تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مؤتمر لندن.. هل يحقق طموحات الأفغان؟

حـــدث وتعــليـق
الخميس 28-1-2010م
ناصر منذر

المؤتمر الدولي الذي تستضيفه العاصمة البريطانية لندن حول أفغانستان اليوم، من المفترض أن يناقش سبل الدعم لمساعدة هذا البلد للخروج من محنته التي تلازمه منذ عقود،

والتي ساهمت الدول الكبرى في نصيب كبير مما يعانيه من مآس وحروب، إلا أن المعطيات تدل على نية تلك الدول بحث تعزيز وجودها العسكري هناك، أما عناوين المؤتمر فهي شكلية فقط.‏

فطوال السنوات الثماني الماضية لم تستطع قوات حلف الناتو التي تقودها الولايات المتحدة تحقيق الأمن والاستقرار في أفغانستان، بل فاقمت الاوضاع سوءاً ، وكرست النزاعات الطائفية والعرقية، كما أن المؤتمرات السابقة التي عقدتها نفس هذه الدول لم تحقق شيئاً، وبقيت نتائجها حبراً على ورق ، نظراً لتسابق دول التحالف الدولي لتحقيق مصالحها أولاً، دون الاكتراث للحاجات الاساسية للشعب الأفغاني، الذي لاينشد أكثر من الحرية والسيادة والأمن.‏

ومن المفارقات أن هذا المؤتمر يهدف إلى دعم الحكومة الافغانية، وهي لم تبصر النور بعد، حيث فشل الرئيس حامد قرضاي في تشكيلها، بعد أن رفض برلمانه مرتين أغلبية وزرائه، مايعني عدم قدرة قرضاي على الالتزام بأي تعهدات قد يتمخض عنها هذا المؤتمر.‏

في المقابل فإن وصول 30 ألف جندي أميركي اضافي إلى أفغانستان خلال الشهرين المقبلين، مع قوات أخرى فرنسية وألمانية وبريطانية، كما هو متوقع، يشكك في نيات تلك الدول، ومزاعمها في مساعدة القوات الافغانية ويشير إلى أهدافها الحقيقية في البقاء مدة أطول، وإنشاء قواعد دائمة تجعلها تسيطر على ثروات هذا البلد، خاصة أن هذه الدول لاتريد الاتفاق على جدول زمني للانسحاب من هناك.‏

مؤتمر لندن لن يكون أفضل من سابقاته، واحتمالات الفشل قائمة، مادامت حكومات الحلف الدولي تصر على امكانية تحقيق النجاح من خلال استمرار الوجود العسكري، خلافاً لآراء شعوبها الرافضة لتلك الحروب، فضلاً عن أن الهجمات المتصاعدة لطالبان ستقوض جهود اعادة الاعمار، والاهم من ذلك أن مايتطلع إليه الشعب الافغاني يتعارض تماماً مع ماتصبو إليه الدول الداعية لعقد هذا المؤتمر.‏

أفغانستان بحاجة الآن لعقد مؤتمر وطني، ومصالحة شاملة ، تضم كل أطياف الشعب الافغاني، وحكومة جامعة تأخذ على عاتقها مسؤولية اعادة البناء والنهوض بالمؤسسات ، وتحقيق التنمية، والقضاء على الأمية والجهل، ومحاربة الفساد. nssrmnthr602@ gmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية