|
هير الدتريبيون انترناشيونال: إلا أنه هناك فريق ثالث يدعى الصين يقوم بمراقبة هذه الزيارة بصمت مطبق. لقد اجتمع رؤوساء الدول الثلاث الولايات المتحدة الأمريكية- الهند - الصين منذ فترة وجيزة في قمة مجموعة الثمانية وأسفرت زيارة الرئيس الصيني إلى الولايات المتحدة الأميريكية في شهر تموز عن تفاعل مكثف سوف تستمر ر نتائجه لمدة ستة أشهر أخرى وعن عزم الرئيس الأمريكي في زيارة كل من الصين والهند في بداية عام .2006 إن مغازلة واشنطن لنيودلهي قد تمت على خلفية الاتفاق الصيني الهندي وعلى ضوء تمتين وتكثيف العلاقات والروابط ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ففي أوائل شهر تموز بحث وزراء وأمناء سر الولايات المتحدة الأميركية في بكين قضايا وشؤون عدة منها القضايا والعلاقات التجارية وإمكانية أو سبل توطيدها. إن العلاقات الثنائية وعملية التبادل التجاري مابين الهند والصين قد توطدت أيضاً منذ زيارة رئيس الوزراء الصيني الناجحة لنيودلهي في نيسان المنصرم, وهكذا فإن توطيد العلاقات الثنائية ما بين البلدين ساعد على المضي قدماً في مباحثات ومناقشات شديدة الأهمية والحساسية مثل القضايا الحدودية ما بين البلدين. كما كان لزيارة رئيس الوزراء الهندي لواشنطن أثر كبير في تجسيد التفاعل مابين الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع والحكومات الهندية خاصة في ميادين الدفاع - التجارة والتكنولوجيا وهكذا فإن ارتباط أميركا بأكثر دول العالم إزدحاماً ( إذ أن عدد سكان الصين والهند يشكلان حوالى ثلث سكان العالم) وأسرعهم سيراً نحو احتلال مركز عالمي بسبب نموهما الاقتصادي الضخم هو ارتباط في غاية الحنكة والذكاء. إذ إن مجلس الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية قد أشار في تقريره الذي قدمه في بداية هذا العام إلى أن انبثاق الهند والصين كلاعبين عالميين رئيسيين سوف يحدث تغييراً في صورة أو شكل علم السياسة الطبيعية في بدايات القرن ال¯.21 وتظهر الدراسات والتنبؤات بأن الصين أولاً- أميركا ثانياً- والهند ثالثاً سوف تستحوذ تلك البلاد الثلاثة على أكبر اقتصاد عالمي وسوف تحتل مواقع هامة تخولها السيطرة على السوق العالمية وهكذا فإن التفاعل الجديد ما بين الولايات المتحدة الأميركية وأعظم قوتين آسيويتين قد بدأ وعليهم الحفاظ على مصالحهم من خلال تدبر أمر الروابط التي تربطهم والعمل على توطيدها وتفعيلها ضمن دائرة متكاملة عوضاً عن النظر إليها كمثلث تنافسي, إذ إن البعض في بكين والبعض في نيودلهي ينظر إلى توطيد العلاقات والروابط الصينية الهندية ككبح للهيمنة الأميركية بينما ينظر البعض في كل من أميركا ونيودلهي بعين الشك والريبة إلى الصين ويسعى إلى بناء علاقات عسكرية على وجه الخصوص ما بين أميركا والهند كنفوذ استراتيجي يوازي قوة الصين المتنامية . وهكذا فإن بعض المفكرين السياسيين في كل من الدول الثلاث مع تطوير علاقات ثنائية ضد الفريق الثالث وهو فكر يتوجب مقاومته. إذ إن العلاقات الأميركية الهندية قد وصلت إلى ذروتها تحت ظل أو عهد إدارة الرئيس كلينتون وكان لها منطقها الاستراتيجي حاجة ملحة لا سبيل إلى تجاهلها ولم تكن جزءاً من خطة استراتيجية لمنع انتشار القوة أو العقيدة الصينية. وقد صرح رئيس مجلس الوزراء الهندي خلال زيارته لواشنطن لا أعتقد أبداً بأن علاقتنا مع الولايات المتحدة الأميركية ستكون على حساب علاقتنا مع الصين إذ أن العلاقات التي تربط الولايات المتحدة الأميركية بالهند هي شيء في غاية الأهمية لأسباب جوهرية وفعلية فما يجمعهما من أنظمة سياسية وقيم ديمقراطية تجعل كليهما كما قال رئيس الوزراء الهندي الأسبق حلفاء طبيعيين. وبشكل مشابه نجد أن العلاقات التي تربط الولايات المتحدة الأميركية بالصين لها أسبابها الديناميكية إذ أن الصداقة التي ربطت ما بين البلدين بدأت منذ أمد بعيد ولهذا فهي أشد عمقاً من العلاقة التي تربط ما بين الولايات المتحدة الأميركية والهند, وبقدر ما تطورت كل من أميركا والصين في كل مجالات الحياة خلال ثلاثة عقود مضت نجد أن المجتمعين قد تضافرا اقتصادياً بينما تتفاعل الحكومات مع بعضها البعض على نحو أشمل وأوسع بسبب القضايا العالمية والعالاقات الثنائية وبكلمة أخرى فإن الارتباط أو الالتزام هو واقع وليس أولوية أو امتيازاً سياسياً بإمكاننا إيقافه أو الاستمرار به كما يعتقد بعض أعضاء الكونغرس وبينما تتطور العلاقات التي تربط ما بين الولايات المتحدة الأميركية والهند وبين الصين والهند بثبات واضطراد يبدو أن العلاقات الصينية الأميركية يشوبها التوتر لوجود تيار معادٍ للصين يستحوذ على واشنطن خصوصاً الكونغرس وقد شحن هذا التيار بإدعاءات عديدة أهمها الخوف من تعزيز القوات المسلحة الصينية والخوف من الأسلحة النووية التي في حوزة الصين ثم الادعاءات الأميركية حول الممارسات التجارية غير المنصفة وغير المستقيمة التي تقوم بها الصين بالإضافة إلى القرصنة وهو ما يعرف بانتحال أفكار أو اختراعات أو مؤلفات الغير واستخدامها دون ترخيص أو إذن وأخيراً رغبتها في شراء كامل حصص الشركات الأميركية, لكن على الرغم من كل هذه المخاوف لم يعد هناك نقطة رجوع أو عودة لتزايد الاتكال المتبادل مابين الدول الثلاث وأخيراً فإن تدبر أمر العلاقات الوطيدة ما بين الدول الثلاث سوف يكون مفتاح التحدي لكل من واشنطن - بكين - نيودلهي إذ يتوقع أن تتعرض العلاقات الأميركية الهندية للتأرجح على مدى السنين القادمة. |
|