|
دراسات/ترجمة والذي عمل لمدة سبع سنوات كسكرتير صحافي لرئيس مجلس النواب الأميركي الاسبق- نيونت غينغريتش- وككاتب لخطابات الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريغان, أصدر كتاباً في الآونة الأخيرة تحت عنوان:( فرصة الغرب الأخيرة وصراع الحضارات).يصب في خانة إلهاب مشاعر الغرب المسيحي من العرب والمسلمين على خلفية ذرائع ومقولات تزعم بأن أوروبا وأميركا مهددتان باجتياح فكري ومادي عربي وإسلامي,وأن الصراع الدائر الآن هو صراع حضارات وعلى الغرب أن يعمل لكسبه. ,ننشر هنا أهم ما جاء في عرض لهذا الكتاب... يعتمد- بلانكي- في كتابه الجديد هذا الذي يصفه أغلب النقاد بأنه ( الكتاب الصادم ) نظراً لما ينطوي عليه من آراء وأفكار قد تقض مضاجع العديد من دوائر صنع القرار في الغرب, كما تقض مضاجع شعوبه أيضاًً, على وقائع التاريخ وعلى الأحداث المعاصرة لإضاءة جوانب موضوع صراع الحضارات, وتحديداً الصراع بين الحضارة الغربية والحضارة الاسلامية وما يصفه بخطر التطرف الاسلامي الداهم الذي-يهدد- الغرب برمته, ويحاول المؤلف من خلال صفحات كتابه تقديم الأدلة والبراهين على صحة الحجج التي يقدمها, ثم يختتم كتابه بتقديم مجموعة من النصائح أو محاور العمل الرئيسية على جبهة الحرب ضد ما يصفه بالارهاب الاسلامي. يبدأ المؤلف كتابه بمقولة مفادها أن الغرب لم يعد أمامه سوى فرصة أخيرة لانقاذ نفسه, وأن أوروبا قد تتحول في المستقبل البعيد بل خلال حياة جيلنا الى-أورابيا- وهي كلمة تتألف من كلمتين هي (أوروبا و أورابيا) ويقصد بهما المؤلف أن اوروبا ستتحول الى قارة عربية يجتاحها الاسلام المقاتل أو الاسلام في صورته الجهادية المعادية للغرب. ويذهب المؤلف الى آخر المدى في التحذير من خطورة التطرف و-الارهاب الاسلامي- الى درجة يصل فيها الى حد وصفه بأنه يشكل خطراً على اوروبا- وعلى الولايات المتحدة بالتبعية- يزيد بمراحل عن الخطر الذي كانت تمثله المانيا النازية. وينتقد المؤلف الحكومات الغربية بشكل خاص- لاستجابتها- الضعيفة وغير المنظمة لخطر الجهاديين والاسلاميين, والتي يرجعها الى الميل الدائم لدى تلك الحكومات لنسيان الماضي والتركيز على الحاضر فقط فتلك الحكومات نسيت أو لعلها تناست أن الخطر الاسلامي الذي يواجهها والذي يواجه الولايات المتحدة ليس مقصوراً على الحاضر ولم يبدأ مع اسامة بن لادن ولامع اتباعه الذين يشكلون تنظيم القاعدة والمنظمات والجماعات الأخرى المتفرعة عنه أو التي تتبنى فكره بشكل أو بآخر, وإنما هو تهديد قديم يرجع الى القرن الخامس عشر عندما اجتاحت القوات العثمانية بلاد الصرب والقسطنطينية وبلاد فارس واليونان وضربت في قلب اوروبا الى أن تمكن ملك النمسا من إيقافها على أبواب فيينا سنة .1683 يقول المؤلف إن ما حدث في الماضي كان يجب أن يكون مؤشراً على ما يمكن أن يحدث في المستقبل من اجتياح للحضارة الغربية على أيدي المتطرفين والارهابيين المسلمين. ويذكر المؤلف بعض الحقائق التي ينبغي على الحكومات الغربية أن تضعها نصب أعينها ومن ذلك على سبيل المثال ما الذي ستفعله الحكومات