تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نحن أسعد..!

كبسة زر
الثلاثاء17-12-2019
سعاد زاهر

.. وانتابتني السعادة مثله، فاذا كان الممثل التونسي ظافر عابدين، الذي اشتهر بأدواره المصرية سعيداً بنجاح دوره في مسلسل «عروس بيروت» فلماذا لانكون نحن المشاهدين سعداء أيضاً.. ألا يقولون أن السعادة معدية..؟

ما المانع..؟‏

ألم يحرصوا على تقديم مسلسلهم الطويل، ضمن طبخة المسلسلات الرائجة مؤخراً (مستنسخ.. ومشترك.. وخليط من جنسيات تمثيلية عديدة، وفتيات جميلات.. مع اكشن عاطفي لانهائي.. ولابأس بظهور شقيق مفاجئ، على غرار الدراما والسينما الهندية..).‏

المذيعة المبهورة بحالة الممثل التونسي، تقف مستلبة كلياً وهو يشرح لها مدى سعادته ورضاه عن دور «فارس»..‏

ينطقها ظافر عابدين بثقة.. ربما تقصد عبرها نقلها إلينا..؟‏

ثوان.. سرعان ماننفض استغراقنا، ونتساءل.. كيف يقيَمون أعمالهم..؟‏

على أي ٍأساس.. ماهي معاييرهم.. بينما ينطق هذه الكلمات بسعادة فعلية، نرى على الشاشة ردات فعل الناس عبر(وسائل التواصل الاجتماعي) يتفاعلون مع ابطال العمل حيث انقسم معجبو البطل والبطلة الى فرق.. تدعم حضورهما في المسلسل)..‏

هي ليست مجرد حالة فردية.. وإلا لهان الامر..‏

نتابع اعلاناتهم عبر البرامج الفنية، خاصة ذات الإيقاع السريع التي يتحدث الممثل بسرعة ليعبر عن لا شيء.. فطبيعة البرنامج تقوم على الاستعراض والتكديس،.و الانتقال بين موضوع وآخر في وقت قصير.. والغريب كم الرضا الهائل عن مشاركاته الفنية أيا كان نوعها، غنائية.. تمثيلية..‏

وبالطبع فان دهشة مقدمي البرامح, يفوتون علينا اجابات العديد من الاسئلة، التي يمكن طرحها لسحب تلك اللقاءات بعيداً عن اللامعنى.... أو بهدف تحريك ركود ندور معه في حلقة مفرغة..‏

لاندري هل هم راضون عن المنجز الفني.. عن أدائهم.. عن إبداعات واهمة.. عن العائد المادي..؟.‏

أيا كان نوع الرضا بالطبع سنتعاطف معهم..!‏

رضاهم في جهة.. والإيهام أنهم قدموا فتحاً في عالم الترفيه.. أمر مختلف.!‏

مضى زمن.. والحال نفسه، كل الأقلام التي تغرد حارج السرب، تحاصر وتهمش.. ويبقى عالمنا الفضائي الذي تحكمه بضع محطات سعيداً.. راضياً.. ويصر على نقل سعادته إلينا، ولكنه لن ينجح على الأقل في الوقت الحاضر..!‏

soadzz@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية