|
مكتب الثورة - القاهرة تلك المؤامرة التي انتهت بتصريحات السفير الأميركي في لبنان (فيلتمان) والذي أنكر لبنانية مزارع شبعا المحتلة, وأكد على سوريتها..!! ليس لأنه يراها أرضاً سورية بقدر ما يريد تفنيد مشروعية المقاومة اللبنانية وحزب الله اللبناني, لمصلحة دولة الكيان الصهيوني المسماة إسرائيل. حول مشروعية المقاومة اللبنانية وسبل الرد على مخطط استهدافها أجرينا هذا الاستطلاع للرأي بين أساتذة القانون الدولي والعلاقات الدولية المصريين. الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق: أولاً: يجب أن نلاحظ أن حزب الله قد بدأ مقاومة مسلحة للاحتلال الإسرائيلي بشكله العام وليس لإسرائيل في الأراضي اللبنانية وأن هذا الحزب قد تطور مع استمرار الاحتلال ثم أصبح اللبنانيون مجتمعين يرون أنه الجزء الرئيسي في حركة التحرر الوطني اللبناني, وبهذه الخلفية حاولت إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية خلق مناخ جديد تستهدف منه حزب الله بشكل خاص, ولن تغفر إسرائيل لحزب الله أنه أرغمها على ترك الأراضي اللبنانية دون مقابل, وهكذا تجرعت إسرائيل هذا الكأس مرغمة وحاولت أن يكون انسحابها من الجنوب اللبناني باتفاق أياً كان ماهيته مع الحكومة اللبنانية كي تسجله على أنه انسحاب متفق عليه, لكن حزب الله أجبرها على الرحيل, أمام اللهجة التي يتحدث بها حزب الله في خطابه السياسي المبني على القوة, على اعتبار أن القوة هي اللغة الوحيدة التي تفهمها إسرائيل وأن التسلح والاستعداد والرد الفوري هو طريقة التعامل المثلى بعد أن أقلمت إسرائيل الوضع العربي على أنها تفعل ما تشاء وقت ما تشاء, في نفس الوقت سوف نجد الولايات المتحدة الأميركية وقد أغلقت أفواه الحكام العرب, وهنا تبدأ المؤامرة على سورية وجيش حزب الله والفلسطينيين في المخيمات. إن القرار رقم 1559 الصادر من مجلس الأمن كان قرار يهدف إلى تأديب سورية وحزب الله الذين تجرؤوا وتمسكوا بالثوابت العربية وبالتالي لابد أن يدفع كلاهما الثمن وتبدأ المؤامرة في الوضوح بين فرنسا وأميركا وإسرائيل, الذين أشاعوا الاعتقاد أن المحقق الدولي (ميليس) الذي جاء ليحقق في مقتل الرئيس الحريري أصبح فوق كل الحكومات والدول لأنه مكلف بالتحري عن دماء الحريري, وهنا يبدأ الحديث عن المقاومة الإسلامية في حزب الله وطرح فكرة تخلي حزب الله عن السلاح. إذاً القضية برمتها لها سياق مختلف والتساهل في تفكيك حزب الله هو تمكين للمخطط الإسرائيلي واستمرار في مخطط كامل دبّر للأمة, إنها لعبة المؤامرة التي اتخذت من مزارع شبعا طريقاً لها لأنه إذا كانت المزارع لبنانية فمن المؤكد بقاء حزب الله بينما إذا كانت سورية فليس للحزب دخلً في مزارع شبعا, وبناء على ذلك فلابد أن تعي الشعوب العربية وقبلها الحكومات العربية أن التفريط في حزب الله هو تفريط في الأمة. الدكتور السيد عليوة أستاذ القانون الدولي والعلوم السياسية بجامعة حلوان: إن كل الشواهد على هذه الساحة تشير إلى أن الجانب الإسرائيلي ومناوراته المتعددة بشأن مزارع شبعا قد دخلت دائرة أطماع المخططات الصهيونية بدليل استمرار احتلالها ورغم قرارات الأمم المتحدة, فما زالت القوات الإسرائيلية تحتل هذه المنطقة, وهو الأمر الذي يؤكد حتمية وشرعية المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال والممثلة في حزب الله أو الجيش اللبناني, فهي مقاومة مشروعة ضد احتلال قائم بالفعل على اغتصاب الأرض. الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس: إن المقاومة اللبنانية في جميع أحوالها مقاومة مشروعة من أجل استرداد الأراضي المحتلة أو الدفاع عن الحدود اللبنانية وبقاء حزب الله كأحد أشكال هذه المقاومة لا يمكن المزايدة عليه والجميع يعلم حقيقة المؤامرة لإحراج حزب الله وتفنيد بقائه, من خلال العبث بقضية مزارع شبعا المحتلة وهي في الأساس ومن خلال الاعتراف السوري أرض لبنانية, وهذا وحده يكفي للرد على السفير الأميركي والذي يعلم الجميع في أي الاتجاهات تسير تصريحاته