|
تحقيقات إن أدونيس حين أراد منح أحد مشاريعه سمة الأسطورة سماه (الكتاب..أمس المكان الآن) ترى أتصلح هذه التسمية أن تكون عنوانا للمرحلة القادمة من حياة الأمة? ..خير جليس في الزمان كتاب, البيوت عامرة بمكتباتها, مكتبة دار الحكمة ببغداد.. وغير ذلك من العبارات التي تزخر بها حياتنا, قديما وحديثا, وهي تطنب في مدح الكتاب وأهميته وحجم الحاجة إليه وقدرته على نقلنا من حال إلى حال, واليوم ترى ألا يزال الكتاب شيئا هاما أم انه تحول إلى ديكور كالانتيكا, وآن الأوان لنقيم له مراسم تشييع تليق به!? محمد سليمان حسن: الكتاب يباع بأضعاف تكلفته محمد عدنان سالم: هل يتعارض الهدف التجاري للناشر مع الرسالة التى يحملها في نشر الثقافة ? محمد غياث مكتبي: النشر مهنة مربحة معنويا خاسرة مادياكتب مجانية بدون قراء وفي محاولة لبث الحياة في هذا الكائن المسمى كتابا, تنتشر معارض الكتب حاملة عشرات الاف العناوين للقارئ بعد أن عزف عن عادة الذهاب الى المكتبة لشرائها, وثمة من لا زالت لديه المقدرة ليتفائل بهذه المعارض ويعتبرها خطوة جيدة بحق الكتاب ومنهم من يراها ليست أكثر من علاج إسعافي لمريض يلفظ أنفاسه الأخيرة. ويندرج مشروع الكتاب المجاني ضمن محاولات بث الحياة في الكتاب حيث قامت جهات عدة بنشر وتوزيع كتب ذات أهمية, مجانا مع الصحف, وذلك في محاولة جاهدة لرد الاعتبار لعادة القراءة عل القارئ بعودته لها يعيد للكتاب بعضا من ماء وجهه المسفوح في المستودعات وقد التهمته القوارض. إلا أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن, فمشروع القراءة للجميع بين دار المدى وعدد من الصحف العربية لم يكن ذا نتيجة تبشر بالاستمرار, واكداس كتاب في جريدة (بالتعاون بين اليونسكو وعدد من الصحف العربية )لدى باعة الصحف, خير دليل على عزوف قارئ الصحيفة عنه, ومشروع كتاب الشهر (بين وزارة الثقافة وجريدة البعث) فليس أدل من عدم اكتراث القراء له سوى أن لا أحد يحتج عندما لا يوزع مع كل نسخ الجريدة. هل الكتاب في أزمة? هل يعيش الكتاب حالة أزمة تنذر بالخطر على مستقبله وتدفعنا للبحث في معاناته ? هناك من يرى أن المشكلة هي في نوعية الكتاب المنتج كمادة معروضة, وآخرون يرون أن المشكلة تكمن في آليةالتسويق ووصول الكتاب المناسب للقارئ المناسب, في حين ترى مجموعة أخرى بأن الموضوع متعلق بدخل المواطن وارتفاع التكلفة وبالتالي السعر, وسنتجاوز مشكلة التنافس بينه وبين وسائل الإعلام الأخرى من صحف وفضائيات وإنترنت, لأن هذا الموضوع يستحق دراسات معمقة وليس آراء. لدينا في سورية وفق أرقام وزارة الإعلام (410) دار نشر تتوزع الكتلة الاكبر منها في دمشق بنحو 85%, في حين تتقاسم المحافظات الاخرى ال¯15%, المتبقية, أما عدد الكتب المطبوعة في سورية خلال السنوات الثلاثة الماضية فهي على الشكل التالي وفق الايداع في مكتبة الدار الوطنية : 2003 - 1478 كتاباً 2004 - 1252كتاباً 2005 حتى الآن 1124 كتاباً. وهي أرقام تشير إلى التراجع البطيىء في عدد الكتب رغم تزايدعدد دور النشر في سورية, حيث تظهر دار نشر لفترة وجيزة وتختفي بعد بضع سنوات وذلك بسبب سهولة الحصول على الرخصة اذ لا يتطلب الأمر إلا الحصول على بعض الموافقات الأمنية, ومن ثم دفع مبلغ رسم ترخيص بقيمة 10000 ل.س لتنطلق بعدها الدار, لهذا فالعدد الكبير لدور النشر لا يعكس حجم العمل, حيث يوجد في دمشق وحدها نحو عشرة دور تقدم نحو 80% من العناوين إضافة إلى وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب, يقول الناشر محمد عدنان سالم رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد الناشرين السوريين :إن نسبة الذين يمارسون صناعة النشر من المرخص لهم لا تتجاوز الخمس وأن نسبة الملتزمين بمعايير الجودة ومقتضيات المهنة من هؤلاء الناجحين لا تتجاوز الخمس وبذلك تكون حصيلة المجتمع أربعة ناشرين جادين من كل مائة يمارسون صناعة النشر وثمانية من كل ألف مرخص لهم بممارستها. وقد نتج عن تجربة إحدى الدور التي قام بها مجموعة من الأصدقاء حيث توقفت مؤخرا نحو ثلاثين عنوانا لقي بعضها رواجا مميزا والكثير من الديون بسبب صعوبة التحصيل, حيث يعيش الكتاب ذي الألف نسخة دورة إنتاج ربما تصل إلى بضع سنوات على امتداد الوطن العربي, عن هذا يقول السيد بيان رفاعة مدير التوزيع في دار علاء الدين إن 90% من عناوين الإصدارات الثمانين التي ينشرونها سنويا لا تطبع أكثر من ألف نسخة يحتاج توزيعها إلى خمس سنوات, والتحصيل لا يكون كاملاً, فغالبا ما تقع دور النشر بأيدي أناس نصابين يأخذون كتبا بالأمانة(الدفع بعد البيع ) وبعد فترة يختفون كما جرى مع عشرات دور النشر العربية حيث فقدوا أكثر من 25000 ألف دولار في إحدى دور النشر السعودية فقط بعد أن قام مديرها المصري بسرقة الدار والهرب ومات صاحب الدار بعد سنتين لتكون النتيجة خسارة مؤكدة, ويشير رفاعة إلى أن الخسارة محققة حتى لو بيعت أكثر النسخ, فكيف إذا تمت سرقة بعضها, لافتا إلى أن افضل دار لا تستطيع أن تحقق أرباحا تزيد عن رواتب موظفيها, وعند سؤاله عن سر الاستمرار في العمل بمهنة غير مربحة كهذه أجاب بان العمل في الكتب هو من باب الهواية والعادة, حيث تورط بها ولم يعد بإمكانه العمل بأي شئ آخر, وهذا ما يؤكده السيد محمد غياث مكتبي أمين سر لجنة الناشرين السوريين وصاحب دار المكتبي, فهو يعمل في هذه المهنة كهواية مع أنها مصدر رزق بالنسبة له يعيش من خلالها, لكنه يواسي نفسه بأنها مربحة معنويا حيث أنه يحب التعامل مع الطبقة المثقفة وهو سعيد بهذا العمل مع أن الربح لا يوازي رأس المال المدفوع . أما الكاتب والباحث محمد سليمان حسن (شريك في دار إنانا) فيرفض هذا الكلام, ويؤكد انها مهنة مربحة جدا بالإضافة الى كونها ممتعة, فهو وعبر تجربة شخصية يقول إنه بدأ من الصفر, وكان ينشر على نفقة الكاتب مع هامش ربح بسيط, وقدم حتى الآن نحو(25) عنوانا لافتا إلى أن هناك من أثرى من صناعة النشر. ويحاول الكاتب محمد عدنان سالم أن يوائم بين وجهتي النظر فيتسائل هل يتعارض الهدف التجاري للناشر مع الرسالة التى يحملها في نشر الثقافة والارتقاء بالمستوى الفكري للقارىء فلا يلتقيان لما بينهما من تباين وتضاد لافتا إلى أن مجال النشر ابطأ المجالات الاقتصادية دورانا لرأس المال مشيراً إلى أن الاستثمار في مجال النشر لا يعد ناجحا ولا يغري الذين يملكون نزعات تجارية بحتة بتوظيف أموالهم فيه. هكذا ثمة تباين في هذا الشان بين صاحب دار وأخرى, لكن من يحسم الأمر? لن نتوقف عند الأرقام لنحسد أصحابها أونتعاطف معهم خشية الفاقة, أونرشد وزارة المالية لملاحقتهم على أرباحهم. لكن حتى يكون القارىء على علم بما يقدم له والسعر الذي يدفعه. المبيع بخمس أضعاف التكلفة يقول محمد سليمان حسن المتفائل جدا بالناحية التجارية من سوق الكتاب بأن كلفة كتاب متوسط القياس بمائة صفحة مع غلاف ملون بحدود 27.5 للنسخة يباع بأكثر من خمسة أضعاف التكلفة خلال 18شهراً, مشيراً إلى أن تكلفة الطباعة في سورية هي الأرخص عربيا باستثناء لبنان لقلة الضرائب والجمارك, ومع ذلك يؤكد حسن أن هناك العديد من دور النشرالعربية تطبع كتبها في سورية بأسماء الدور نفسها. أما السيد محمد عدنان سالم العامل في هذا المجال منذ نصف قرن فيقدم معادلة أخرى بأن ثلث ثمن الكتاب يذهب للموزع وثلث للتكلفة العينية (طباعة وتحضير..) وثلث أخير يتوزع بين المؤلف والناشر كربح يدفع الناشر منها 8% ضريبة أرباح. وفي مطابع وزارة الثقافة أطلعنا السيد محمد فريز همّت مدير الطباعة والنشر على أحد سجلات تكلفة كتاب ب¯160صفحة بلغت 75ليرة سورية(كلفة وعمولة) وتباع ب¯115 ل.س للقراء قبل الحسومات التي تعد الأكثر في سورية. إذا الأرقام متقاربة من بعضها مع انخفاض بسيط في التكلفة في وزارة الثقافة, لذلك نجد أنفسنا أمام ما أكد عليه الأستاذ محمد سليمان حسن بأن غلاء الكتب يقف عائقا أمام القراءة مشيرا إلى تجربة عملية قام بها عبر دار إنانا, حيث أقام معرضا للكتب استمر 50يوما في أحد المراكز الثقافية النائية باع خلاله ألفي كتاب, موضحا بأن الأسعار الرخيصة تجذب القارئ لاختيار أكثر من كتاب, وخلال زيارة لمعرض أقامه في المركز الثقافي العربي بدمشق(أبو رمانة) قبل أيام من معرض الكتاب بمكتبة الأسد لاحظنا أن 60% من الكتب المباعة بحدود300 ل.س و40%منها دون ال¯200 ليرة مؤكدا أن القارئ موجود لكن يجب أن يقدم له الكتاب الذي يحفزه على القراءة, فقد أقام عددا من المعارض المتخصصة أحدها عن الكتب المكرسة لتاريخ دمشق وآخر للكتب المتخصصة بتاريخ سورية وجميعها تلاقي رواجا جيدا. عزوف قرائي أما السيد عدنان سالم فيعيد تراجع سوق الكتاب في سورية والوطن العربي عموما إلى ما أطلق عليه مصطلحه المحبب (العزوف القرائي) معتبرا أن غلاء الكتب وانخفاض مستوى الدخل وضيق الوقت وتعقد مطالب الحياة ليست سوى مسوغات لعزوف المجتمع عن القراءة, مطالبا بإعادة بناء المجتمع القارئ لافتا إلى أن أهم ما يعترض الكتاب هو الرقابة واستباحة حقوق الفكر, ويرفض الدكتور علي العائدي مدير مكتبة الأسد ومعرض الكتاب المقام حاليا مفهوم الرقابة على الكتاب, معتبراً أن العملية هي عملية تقويم وتقييم للكتاب, كما يرفض بحدة مفهوم السوق في آلية إيصال الكتاب إلى القارئ عبر المعرض, فهو يفضل اسم المعرض, معتبرا أن السوق فيه كل شيئ دون قيود, بينما المعرض يضم الشيء الأفضل وهو ما يحتاجه المجتمع والناس, ويشير إلى أن إعادة معرض مكتبة الأسد إلى بناء المكتبة جاء نتيجة استفتاء زوار المعرض السابق وأصحاب دور النشر والعارضين حيث تكبد العديد منهم خسارات مالية إضافية بسبب نقله خلال العام الماضي إلى مدينة المعارض الجديدة (طريق المطار). هكذا إذا أملت خسارة السوق على إدارة المعرض شروطها, ومع ذلك يؤكد العديد من الناشرين أن الاشتراك في معرض مكتبة الأسد ليس مربحا, إنما يؤمن سيولة نقدية تعوض للناشرين بعضا من حاجتهم لسداد رواتب موظفيهم!!, كما يقول رفاعة من دار علاء الدين. ففي العام قبل الماضي اشتركت أربع دور نشر سورية بجناح واحد وبالكاد استطاعت أن تؤمن أجرة الجناح مع الخدمات (45000)ل.س. ومع ذلك تحرص دور النشر على الاشتراك في هذا المعرض, ويسجل الناشر محمد عدنان سالم من دار الفكر على الاشتراك في المعارض عموما بأنه تحول إلى إدمان حوّل بدوره الناشر إلى بائع متجول متسوّل. لا يقر له قرار على مدار العام ولا يعود من ترحاله بطائل إلا إذا بذل كرامته وفقد احترامه مطالبا بأن يكون للناشر دوره البارز في معارض الكتب بوصفه شريكا أساسيا في نجاحها. الحسم على الأسعار مجرد لعبة أرقام ولعل السمة الأساسية للمعارض بالنسبة للقارئ هي الحسم المالي على سعر الكتب والذي يتم به إغراء لقارئ ودفعا له لكي يشتري الكتاب, عن هذه العملية والتي يطيب لسالم أن يسميها لعبة يقول : في سورية ومصر الحسم من20¯40% أما في لبنان فقد بلغ 70% لإغراء الموزعين مشيرا أن هذا الحسم لم يكن سوى وهم خادع لا يكلف الناشر شيئا إذ أنه هو - الناشر- من يحدد سعر بيع الكتاب للقارئ بما يتناسب مع الحسم الذي قرر منحه إياه, فهو يقرر سلفا المبلغ الصافي الذي يجب أن يعود إليه من ثمن الكتاب, فإذا كان المبلغ الصافي 60ل فإنه سوف يسعر الكتاب ب¯85 ل, إذا حسم30%, و100ل. إذا حسم40%, و120 ل. إذا حسم50% و150 ل. إذا حسم 60% وهذه النسبة الوهمية دفعت الناشرين إلى إصدار قوائمهم مزدوجة, واحدة بالعملة المحلية خاضعة للحسم المحلي, وأخرى بعملة أجنبية خاضعة لحسم التصدير. يطالب سالم عبر الاتحاد العام للناشرين العرب بإخضاع جميع هذه الأمور للدراسة والحوار بتشكيل قواعد وتقاليد راسخة لصناعة النشر. إذا كنت لا تأتي إليه فالكتاب يذهب إليك وفي محاولة لتوسيع دائرة توزيع الكتب فقد لجأت العديد من دور النشر المحلية والعربية والعالمية إلى أفكار وطرق مبتكرة تحاول فيها جسر الهوة بين القارئ والكتاب لعل اكثرها انتشارا هذه الأيام هو عملية التسويق المباشر حيث يتم تحديد موعد للزبون عبر الهاتف ويزوره مندوب دور النشر ويطلعه على قائمة الكتب مع أسعارها, وحين يلاحظ الزبون بأنها مرتفعة جدا يحاولون إقناعه بأنها مرتفعة بسب أهميتها ويجرون له حسما وهميا ويقدمون له عرضا مغريا عبر كتب هدايا وطريقة دفع مجزأة إلى عدة أشهر تصل أحيانا إلى سنتين, فيدفع القارئ ثمن الكتاب مع الهدية مع العرض مبلغا مضاعفا لكن بأقساط قليلة ومتعددة. وقد قال خالد النجيب أحد الشباب الذين عملوا في مشروع تسويق كتب مطبوعة في أوروبا أن الكتب الأكثر توزيعا هي المعنية بالطبخ والغذاء والكومبيوتر ويشير بأنه عندما اطلع على محتويات بعض الموسوعات اكتشف أنها تحوي مغالطات تاريخية وتشويه مقصود للثقافة العربية والإسلامية لافتا إلى هذه الشركات لا تعلن نفسها كمؤسسات توزيع إنما كمكاتب ارتباط بين شركات التوزيع العالمية والقارئ مباشرة دون المرور بالمكتبات ودور العرض, حتى إذا حاولت البحث عن هذه الكتب في السوق فلن تجدها إلا في مستودعات هذه الشركات. وقد ابتكرت دار الفكر منذ فترة آلية توزيع جديدة عبر الهاتف حيث تقوم امرأة بالحديث عن أحد الكتب لصديقاتها عبر الهاتف وإذا وافقت على شرائه تطلب من الدار ارساله لها. ضعف الإنفاق الإعلاني وقد أجمع كل من التقيناهم على أن الكتاب يعاني من ضعف في الترويج الإعلاني, حيث قال مدير توزيع دار علاء الدين إن الإعلان لا يتعدى 5% من التكلفة, لأن الكتاب لا يتحمل إضافات على السعر يدفعها في النهاية القارئ, وقد أشار مدير دار المكتبي إلى أن الإعلان مقتصر على عدد من المقالات والأخبار في الصحف المحلية وبعض صحف الإعلانات, أما مدير عام دار الفكر فقد أشار بأن داره كانت تصدر نشرة إعلانية غير دورية تحولت الآن إلى نشرة إلكترونية عبر الإنترنت وأشار إلى نتائج إيجابية في هذه التجربة وقد لفت الجميع إلى أن وسائل الإعلام المختلفة(صحف, إذاعة, تلفزيون )لا تولي الكتاب الأهمية التي تعادل حجم أهميته, سوى من بعض الأخبار غير الكافية لإقناع القارئ بالاطلاع على هذه الكتاب أو ذاك, في حين أجمعوا على أن غلاء كلفة الإعلان الطرقي والتلفزيوني تحول دون الاعتماد عليه. واستنكر العديد منهم ارتفاع نسبة الفائدة على القروض الممنوحة لدور النشر8.5% . وقارن البعض مع ما تقدمه الدول الأخرى للعاملين في الكتاب, مشيرين إلى أن هناك العديد من الإلغاءات الجمركية والضريبية وعلى وسائل النقل البري والجوي. ضبابية التسعير لا توجد أي آلية لتسعير الكتب فكل دار تسعر كما يحلو لها وفقا للتكلفة, حيث هناك طرق ثلاثة للتعامل مع المؤلفين: النشر على حساب المؤلف,أي أن تكون دار النشر جهة إدارية تنفيذية يدفع المؤلف التكلفة كاملة مع هامش ربح للدار.وهذه الطريقة تفضلها دور النشر للكتاب غير المتوقع أن يربح أو يوزع خلال فترة قصيرة كالشعر والقصة والرواية والمسرح. وطريقة ثانية عبر المشاركة مع المؤلف, مناصفة مثلاً, أي أن يدفع المؤلف نصف التكلفة ويحصل على نصف الأرباح أونصف عدد النسخ, وبسبب المشاكل التي أثارتها هذه الطريقة حول تشكيك المؤلف بعدد النسخ الحقيقي, لهذا لا يُعمل بهذه الطريقة كثيرا. أما الطريقة الثالثة فهي عملية البيع القطعي بين المؤلف والناشر, حيث يحصل المؤلف على مبلغ (نحو9% من سعر الغلاف غالبا) مقابل تخليه عن أي حقوق في الكتاب سوى الاسم,مهما تم تسعير الكتاب, وهذه تتم لمعظم الكتب الرائجة ذات التوزيع الجيد. ولأن القليل من دور النشر والتوزيع تشارك في جميع معارض الكتاب ولها وكلاء في معظم الأقطار العربية فهي وحدها القادرة على معرفة الكتاب الرائج من غيره, وفي هذه الحلقة يغبن المؤلف وتثرى دار النشر دون أن تتوقف عن تكرار ترديد عبارة ..(العمل في النشر هو مجرد هواية Maher_a@scs-net.org ">!!) Maher_a@scs-net.org |
|