|
علوم و مجتمع فمؤسسة الزواج لا تكتمل إلا بوجودهم, والله الذي يعلم ما تقر الأرحام, ويهب لمن يشاء إناثاً وذكوراً, ويجعل من يشاء عقيماً, هو الذي أوجد العلم والطب لمعالجة العقم, ليصبح من كان عقيماً بمشيئته قادراً على الإنجاب..طفل الأنبوب هو أحد الحلول التي طرحها العلم والطب لمعالجة العقم عند الجنسين. د. غسان ونوس القادم من فرنسا بهذا الاختصاص حدثنا عنه قائلاً: موضوع طفل الأنبوب يتطور في بلدنا بشكل إيجابي نسبياً, يقابله اعتقاد خاطئ لدى عامة الناس بأنه إجراء طبي محرم دينياً, ولهذا السبب يراجعون الأطباء بخجل ويخشون كلام الناس, ويعتبرونه عاراً, في حين أنه وسيلة مساعدة لزوجين عقيمين, يعتمد على نطاف الزوج وبويضات الزوجة حصراً (أي من الزوجين نفسيهما.) وما دور الطب سوى المساعدة في عملية التحريض أو اللقاح والتعشيش, أي أنها تقنية تستخدم لدى زوجين عقيمين وليسا عاقرين, (فالعاقر ليس لديها فرصة حمل أبداً) سواء أكان السبب من الأنثى أم الذكر. كما في غياب النطاف بسبب أذية الخلايا المولدة للنطاف لدى الذكر, وغياب الإباضة بسبب مركزي أو محيطي عند الانثى. أسباب العقم وأوضح د. ونوس أن العقم هو عدم حدوث الإنجاب بعد مرور عام على الزواج, من دون استخدام أي مانع للحمل, وضمن هذا التعريف يمكن أن نتكلم عن أسبابه, حيث تشكل النساء سبباً للعقم بنسبة 33% من الحالات, والذكور بنسبة 20% منها. وفي 39% من الحالات يكون السبب مشتركاً بين الاثنين. وتعود أهم أسباب العقم لدى الإناث إلى: 1- الأسباب المبيضية وتشكل 32% من الحالات: 2- الأسباب البوقية 26%. 3- الاندومتربوز 4%. 4- الأسباب الرحمية 4% منها تشوهات الرحم الخلقية, اضطرابات ببطانة الرحم بسبب تحري أو عواقب تجريف الرحم. 5- أسباب عنقية4%. 6-فرط برولاكتين 4%. 7- مجهول السبب 8%. أما لدى الذكور: فالمشكلة تكمن في النطاف حيث يشكل انعدامها وقلتها وتشوهاتها, أهم أسباب العقم لدى الرجال, وكما أشرت سابقاً فإن النسبة العالمية للعقم (نسبته وتوافقه) مع النسب العالمية إذ لوحظ من خلال فترة قصيرة لممارسة هذا التقنية في بلدنا أن نسبة العقم الذكري هي 20% بينما لا توجد احصائية لدينا بهذا الشأن تحدد نسبته وتوافقه مع النسب العالمية, إذ لوحظ من خلال فترة قصيرة لممارسة هذه التقنية في بلدانا أن نسبة العقم الذكري أعلى من النسب العالمية المعروفة..والسبب لايزال حتى الآن مجهولاً!!.. هل هوخلقي أم مكتسب..بيئي أم مهني أم أن للتغذية السائدة حالياً وغير المراقبة دوراً أيضاً, ولا ننسى عدم اتباع الأمن الصناعي في المهن ذات الخطورة العالية على الإنجاب (كاستخدام مركبات الرصاص, أو الأبخرة السامة) وغياب عامل حماية المهن والتي يمكن أن تكون أحد أسباب العقم بعد سنتين من ممارستها. تقنيات معالجة العقم وتابع د. ونوس أن موضوع التقنيات المساعدة في الإخصاب دخل بلادنا, بشكل يتوافق مع التقنيات المستخدمة عالمياً سواء طفل الأنبوب الكلاسيكي, أو الإلقاح المجهري. طفل الأنبوب الكلاسيكي: وهو عبارة عن حضن مجموعة من النطاف مع بويضة ضمن وسط خاص وبشروط محددة حتى يتم الإلقاح وتشكل المصنعة التي يتم نقلها وزرعها في الرحم. أما طفل الأنبوب المجهري فيتم بإجراء حقن نطفة وحيدة ضمن سيتوبلاس البويضة, وبعد حدوث الإلقاح تزرع الأجنة ضمن الرحم. فالاختيار بينهما يعتمد على سبب