تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المسطرة المفقودة..!

الكنز
االثلاثاء 17-12-2019
يونس خلف

شهدت الفترة الماضية انتخابات معظم المنظمات والنقابات لمرحلة عمل جديدة، وإذا كانت هذه مناسبة لطرح بعض التساؤلات والأفكار فإن الحديث عن المنظمات والنقابات والتعويل

على دورها يكتسب أهميته أولاً من كون وجود قيادات هذه المنظمات في مواقعهم عن طريق الانتخاب والاقتراع وأنهم يمثلون الطليعة الواعية التي تقود المنظمة وحراكها الشعبي وهي تتحمل الجزء الأكبر لتوجيه هذا الحراك وهندسة الحياة المدنية فيه. إضافة إلى أن للنقابات والمنظمات دوراً مهماً في توجيه البوصلة نحو حياة أفضل اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً إلا أن واقع الحال يعكس وجود بعض النشاطات التي تقوم بها تلك المنظمات لكنها لم تستطع حتى الآن ممارسة دور الرقابة على عمل المؤسسات المعنية ويقتصر دورها على المشاركة في هذه النشاطات بدلاً من الرقابة.‏

ولذلك المتتبع لعمل بعض المنظمات والنقابات يمكن أن يتساءل: هل تمكنت من مواكبة متطلبات الظروف المتجددة، وهل استطاعت أن تعزز ثقة قواعدها وجماهيرها بها؟ ولماذا يقتصر هذا التفاعل والتواصل والمناخ التفاعلي الحيوي على مرحلة الانتخابات فقط؟.‏

واقع الحال يعكس وجود بعض المؤسسات والمنظمات النائمة وهي دائماً حبيسة المكاتب وأسيرة الروتين ولذلك فإن غيابها وعدم قيامها بأي دور مؤثر أفقدها ثقة المواطنين ونلاحظ أنه نتيجة الانفتاح المعلوماتي أصبح الناس يتوجهون إلى المنظمات والجمعيات الخاصة والمستقلة. فهل الخلل في الخيارات الانتخابية التي لا تزال في مجتمعنا تعاني العديد من نقاط الضعف وفي مقدمتها غياب ثقافة الانتخاب وقيود العلاقات الشخصية والمحسوبيات. أو أن المنظمات والنقابات التي تعاني من وجود فجوة كبيرة بينها وبين جمهورها تفتقر لبرامج العمل التي تواكب العصر. ولعل اللافت هو أنه رغم هذه الفجوة وحالة التراجع وعدم النهوض بواقعها نلاحظ ظاهرة تدوير نفس الكوادر في بعض المنظمات والنقابات، وهذا ما يجعل المتابع والمراقب تائهاً في البحث عن المسطرة التي تقيس والعصا التي تحاسب، هل هي بيد الناخب أم غيره؟ أم أن المسطرة مفقودة؟!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية