تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ميتشـــل .. جولـــة أخـــرى خائبـــة

أضواء
الخميس 28-1-2010م
أنهى المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل جولة جديدة في المنطقة باءت مثل سابقاتها بالفشل بسبب عجزه عن زحزحة المواقف المتعنتة للحكومة اليمينية في إسرائيل.

وفي تصريحات روتينية، قال ميتشل في ختام جولته، إن بلاده مازالت ملتزمة بتحقيق سلام شامل وحل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي عبر حل الدولتين، مضيفا أن هذا الحل يجب أن يشمل أيضا سورية ولبنان.‏

وجاءت تصريحات ميتشل عقب لقائه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العاصمة الأردنية عمان التي التقى فيها أيضا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قبل أن يتوجه إلى القاهرة ضمن جولته التي شملت لبنان وسورية .‏

وأبلغ ميتشل الفلسطينيين بضرورة استئناف المحادثات مع إسرائيل «إذا كانوا يريدون مساعدة من واشنطن في التوصل إلى معاهدة سلام تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية».‏

ولكن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، قال انه ما زال هناك خلاف في وجهات النظر مع الإدارة الأميركية في شأن استئناف المفاوضات ملمحا إلى تعرض السلطة الفلسطينية ورئيسها عباس لضغوط أميركية لاستئناف المفاوضات، حيث يريد الجانب الأميركي استئناف المفاوضات الآن ومن دون وقف تام للاستيطان، كما يطالب الفلسطينيون.‏

وقال عريقات إن عباس أوضح لميتشيل أن الذي يمنع المفاوضات هو إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي على عدم وقف الاستيطان بشكل كامل، خصوصاً في القدس، وإصراره على تحديد نتائج المفاوضات قبل بدئها من خلال ضم مناطق في غور الأردن ومناطق أخرى في الضفة الغربية.وأكد أن الجانب الفلسطيني لا يضع شروطا لاستئناف التفاوض، لكنه يطالب بالبناء على النقطة التي وصلت إليها المفاوضات عام 2008.‏

وكان ميتشل التقى أيضا في القدس المحتلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي عاد بعد ساعات قليلة ليدلي بتصريحات يتحدث فيها عن «إقرار دولي ببقاء إسرائيل في أجزاء من الضفة حتى في حال تم التوصل إلى اتفاق سلام مع الجانب الفلسطيني».‏

وتعهد نتنياهو أن تحتفظ إسرائيل بأجزاء من الضفة الغربية إلى الأبد، وذلك بعد أن غرس أشجارا في كتلة استيطانية في تأكيد عملي على ذلك.‏

وأثارت تصريحات نتنياهو هذه وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن الذي عبر عن استيائه قائلا : «الضفة الغربية ليست لإسرائيل .. كيف يمكن تشريع بناء منازل ومدن وقرى على أراض ليست ملكاً لها، إنه خرق للقانون الدولي، إنه استفزاز».‏

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما اعترف في مقابلة نشرتها مجلة «تايم» الأميركية في عددها الأخير أنه بالغ في تقدير فرص السلام في الشرق الأوسط. وأضاف ان الإسرائيليين والفلسطينيين وجدوا أن «البيئة السياسية وطبيعة التحالفات او الانقسامات داخل مجتمعاتهم بلغت درجة جعلت من الصعب عليهم البدء في حوار مفيد» وقال : لو أن إدارته توقعت الصعوبات السياسية على الجانبين لما رفعت التوقعات الى هذه الدرجة، حسب تعبيره.‏

وأبلغ وزير إسرائيلي صحيفة «هآرتس» إن الفرصة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين في شأن التسوية الدائمة باتت ضئيلة، مضيفاً أن الجولة الحالية لميتشيل انتهت دون أن ينجح في إقناع عباس في العودة إلى طاولة المفاوضات، ومن دون أن يحصل على رد واضح من نتنياهو على سؤال إن كان مستعداً لتبني المعادلة التي وضعتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون القائمة على أن يكون الحل الدائم على أساس حدود عام 1967.‏

وأضاف إن الاحتمالات التي يتم درسها هي ديبلوماسية الزيارات المكوكية على غرار تلك التي قام بها وزير الخارجية الأميركية السابق هنري كيسنجر في سبعينات القرن الماضي بين إسرائيل ومصر وسورية.‏

أما صحيفة «يديعوت احرونوت»، فقالت ان المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن الإدارة الأميركية ستضع عملية السلام في أدنى قائمة أولوياتها. ونقلت عن مسؤول لم تكشف اسمه قوله: «ستواصل الإدارة محاولاتها لاستئناف المفاوضات، لكنها لن تتعب نفسها كثيراً».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية