، مثقلتان بالأنسام في كتب الهوى ، كقصائد الأغصان والتفاح ... كاتبتا رسائل ، تهتدي للقلب كهداية الإعصار للملاح .... وتعود تقرأ من جديد وله القلب الملوع بالغوى اللماح وتعود تبدع ماتيسر من أناشيد الشذا الفواح ... نظراتك الحسناء عتق لغطها ، ياحلوة العينين مثل كرامة الأحباب والأقداح ....‏

وأراك مثل الريح ، دردرت الخطا الأنثى الجميلة في بساتين القلوب، فأيقظت عطر الثمار وقامة الأفراح...‏

جسد فصيح كله ، من همزة الخطوات ، حتى همسة الغيمات فوق جديلة مجنونة و وشاح ....)‏

للحب فهم آخر غير الذي نراه متداولاً وفي حارات الجوعى للحب والكسالى وأبناء السبيل ...‏

في الحب لايوجد تقاعد مبكر وسنوات خدمة غير مضافة إلى سنوات الحب الرئيسية...‏

محبون إلى آخر فاتورة دمع غير مصروفة ....ونبحث عن شراع السعادة في أي صحراء وفي أي البحار... قيمة القلب في بحثه المتجدد عن الحب وعن مفردات الاشتياق التي لم تصب بعد بجلطة التكرار وشلل الصدأ ...‏

أصعب الصعوبات التي تواجه القلوب كثرة المفردات العاجزة عن أداء الحب .... في قاموس الوجدان الجميل لاتوجد فترات للشيخوخة أوالتقاعد أوالاستقالة ....‏

الوجدان الذي يستقيل من مهنة الحب والتوهج والتلهف والانتظار هو وجدان « خردة » مثله مثل حديد السيارات المهملة ...‏

امرأة أنيقة توقظ درب القلب، وتجدد نشيد جريانه ، ولاتثقله بنفقات الصدأ وترميم العيوب ... ووجدان حنون لم يقدم أوراقاً يائسة واستقالته يحيا زمناً وجدانياً رائداً دائماً ومشتاقاً ...‏

دائماً نحب ....ودائماً نحتاج أن نشتاق .... ودائماً لايسع وجداننا قبول الاستقالة، أوالتقاعد .... ولايحتاج الوجدان المواظب على الحب والرقة والرقي تكلفة باهظة وتجهيزات يعجز عنها ذوو الحب المحدود ....‏

ننشر أشرعة الأفئدة وعلى النساء الجميلات العواصف والرياح وهمس الديمة الماطرة....‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية