|
مراسلون وتحقيقات تحت لوائه كذلك يشعر بالاطمئنان لأن مغتربينا الذين لاهاجس لهم إلا عودة جسور الثقة مع وطنهم, يعودون إليه برفقتهم أفضل خبراء العالم في التقانة, وبمؤتمر عالمي يعقدونه للمرة الأولى خارج أوروبا وفي دمشق الساحرة وأناسها المتعطشين لإنقاذ تراث بلدهم سورية كما عبر هؤلاء الضيوف!!
فما إن تلج قدماك صعوداً الدرجين الهلاليين حتى ترمي خلفك متحفي دمشق الوطني والحربي! غارقاً بالياسمين الدمشقي إلى قاعة رضا سعيد مؤسس الجامعة السورية وأول رئيس لها في مبنى جامعة دمشق, الاختيار الموفق والرائع لانعقاد هذا المؤتمر. أوراق علمية لاتعني أحداًًًًًً?! مع غياب المؤسسات المعنية غير المبرر أبداً مع أن الدعوات وصلت الجميع كالمديرية العامة للآثار والمتاحف ولا سيما مركز الباسل للبحث والتوثيق الأثري,كليات الهندسة المعمارية الفنون, الآثار والمعلوماتية كذلك وزارة المغتربين ومحافظة دمشق والجمعية المعلوماتية وبحضور باحثين على مستوى العالم كجيوفاني دي باولي من جامعة مونتريال كندا الذي قدم اتجاهاً جديدا لاستيعاب طبيعة الإرث المندثر, وكذلك جان بيير بالب من جامعة باريس الثامنة- فرنسا الذي تحدث عن الذي يمكن أن تجلبه التقنيات الرقمية للفن والإبداع وسواهم.ومن سورية طلال عقيلي الذي أحدث كلية الهندسة المعمارية وكان عميداً لها على مدى 27 عاماً ومارس العمل التدريسي في جامعات برلين الغربية حيث شارك في المؤتمر بطاولة مستديرة حول تطبيقات إغناء الإرث الحضاري وشاركه نهاد عبد الله الأستاذ الباحث والعميد الذي تابع دراسته في باريس-المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة وكذلك شارك بمعرض رافق المؤتمر ويضم صوراً لنقود من الساحل الشرقي للمتوسط وصوراً جوية لمدنه التقطت في الثلاثينيات من القرن المنصرم, وعن المغتربين السوريين كان خلدون زريق رئيس المؤتمر الذي تابع دراساته العليا في نقل المرور وتخطيط المدن ويحمل دكتوراه في المعلوماتية(الذكاء الاصطناعي) من المدرسة الوطنية العليا للمعابر والطرق بباريس وكذلك شهادة إدارة البحث العلمي من ليل فرنسا أدار طاولة مستديرة بعنوان إدارة المكتبات التراثية الرقمية والافتراضية, وهذا ما اجتهد المؤتمر لتقديمه كخلاصة ..وأيضاً كان هناك المغترب السوري يوسف دياب استاذ رئيس قسم هندسة تخطيط المدن في جامعة باريس- مارن لافاليه والمدير العلمي لبلدية باريس أدار بعض الجلسات التي قدم فيها طلابه السوريون أوراق بحثهم ,ويعجز المقام عن ذكر العديد من الباحثين الذين جاؤوا ليقدموا لسورية ولتراثها ما يستحق! لقاءات مع الحضور الأبرز ماسره لي د.طلال عقيلي ( تصب الفائدة مع المؤتمر لحل المشكلة العمرانية والمجتمع ..كان هناك شرخ بين المواضيع المقدمة ومانعاني منه.. هل يمكن الاستفادة من هذه المواضيع ومادرجتها ويعود ذلك لأن ما تطرحه غير مفصل لمشكلاتنا تماماً ..حلول مشكلاتهم لا يمكن تطبيقها هنا لذلك يتبقى لن بعض الومضات( وينهي بلغة العالم الواثق): إن استعادة التاريخ العمراني المعاش على شاشة الكمبيوتر يشكل هاجساً لي..أتمنى أن أجيب عن تساؤلاتي كيف كان معبد حدد, قبر يوحنا. ثم كيف لنا أن نستفيد من زملاء باحثين لم يأتوا لحل مشكلاتنا بل لمواكبة التطور العلمي, فكيف يمكن توظيف ما لديهم لتطوير ما لدينا? نستطيع ذلك بالنخب العلمية فقط!! أما الفرنسي د. فرانك غيتالا من جامعة كومبيين للتكنولوجيا فرنسا يقول( أتيت لأطور مشروعي ولأناقش طالبي السوري حول تصاميم الكمبيوتر, وهناك نقطتان أحب أن أذكرهما: الكثيرون من العلماء السوريين المغتربين أصبحوا أصدقائي في فرنسا وآمل بناء مكتبة رقمية لأنه من الأساس يجب العمل على أرشفة الآثار السورية إلكترونياً ليتمكن العالم من التعرف عليها وعن ورقة البحث التي تقدم بها في المؤتمر, يتابع غيتالا( قدمت موقعا الكترونيا على الانترنت يتناول المواقع الأثرية الهامة لعدم وجود مواقع تهتم بهذا المجال, كما أن المكتبة الرقمية تحتاج لمعلومات مختارة من قبل اختصاصيين آثاريين). يعلق في نهاية كلامه غيتالا عن الحضور القليل لافتا الانتباه إلى أهم نقطة في المؤتمر هو لقاء علماء الآثار والتقانة, وهذا نادر في العالم. أما د. نهاد عبد الله فيؤكد (عنوان المؤتمر لا يعبر بدقة عن جميع الأبحاث المقدمة لكن الاجتماع مع العلماء يشكل تفاعلا وشبكة تفيد في علاقات بحثية بين أوروبا وشرق المتوسط). وعن غياب المؤسسات المعنية أولاً بالاستفادة من الأبحاث التي قدمها المؤتمر يضيف (كنت أفترض أن مندوبين عن المؤسسات المعنية سوف تحضر لتتحاور مع الباحثين في كيفية التعامل مع التراث الثقافي المعماري والعمراني ), ويختتم كلامه معلقاً على توقيت المؤتمر( توقيت المؤتمر كان في بداية العام الدراسي أما الإيجابي هو وجودنا في قاعة رضا سعيد وهذا شاهد على اهتمامنا جميعاً بتراثنا الثقافي الذي أسس له الراحل). د. يوسف دياب المغترب في فرنسا أكد أن المؤتمر ينعقد دورياً في أوروبا وبحضور 500 باحث على الأقل بينما ينعقد لأول مرة في سورية وبحضور لا يتجاوز الثلاثين!!يترك تساؤلاً مشروعاً عن الدعم الحكومي المحدود: هل الآثار موضوع مهم أم يتعارض مع مواضيع أخرى تهم الناس)?!! أما د. عقبة فاكوش المنسق المحلي للمؤتمر من جامعة دمشق يخلص للقول(أنا محبط ,المؤتمر ناجح حسب الإمكانيات ونجاحه يعود لجهود فردية)! ود. رفاء عشم الله من أكاديمية السودان للعلوم: تعتبر المشاركة الأولى لها في سورية (استفدت كثيراً لأن هذا المجال من الأبحاث لا يطرح في السودان). ومن النمسا د. أورس هيرتبرغ يؤكد (مشكلة التمويل مهمة جداً وأساسية لهذه المشاريع..الناس متعطشون لفعل شيء كما لاحظت وجود طبقة سورية مثقفة ومتعطشة وصراحة لم أكن أتوقع ذلك, وعن أوراق المؤتمر السورية يختتم (أوراق متميزة من د. عقيلي وهناك عمل جيد لكن يحتاج لدعم من القطاع السوري الحكومي). أخيراً هند جزائرلي وتقدم للدكتوراه في تنظيم وإدارة المشاريع في جامعة سابوا شامبيري في فرنسا),عنوان المؤتمر مع اختيار سورية وتحديداً دمشق أكثر من موفق كما أن المحاضرات كانت كثيفة واستفدت شخصياً لأنها المشاركة الأولى في مؤتمر عالمي عرضت عملي واطلعت على ردود فعل الحضور). مع رئيس المؤتمر الحضور الملفت والأخاذ والذي اتفق عليه جميع المشاركين كان لرئيس المؤتمر د. خلدون زريق الذي أجابني عن تخلف الأكاديمية السورية والمؤسسات المعنية في الحضور(لا توجد مخابر بحث علمي في سوريةتجعل الأساتذة على اتصال بالبحوث العملية وعامل الخوف لدى الجميع غير مبرر), وعن نتائج المؤتمر يضيف د.زريق: تشجيع الأجانب على الاهتمام بالتعاون مع سورية حول موضوعين الأول استخدام التقنيات السهلة والمتوفرة لدراسة الإرث الحضاري وإعادة بنائه وإذا أمكن التعاون مع جهات محلية( عبّر البعض عن رغبته بالمساعدة من جنسيات مختلفة فرنسية- نمساوية -استرالية وكندية), والثاني وضع نظام لبناء مكتبة افتراضية في سورية) وعن مدى صعوبة تحقيق هذا مع غنى الإرث السوري الحضاري يعلق (لايمكن البناء حالياً لسببين, المعلومات مشتتة في العالم وغياب معايير تقييم مصداقية تلك المعلومات), ويختتم حول المشكلات التي اعترضت المؤتمر بتفاؤل أحسده عليه) تغيب كبير لكنه غير مزعج يعود لمشكلتين هما الفيزا والخوف كذلك عدم وجود إعلام سوري فعال وأيضاً البيروقراطية رغم التعامل اللطيف في السفارات السورية)?!! ختام المؤتمر وكلمة أشار المنظمون بأن ثمة تقريراً علمياً سوف يصدر باللغة العربية أعده خريجو جامعة دمشق -كلية المعلوماتية يقدم رؤيتهم الخاصة.كما رافقت المؤتمر جولات سياحية إلى كل من حلب,تدمر, حمص,ودمشق القديمة وكما أكد لي رئيس المؤتمر بأن الاهتمام بالإرث الثقافي السوري شمل إضافة لباحثين أجانب وبشكل شخصي جامعة البعث التي أوضحت رسمياً عن رغبتها في التعامل مع جهات خبيرة لإعادة بناء بعض المواقع الأثرية(كلية المعلوماتية في حمص). بقي أن نقول: مجالنا هذا التراث فكيف نستفيد من نوسيتا ويوروبيا? المؤكد بالانتقاء الصحيح من بين هؤلاء, وأنهي بالشكر الجزيل لرئاسة المؤتمر بالسماح لي بعرض بعض التطبيقات كحلول لبعض الأفكار التي طرحت في المؤتمر كتجربة فريق المتطوعين لإنقاذ عمريت في بناء موقع لها على الانترنت, وكيف أن كل محافظة سورية مكتبة رقمية إذا استطعنا التوثيق الجيد لمواقعها الأثرية. |
|