الغربية إذا ماتمكن الارهابيون الاسلاميون من الحصول على أسلحة الدمار الشامل? وماهي الاجراءات التي تقوم باتباعها لضمان عدم تحول اوروبا الى منصة انطلاق للإرهاب? وماهي السياسات التي اتخذتها تلك الحكومات لمواجهة حقيقة تناقص معدل المواليد المنخفض للغاية في القارة والذي يزداد انخفاضاً على الدوام بسبب احجام الكثير من الاوروبيين في سن الزواج والانجاب عن بناء اسر وإنجاب أطفال وهو ما يقابله من ناحية اخرى معدلات انجاب مرتفعة للجاليات الاسلامية المقيمة في الغرب بما يمكن أن يؤدي في النهاية الى حدوث نتائج وخيمة على القارة حسب رأيه?. يقول المؤلف أيضاً إن تلك النتائج الوخيمة قدلا تقتصر على اوروبا فقط, بل إنها في الحقيقة يمكن أن تشكل تهديداً و تحدياً ضخماً للولايات المتحدة الاميركية ذاتها. ويتساءل المؤلف عن الاسباب التي جعلت الحكومات الاوروبية تحجم حتى الآن عن الدخول في مواجهة حاسمة مع المتطرفين والارهابيين الاسلاميين? كما يتساءل عن السبب الذي دعا الولايات المتحدة الى تجاهل دروس الحرب العالمية الثانية وهي الدروس التي يرى المؤلف أنها كانت تحمل في طياتها السر الذي يمكن أن يقود الى النصر على الارهاب وكيف أن الحال قد انحدر بالليبرالية الغربية من أيام الانتصارات والمجد تحت قيادة الرئيس الاميركي تيودور روزفلت الى مجرد استراتيجية للانتحار. ويورد المؤلف أمثلة على الارهاصات المبكرة لتنامي وتمدد الخطر الاسلامي في اوروبا والتي لم تولها الحكومات الاوروبية ماتستحقه من اهتمام. نأخذ على ذلك مثلاً: فقد أجرت صحيفة الغارديان- البريطانية الليبرالية استطلاعاً عام 2004 تبين لها من خلاله أن 13 % من إجمالي عدد المسلمين الذين اشتركوا في ذلك الاستطلاع يؤيدون العمليات الارهابية, بل و يؤيدون شن المزيد منها حتى بعد أحداث الحادي عشر من ايلول. ومن ضمن النصائح التي يوجهها بلانكي الى اوروبا ضرورة عودتها الى ما يطلق عليه- جذور الحضارة الغربية- التي تتمثل في حب الوطن وحب الثقافة وحب الدين المسيحي, ثم المضي بعد ذلك لمواجهة الثقافة المضادة. ويقول المؤلف إن الفقرات المتضمنة في قانون ( باتريوت, patriot) أو الوطني الاميركي لمواجهة التطرف الاسلامي ليست ولاغيضاً من فيض أو قليلاً من كثير مما يجب على الحكومات الغربية القيام به, وهو ينصح أميركا بأن تتعامل مع المتطرفين بالطريقة نفسها التي تعاملت بها مع النازيين في الحرب العالمية الثانية. فهي في تلك الحرب لم تكن تعنى كثيراً بحقوق العدو قدر عنايتها بالضرر الذي يمكن أن يلحقه هذا العدو بها وبحضارتها ومصالحها. ويذهب المؤلف الى حد القول أن الدول الاوروبية والولايات المتحدة إذا لم تقوما معاً بتنفيذ ما يقترحه فسوف يتم تقديم اوروبا واميركا ذاتها على طبق من ذهب الى الاسلاميين. إنه كتاب قد يبعث الخوف في نفوس من يقرؤه من القراء في الغرب. وقد يكون في الوقت نفسه مستفزاً للمسلمين والعرب. ولكنه مع ذلك وكما يقول النقاد إنه كتاب غني ودسم يحتوي على الكثير من المعلومات. ويتوقعون له أن يكون من أهم الكتب السياسية الصادرة لهذه السنة. |
|