تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الفن التشكيلي انطلاقة جديدة في طرطوس

ثقافة
الاحد 28/8/2005
اديب مخزوم

سجل الموسم التشكيلي الحالي لفرع نقابة الفنون الجميلة في طرطوس تطورا ملحوظا تمثل في افتتاح مقر جديد يتضمن صالة عرض تحمل المزيد من التطلعات الفنية والرؤى المستقبلية.

فالصالة الجديدة كما قال لنا الفنان علي حسين رئيس فرع النقابة تحمل تطلعات المشاريع الثقافية والفنية عبر المباشرة بدعوة الفنانين لعرض اعمالهم على الجمهور.‏

ومن هذا المنطلق يسعى فرع النقابة في طرطوس لاعداد معارض فنية تشجع مختلف التجارب الفنية المميزة وبالتالي تساعد على النهوض بالثقافة البصرية والخروج من ازمة الامية الفنية الراهنة, اذ من المعروف اننا نواجه مشكلة حقيقية تتفاقم فيها ازمة وصول اللوحة الحديثة الى الناس, وهذا عائد بالدرجة الاولى الى فشل المخططات التربوية او عدم جديتها في التعامل مع النتاج الفني كشاهد حضاري.‏

هكذا يعتمد فرع النقابة في انطلاقته الجديدة على خطة الانفتاح الثقافي على مختلف التيارات والاتجاهات الفنية بهدف المساهمة بتحريك النشاط الثقافي في طرطوس وتحويل مقر النقابة الجديد الى مركز استقطاب حيوي للاسماء الفنية في المحافظة وخارجها.‏

فالصالة الجديدة صممت على طريقة صالات العرض الحديثة لتكون النافذة الفنية المؤهلة بمخططاتها الثقافية المستقبلية بتحريك الاجواء الفنية في طرطوس ( الى جانب صالة طرطوس القديمة وصالة المركز الثقافي العربي الجديد).‏

والمعرض الاول الذي رافق خطوة افتتاح المقر والصالة اقتصر على بعض الاسماء العاملة في مجال تشكيل اللوحة والمنحوتة بمحافظة طرطوس, وذلك كمرحلة تمهيدية لا لتماس طواعية المكان في استقبال المعارض الجماعية والفردية.‏

ففي المعرض الاول ما يشبه الصورة المختصرة عن تنويعات الحياة الفنية في طرطوس التي تتفرع في هذا المعرض ضمن معطيات اسماء فنية من المحترفين والهواة.‏

في طروحات فنون الصالة المستحدثة تمتد فسحةمن الظواهر التشكيلية التي تتحاور بشكل مباشر وغير مباشر مع ذاكرة التراث. فقد حاولت معظم التجارب المشاركة, قدر موهبتها, تحريك المعطيات والاشارات الحضارية, في محاولات الحفاظ على البقية الباقية من الذاكرة والمجاهرة بالقول ان عناصر التراث ستعود الى اجواء اللوحة المحلية, على الرغم من عزلتها الخانقة, وتماهيها في متاهات الانحطاط الثقافي الفني المشرع على العبث التشكيلي بشكل مخيف.‏

كما تظهر في المعرض محاولات البحث عن ثوابت وارتباطات بالامكنة البحرية والطبيعة الساحلية والالوان المتوسطية, فهذه العناصر والمناخات البصرية تظهر واحدة وان تدرجت الصياغات الاسلوبية والتقنية من ايحاءات المناخ الواقعي والانطباعي الى حدود الصياغات التعبيرية والتجريدية.‏

فالمعرض تضمن مجموعة من اللوحات والمنحوتات لكل من :غسان جديد وجاسم علي ومحمد هدلا وصلاح عقول وممدوح نابلسي وعلي هولا وعلاء محمد وعلي حسين ومنذر علي واسماعيل ابراهيم واحمد علي وهنري صايغ وغازي كاسوح وحسن محمد وجمال محمود وسليم شاهين وغسان عتال وجورج سابا وجورج صايغ وعهد شحود وتمام المقدم وصالح علي وعيسى سلامة وحيدر هولا واوديل حلو وعلي محمد وغيرهم.‏

هكذا نجد ان المعرض اعتمد على تقديم لوحات لأسماء فنية من مرحلة مطلع السبعينات او المرحلة التي ساهمت في ايجاد تحولات لوحة الرسم بلمسة تلقائية ومتحررة نحو المزيد من التفاعل مع المظاهر اللونية العفوية التي ظهرت في اعمال الرعيل الفني الجديد المنحاز نحو اللمسة الانطباعية والتعبيرية وصولا الى اختصارات المساحات اللونية الى حدود التجريد الهندسي والانفعالي, كما ان التحول الذي ظهر في تجارب الاسماء الجديدة, قد غذى امكانية اعتبار الامكنة البحرية بمثابة الفسحة الحقيقية لاستلهام ايقاعات العيش في طرطوس, وهذا ما نجده في الاعمال التي استخدمت تقنيات عدة في خطوات الوصول الى الحالة الشعرية التي تعكس الرؤية التشكيلية المعبرة عن التناقض العقلاني والعاطفي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية