|
الصفحة الأولى حتى مصر التي يزيد عمرها على خمسة آلاف عام. ذات يوم كتبت في هذه الصحيفة، أنه يخشى أن يأتينا حين من الدهر نرى فيه الحفاظ على خارطة «سايكس - بيكو» نوعاً من الحلم..؟! ألم تمض العقود والسنين ونحن نشرب ونسقى بالملعقة، خيباتنا التي حملناها لتلك المؤامرة التاريخية الأوروبية الاستعمارية على منطقتنا؟.. يومها كان ثمة مؤامرة.. اليوم لم يعد الغرب يحتاج للتآمر إن كان هذا المفهوم يحوي معنى السرية.. النيات مكشوفة والجهود على عينك يا تاجر!!.. كل الأقطار العربية دون استثناء يهددها الخراب والتقسيم أهم أدواته، وأكثر من يتهددهم، أولئك المنشغلون عن مخاطر تهددهم بمخاطر يحاصرون بها دولاً شقيقة لهم. التقسيم خطر محدق بصراحة وصدق.. كل بلد في الدنيا يحميه شعبه من التقسيم .. هذا طبيعي.. وشعبنا لا يريد التقسيم، بل يرفضه فكرةً وقولاً واحتمالاً وحتى الكلام عنه.. لكن.. ما العمل حين تكثر البيانات والنداءات وكلها تتحدث باسم الشعب؟! وما العمل حين تعبر عن نفسها بالدم والرصاص..؟! في ظل ذلك، كيف لإرادة الشعب أن تحمي وحدة الوطن وتماسكه..؟! إرادة الشعب يمكن أن تحمينا ولا أريد أن أعوِّل عليها كثيراً.. أولاً لأنها معتقلة.. وثانياً لأنها مرتهنة.. معتقلة بقوة من يتحدث باسمها، ومرتهنة لتزييف الحقائق.. فقط في حالة تحررها وتحريرها تحمينا من التقسيم وغيره.. وبالتالي تبدو هي الهدف.. أعني إطلاق إرادة الشعب. كيف..؟! هنا المعضلة.. هنا تصطف العربات والأحصنة كل يدير ظهره للآخر، ولابد من خرق ينظّم الوضع لتبدو كل عربة خلف حصانها والجميع على خط السير باتجاه حصاد الرأي العام وصولاً لتحديد إرادة الشعب. لا أعلم ما الذي دار في الكواليس بين الموفد الدولي كوفي عنان، وبين الجهات التي قابلها.. لا أعلم ما الذي تخفيه نيات الأطراف و أقدر أن فيها ما هو أكثر سواداً من «الزفت» وأكثر إجراماً من المغول.. أعرف إلى حد كبير ما الذي يريده الغرب الاستعماري.. وأحدده بثلاثة أهداف: 1- حماية أمن إسرائيل. 2- التقسيم للتقزيم ومنع تشكل قوى إقليمية. 3- اختفاء الدول ذات السيادة من المنطقة. في إطار ذلك.. لا أقرأ حسن النيات إلا في موقفي روسيا والصين.. هما وحدهما من الفعاليات الدولية اللتان تحرصان على وحدة سورية أرضاً وشعباً والوصول إلى هناك عن طريق وقف العنف وطوفان الدم، و البدء الفوري بالحوار. لذلك تبدو بارقة الأمل المحتملة الوحيدة نوعاً من التناغم غير المباشر ما بين مهمة عنان والموقفين الروسي الصيني. وللأمانة والصدق.. فإن قبول القيادة السورية بمهمة المبعوثين المختلفين وتسهيل مهمتهم وآخرهم عنان.. يزرع الأمل في الروح.. لكن.. مرة أخرى نتمنى أن لا تواجه مهمة عنان ما واجهته مهمة الفريق الدابي. |
|