|
أبجد هوز فنفق الأمويين الذي يفترض أن يكون عوناً, هو في الحقيقة, وعبر مساراته المتفرعة بشكل انتحاري, يشكل خوفاً دائماً للسائقين الوافدين عبر شوارعنا, واعلان موت مفاجىء من خلال التصميم الذي لم يراع أبسط قواعد الأمان, عبر جسم النفق الداخلي, فالداخل عبر النفق باتجاه ساحة الأمويين من شارع الآمرية, ينحدر نزولاً بشكل حاد, وينساب مع جسم النفق ليفاجأ بطريق متفرع باتجاه الربوة, وآخر باتجاه المزة, تفرع غير ملحوظ باشارة ما, أو بأي نوع من التحضير النفسي, ويصبح السائق أقرب إلى الاصطدام أو الهروب في اللحظة الأخيرة والذي لا يكون آمناً في أحيان كثيرة, وليس الحال بأفضل من الجهة المقابلة أي السيارات الداخلة ساحة الأمويين عبر نفق المفاجآت من اتجاه المزة, فالسائق يصل في لحظة معينة الى الانعطاف يساراً ليماشي مسار النفق وقد تكتب له النجاة اذا كان من المتمرسين في القيادة أو قد تخذله إذا كان من وراء المقود ذا ظرف خاص كامرأة حامل, أو رجل بدين, أو مريض أو عجوز, فتكون ردة فعله اقل من المطلوب, وعندها تكون المأساة التي صنعناها بأنفسنا, فمشروع بحجم نفق الأمويين كل¯ّف من المال والوقت الكثير, وشكل عبئاً مرورياً قبل انجازه, وكابوساً بشرياً بعد انجازه, يستحق وقفة تأمل وتفكير, فهو ليس جداراً في منزل تسهل إزالته, ولا قطعة اثاث ننقلها أنى شئنا, إنه علامة حضارة وتطور لبلدنا, وجدت لتعيش دهراً وللأسف فإن التجربة, وأقول تجربة لانها لم تنجح للآن. حالة متكررة في معظم ما شيد من انفاق في احشاء دمشق, وهي عملية جراحية تنقصها الخبرة والتقانة, فبعض الدواء الذي لا يشفيك يمكن ان يقتلك. نريد حلاً لأزمة المرور, لا أزمة عبر حلول ناقصة ومجتزأة, تقودنا للاحباط وافتقاد الثقة..!! |
|