العقم الذكري (عدد النطاف الكلي وحركتها, وعدد النطاف الشاذة). معوقات معالجة العقم وأهمها حسب الدكتور غسان: هو افتقارنا للكادر الطبي المخبري العامل بهذا المجال (سواء أكانوا أطباء مخبريين أو تقنيين) فالكادر الطبي التوليدي أي اختصاصي النسائية والتوليد والمختصون بمجال العقم موجودون. بينما الكادر الذي يجري عملية الإلقاح قليل ومتمركز في المحافظات الرئيسية, ويعتبر هذا العامل من المعوقات التي تؤثر سلباً على إنتاج طفل الأنبوب, ثم إن مراكز طفل الأنبوب أصبحت مشاريع تجارية رابحة لأصحابها, إذ يتم تطبيق هذه التقنيات بشكل غير دقيق أكاديمياً, مايعطي نتائج سلبية. ومن العوامل الأخرى التي تزيد نسبة سلبية الإخصاب المساعد التكلفة المادية العالية مقارنة مع دخل الفرد وعدم التزام المرضى بالطبيب المختص بهذا المجال فاستبدال الطبيب المتكرر يؤدي إلى هدر الوقت وتدني الخصوبة لدى الزوجين, وهذا يسبب عائقاً اضافياً في طريق نجاح تجربة طفل الأنبوب. وهنا لابد من التركيز على نقطة مهمة جداً وهي أن نسبة نجاح تجربة طفل الأنبوب ليست 100% كما يعتقد ا لبعض من الأزواج العقيمين, لأنها ترتبط بسن الزوجين, ونسبة الخصوبة وسبب العقم والتقنية المستخدمة مع كل هذه العوامل فالنسبة لا تتعدى 27-32% في أفضل المراكز العالمية. حلول ومقترحات أكد د. غسان أن ليست كل حالة عقم هي استطباب لإجراء تجربة طفل الأنبوب, من هنا تأتي أهمية الدراسة المنهجية لكل حالة عند الطبيب المختص ليتم وضع التشخيص الصحيح لسبب العقم الذي تحدده طبيعة الاستطباب بعده, ففي العامل المبيضي مثلاً يمكن حل المشكلة بتحريض الإباضة والمراقبة, وتحديد موعد الجماع. والعامل العنقي أو الذكري يمكن حله وإجراء الحقن ضمن الرحم. وهكذا فلكل سبب استطباب. وعند وضع الاستطباب فلكل حالة بروتوكولاتها العلاجية التي تتوافق مع الحالة السريرية للزوجين, وعدم اتباع الدقة الموضوعية في الدراسة يزيد من نسبة الفشل, ومن اختلاطات التجربة بدءاً بأبسطها كحدوث كيسات المبيض إلى استنفاد المدخر المبيضي.. الحمول المتعددة الخ.. وعن إمكانية تجميد النطاف والأجنة أشار د. غسان إلى أن نسبة التجميد لها أهمية كبيرة لدى الأزواج الذين يضطرون لإجراء تداخل جراحي أو شعاعي على الجهاز التناسلي الذكري ما يؤدي إلى عقم مؤقت أو دائم لديهم, وفي هذه الحالة يمكن جمع النطاف منهم وتحضيرها بشكل جيد ثم تجميدها لتستخدم بعد تحريض زوجاتهم, وإجراء تجربة طفل الأنبوب يتم بعد إزالة التجميد عن النطاف, وبذلك لا يحرم هؤلاء من فرصة الإنجاب مستقبلاً. أما فيما يتعلق بتجميد الأجنة في سياق تجربة طفل الأنبوب فعند الحصول بتجربة واحدة على أكثر من 5 أجنة يمكن زرع (3-4) أجنة حسب سن المريضة, والاستطباب وتجميد الأجنة المتبقية (بعد موافقة الزوجين الخطية) ليعاد زرعها مستقبلاً. للإعلام دوره في معالجة العقم وتابع د.ونوس وهذه التقنية متوفرة في بلدنا, لكن جهل الناس بها جعلها قليلة الاستخدام.ومن هنا تنبع أهمية دور الإعلام بإقامة ندوات توعية مشتركة تضم الأطباء الاختصاصيين بالعقم ورجال الدين, وأطباء علم النفس الجنسي لتوعية الناس بهذا الموضوع ووضعه في إطاره الصحيح لما له من دور كبير في تحسين نسبة النجاح لعلاج العقم الذي سينعكس بشكل إيجابي على المجتمع (الإقلال من حالات تعدد الزوجات والطلاق..الخ). |
|