والموجهة تحديداً نحو حزب الله اللبناني بعد أن أصبح الحزب يشكل أكبر التهديدات على حليفتهم إسرائيل وبالتالي فلابد من العبث معه. الدكتور جلال الرشيدي سفير مصر السابق بالأمم المتحدة: أولاً إن أرض مزارع شبعا هي أرض لبنانية محتلة باحتلال غاصب وللبنان الحق في استردادها بكل الوسائل التي تراها, وثانياً إننا أصبحنا أمام مجتمع يتعامل بمنطق القوة فوق الحق وهذا يفرض علينا عدم الاستسلام, وثالثاً لابد من ردود أفعال لخلق رأي عام متعاطف مع القضية خاصة لدى البلدان المؤمنة بأحقية المقاومة, وبالتالي استخدام كافة الوسائل السلمية, أما بالنسبة للرد على مزاعم السفير الأميركي (فيلتمان) فإن الأمر هنا يقتضي أولاً أن ندرك كيفية التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية خاصة في ظل ظروف يعيشها المجتمع الأميركي منذ 4 سنوات ماضية أثرت بالطبع على مجمل نظرته للحركات المسلحة في الوطن العربي والتي يراها على أنها فصائل إرهابية وتدعم هذه النظرة إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة وبالتالي فإن التعامل هنا يحتاج إلى حنكة دبلوماسية, وإذا أردنا الرد على هذه المزاعم فعلى لبنان أن يقدم رداً رسمياً عليه على أن يشمل هذا الرد جميع الخرائط والإثباتات التي تؤكد أحقيتها في مزارع شبعا, وبالتالي تفويت الفرصة على إسرائيل في العبث مع حزب الله الذي يعتبر حالياً الخطر الأكبر الذي يواجهها في المنطقة العربية. الدكتور عبد الفتاح بدور أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة: المقاومة أمر مشروع وعلى كافة مستويات القوانين الداخلية والدولية, وحزب الله تنظيم لمقاومة شرعية للدفاع عن أرض محتلة خاصة إذا كنا نتعامل مع قوى غاشمة مثل الكيان الصهيوني تقوم كل يوم بجرائم الحرب على أساس منطق استخدام القوة المفرطة, وبالتالي فإن هذا المنطق لا يتلاءم معه سوى الرد من خلال مقاومة مسلحة, وبالتالي فأياً كانت مزارع شبعا تتبع الأراضي السورية أو اللبنانية فهي أرض عربية محتلة ودفاع حزب الله عنها لا ينكره اللبنانيون أو السوريون, وبالتالي فإن اتخاذها ذريعة لإيقاف المقاومة هو أمر مدبر من أجل خدمة إسرائيل وهذا أمر لا يمكن التعجب منه فإذا كانت إسرائيل تتآمر على الأراضي العربية فإن حليفتها الولايات المتحدة الأميركية تتآمر على العالم. الدكتور رضا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية: طبقاً لكل القواعد القانونية والقانون الدولي وكل الشرائع الإنسانية طالما أن هناك احتلال فالمقاومة أمر مشروع, بل إن كافة أشكال ووسائل المقاومة مشروعة وهنا تأتي اللإشكالية التي تقابلها الأمم المتحدة وهي التفريق بين المقاومة المشروعة ضد محتل على أراض مغتصبة وبين الإرهاب كظاهرة عالمية ليس لها هدف سوى إعمال العنف لمجرد العنف وهي بذلك تختلف تماماً عن وجهة نظر القانون الدولي, فإذا كان حق الدفاع عن النفس مكفول للأفراد فما بالنا بالشعوب والدول ضد الغزو والاحتلال, وهنا تكمن القاعدة العامة التي لو تم تطبيقها على الجنوب اللبناني فإنه من حق الشعب اللبناني الدفاع عن مزارع شبعا طالما هي أرض محتلة. والمبادىء الأساسية في القانون الدولي تعطي لبنان هذا الحق للدفاع عن نفسها ضد انتهاك صريح لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي, سواء أكانت مزارع شبعا سورية أو لبنانية فهذه ليست المشكلة فالقضية تكمن في كونها أرضاً محتلة والمقاومة للدفاع عنها مشروعة بنص القانون, أما بالنسبة لحزب الله فهو حزب سياسي يملك أعضاء في البرلمان اللبناني, وفي ظل وجود جناح عسكري قوي لهذا الحزب ومع الانحياز الأميركي السافر لمصلحة إسرائيل وجدنا الولايات المتحدة الأميركية ومن أجل حماية إسرائيل قامت بتصنيفه على أنه جماعة إرهابية, وهذا بالطبع تصنيف خاطىء فهو حزب سياسي يمارس حقوقه السياسية وله قواعد ويعمل على أساس سياسي وليس له أي أنشطة إرهابية أو عسكرية خارج حدوده, وبالتالي فمقاومته أمر مشروع ووجوده قانوني بغض النظر عن قضية مزارع شبعا. |
|