|
صفحة أخيرة مهاجرة إلى شواطىء الشام (فلسطين ولبنان وسورية) ذات الأمطار الغزيرة والتربة الأكثر خصوبة والمناخ الأكثر اعتدالاً.. وبنى الكنعانيون القدس ونابلس, وأريحا, وبيسان وعكا.. وأسسوا ممالك في صيدا وصور, وامتدوا حتى اللاذقية التي كان اسمها (راميتا) وأوغاريت (رأس شمرا) بلد أول أبجدية في التاريخ وهي تبعد عنها 16 كم. أطلق الإغريق على تلك البلاد اسم فينيقيا وهي مشتقة من كلمة (فونيكس) وتعني (النخيل) ومنها سمي الكنعانيون (الفينيقيين). أسس الفينيقيون حضارة راسخة بلغت ذروتها في العام 332 ق.م وبرعوا في التجارة, واكتشفوا اللون الأرجواني. كما برعوا في صناعة الزجاج, وصناعة السفن التي كانت تجوب شواطىء البحار تحمل البضائع والأبجدية. وركبت (الملكة) أليسار بنت ملك صور البحر متجهة إلى شواطىء تونس وأسست في العام 814 ق.م مملكة قرطاج. وفي القرن الرابع الميلادي ولد القديس مار مارون شمالي سورية, ثم أسس تلامذته الكنيسة المارونية في وادي العاصي قرب حمص. وفي العام 127ه-745م على عهد الخليفة الأموي مروان بن محمد انتقل الموارنة إلى جبال لبنان. وفي أوائل القرن العشرين في العهد العثماني هاجر عدد من (السوريين- اللبنانيين) إلى أميركا الشمالية والجنوبية هرباً من الظلم والاضطهاد. وبعد الحرب العالمية الأولى, وفي مؤتمر سايكس/ بيكو 1916 ثم في مؤتمر سان ريمو 1920 تقاسمت فرنسا وانكلترا مخلفات الدولة العثمانية التي استسلمت إثر استسلام حليفتها اليابان. فاستأثرت فرنسا بسواحل شرقي المتوسط وقسمت الإقليم بحد السكين إلى دولتين: سورية ولبنان; لكنها لم تستطع أن تقسم طبيعتهما الجغرافية والاجتماعية والإنسانية: من أراض, ومناخ, وأصناف المأكولات, وتسمية النقود , ومن لباس, وأغانٍ فولكلورية.. ومن تماثل مخلوقات الله في الشكل واللون والطوائف الدينية والمذهبية ومن لهجات كثيرة متعددة بين قرية وأخرى. ومن مفردات مشتركة, وأساليب بلاغية واحدة. ومن عائلات يعيش قسم منها هنا وقسم آخر هناك كفارس الخوري أول رئيس وزراء في سورية بعد الاستقلال; ولد في لبنان ونشأ فيه. احتلت فرنسا لبنان في عام (1918) وصيغ الدستور اللبناني في 23 أيار عام 1926 وكان من وضع سلطة الانتداب, وفي 22 تشرين الثاني 1943 حصلت لبنان على استقلالها, ولم يجر على الدستور أي تعديل يمس كيانه. واحتلت فرنسا سورية عام (1920) وجلا آخر جندي فرنسي عن أراضيها في 17 نيسان ,1946ولكن ثبتت كل من سورية ولبنان دولة قائمة بذاتها. وفصل اللبنانيون ديمقراطيتهم على قد دستورهم فولدت لهم حرباً أهلية (في منتصف العام 1975) خلفت الدمار, والخرائب, وآلاف الضحايا والمهجرين. فهرعوا إلى الجامعة العربية, وعقد مؤتمرالطائف (1989) ودخل الجيش السوري لبنان,وانكتمت الحرب الأهلية, ودخلت التاريخ الأسود. لكن أميركا, وفرنسا,وإسرائيل,وعملاءهم من أولئك (المعارضين الموالين) الذين ولدت النخوة في رؤوسهم إثر مقتل الحريري, ومسحوا من رؤوسهم التاريخ منذ مطلعه وحتى تلك اللحظة, رجعوا إلى الوراء ألفاً وخمسمئة عام, إلى الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم: ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا يريدون أن يشعلوها حرباً قبلية, يلقون العمال السوريين من فوق الأسطحة, ويرجمون الحافلات والشاحنات السورية بالحجارة, ويحرضون مجلس الأمن المؤسسة التي تُفعلها أميركا متى شاءت وتخمدها متى شاءت.. ضد سورية, مستغلين مأساة الحريري أسوأ استغلال. وتنطعوا يرشدون المحققين الذين يضمرونها نيات سياسية, ويعلنونها قضية جنائية باحثين عن ضحايا يقدمونها قرابين.. وقديماً قال الشاعر الأموي جرير (28ه 648/110ه 728م): زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً أبشر بطول سلامة يا anhijazi@scs-nets ">مربع anhijazi@scs-nets |
|