تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مؤتمرا لندن.. والخاسران اليمن وأفغانستان!!

شؤون سياسية
الخميس 28-1-2010م
أحمد حمادة

مؤتمر في لندن لتدويل الأزمة اليمنية حشدوا له أكثر من 20 دولة أمس ومؤتمر يعقد اليوم في لندن أيضاً ولكن حول أفغانستان.

وإذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها قد فشلوا خلال ثماني سنوات كاملة في تحقيق النصر المزعوم في أفغانستان رغم امتلاكهم كل المعدات والأسلحة اللازمة لخوض تلك الحرب، وإذا كانت الاستراتيجية التي اعتمدوها في محاربة الإرهاب المزعوم لاتزال هي هي، وأفكارهم ومواقفهم لم تتبدل ولم تتغير فإن السؤال الذي يطرح نفسه على المؤتمر الدولي الذي تستضيفه لندن اليوم، والذي حشدوا له أكثر من 43 دولة لإحلال الأمن في أفغانستان هو: ما الذي سيقدمه هذا المؤتمر للشعب الأفغاني في ظل الاستمرار بالخطط ذاتها والأساليب عينها والتي أثبتت فشلها وعدم جدواها؟! وما الذي سيضيفه مؤتمر اليمن للقضاء على الإرهاب المزعوم؟!.‏‏

تقول الدول المنظمة للمؤتمر إن التحالف الدولي الذي يخوض الحرب في أفغانستان سيساهم في تقديم الموارد العسكرية والمدنية للأفغان، ومساعدتهم في تنظيم اقتصادهم ،والحد من تدفق الأموال غير المشروعة من بلدهم ونقل السلطات الأمنية إليهم لتحقيق الاستقرار المطلوب، لكن الأقوال شيء والأفعال شيء آخر، ثم ألم تكن هذه الإجراءات هي الشغل الشاغل لمسؤولي التحالف الدولي للحرب في أفغانستان طيلة سنوات ثماني دون أي نتيجة تذكر؟!.‏‏

وتقول الدول المنظمة لمؤتمر أمس حول اليمن إنها تريد مكافحة الإرهاب انطلاقاً من اليمن لأن القاعدة منتشرة على أراضيه ،وأنها ستقدم المساعدات اللوجستية و الأمنية لليمن، لكن السؤال الآخر هو: أليست سيناريوهات الحرب على القاعدة و الارهاب هي ذاتها منذ أحداث 11 أيلول و حتى يومنا وبالتالي فإن تنظيم المؤتمرات الدولية بهذه الصورة لا يعدو كونه وسيلة أو ذريعة للتدخل هنا و هناك لتحقيق غايات استراتيجية معينة؟! يبدو الأمر كذلك في ظل اختيار اليمن لهذه المهمة لأنه يطل على مضيق باب المندب الأهم من الناحية الاستراتيجية بين مضائق العالم، وفي ظل اختيار أفغانستان كذلك كمنطقة عبور لخطوط الغاز و النفط من آسيا إلى المغرب، و الأيام ستثبت للعالم كله حقيقة النوايا و الأهداف من وراء هكذا مؤتمرات !!.‏

ahmad hamad67@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية