تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مؤتمر لندن لتخديم استراتيجية أوباما الأفغانية

أضواء
الخميس 28-1-2010م
منير الموسى

يفتتح في العاصمة البريطانية لندن اليوم مؤتمر دولي حول أفغانستان بمشاركة نحو سبعين دولة على صلة بالوضع الأفغاني، وتشمل بشكل خاص دول قوة المعاونة الأمنية الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي

وهي 43 دولة والجيران الأقرب الى أفغانستان ولاعبون إقليميون رئيسيون.‏

ومن المتوقع أن يلقي الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمات في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي يستمر يوما واحدا.‏

وفي سياق التحضير لهذا المؤتمر، كانت عقدت في العاصمة التركية قمة ثلاثية جمعت إلى المضيف التركي، الرئيسان الأفغاني حامد كرزاي والباكستاني آصف علي زرداري، حيث جرى التأكيد على دعم عملية المصالحة الوطنية مع طالبان التي يروج لها الرئيس الأفغاني .‏

ومن المقرر أن يعلن كرزاي خلال مؤتمر لندن اليوم عن مشروع متكامل يهدف خصوصا لتحقيق المصالحة مع عناصر حركة طالبان من غير المنضوين تحت لواء تنظيم القاعدة.‏

وقدم كرزاي مثالا على سياسة اليد المفتوحة معلنا انه سيطلب سحب بعض الأسماء من لائحة عناصر طالبان الذين ستفرض الأمم المتحدة عليهم عقوبات مشيرا إلى انه سيدلي خلال مؤتمر لندن اليوم بتصريح يطلب فيه شطب أسماء طالبان من قائمة الأمم المتحدة للعقوبات.‏

ويعرض كرزاي على المؤتمر خطته للمصالحة الوطنية التي تعتمد على استمالة العناصر الميدانية في حركة طالبان ودمجها في المجتمع المدني عبر توفير فرص العمل والعيش الكريم لها مقابل التخلي عن السلاح.‏

وأنشأت الأمم المتحدة عام 1999 «لجنة العقوبات على القاعدة وطالبان» الموكلة وضع لائحة بالأشخاص والكيانات المرتبطة بالقاعدة واسامة بن لادن وحركة طالبان الذين قد تجمد ممتلكاتهم ويخضعون لحظر السفر.‏

ولم يعقب المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس على اقتراح كرزاي بالتفصيل، لكنه قال ان واشنطن منفتحة على انتهاج مسار مشابه لما حدث في العراق ... على أساس الدستور الأفغاني ونبذ العنف وهجر المجموعات المناصرة للعنف.‏

وذهب المبعوث الأميركي إلى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك ابعد من ذلك ليؤكد أن القوى العظمى ستدعم خطة كرزاي شرط ابتعاد عناصر طالبان عن القاعدة.‏

كما أعرب الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال قائد قوات الحلف الاطلسي في افغانستان عن تأييده للتوصل إلى سلام عبر المفاوضات. وصرح في مقابلة مع صحيفة «فايننشل تايمز» البريطانية انه يشعر شخصيا بأنه جرى ما يكفي من القتال وان الحل السياسي لكل النزاعات هو نتيجة حتمية.‏

من جانبها، أعربت حركة طالبان التي وسعت رقعة نفوذها في افغانستان، تكرارا أنها لا تنوي التفاوض مع الحكومة الافغانية.‏

ويرى مراقبون انه بعد شهرين من ارسالها تعزيزات الى افغانستان، تعول الولايات المتحدة على مؤتمر لندن لإقناع حلفائها بتقديم دعم اكبر لحملتها الصعبة في هذا البلد، وقال دبلوماسي اميركي في واشنطن ان «المؤتمر سيكرس لسبل تطبيق استراتيجيتنا» من تعزيزات عسكرية إلى مساعدة مدنية وتنسيق الجهد الدولي والادارة الرشيدة. ويضم التحالف الدولي 43 بلدا بينما تساهم ستون دولة في الجهد المدني. وستمثل كل هذه الدول، الى جانب الأمم المتحدة، في مؤتمر لندن لتجعل منه اكبر اجتماع دولي ينظم حول أفغانستان.‏

ويأتي انعقاد المؤتمر، بعد الإعلان عن تأجيل الانتخابات التشريعية الأفغانية وما قيل عن عدم توفر التمويل الكافي لتنظيمها، بينما يرى مراقبون أن هذا التأجيل الذي يمتد إلى 18 أيلول المقبل، يأتي كمحاولة لاسترضاء حركة طالبان وتشجيعها على الدخول في الانتخابات رغم رفضها الهدنة أو الصلح مع الرئاسة والحكومة الأفغانية المدعومة من الاحتلال . وعراب قائد قوات الناتو في أفغانستان الجنرال ستانلي مكريستال عن أمله بأن تحقق زيادة عدد القوات الدولية تقدماً من شأنه إنهاء الحرب في المنطقة وفرض اتفاقية سلام على طالبان، في الوقت الذي تدار فيه مفاوضات غربية في الخفاء بشكل مباشر مع زعامات طالبان أو غير مباشر عن طريق رعاية طرف آخر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية