تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أفكــــار مؤجلــــــة

جامعـــــــــات
الثلاثاء 6-8-2013
 ميساء الجردي

يقال: إن هؤلاء يملكون مهارة القراءة السريعة، وهؤلاء لديهم سرعة في الانجاز، وآخرون يملكون مهارة الإقناع وغيرها من مهارات لا نفاجأ أنها موجودة لدى الكثير من طلبتنا الجامعيين ممن يملكون وعيا عاليا نحو تطوير أنفسهم فيسعون بشكل شخصي أو جماعي للبحث عن دورات ومجالات لصقل مهاراتهم ومعارفهم بغض النظر إذا كانت هذه الدورات مجانية أم هي على حسابهم الخاص.

والوقت نفسه نجد نسبة كبيرة من الطلبة في المراحل الجامعية المختلفة وممن تخرج من الجامعة أصلا ليس لديهم أي اهتمام أو مبادرة نحو التدريب،بل أكثرهم يعتبر الدورات التدريبية مضيعة للوقت والجهد والمال وليس من فائدة مرجوة لها في سوق العمل الذي يعتمد على معايير أخرى لا علاقة لها بالمهارات.‏

ضمن هذه الموازين تكون الاحتمالات عديدة والتجارب السابقة للكثيرين هي التي فرضت نفسها على الواقع ما يجعلنا نسأل أين هي ثقافة التدريب والتأهيل لدى شبابنا الجامعي؟ ولماذا هي غائبة عن المجتمع بشكل فعلي رغم وجودها الشكلي؟ والأهم من ذلك كيف نبني جسور هذه الثقافة؟ وهذا هو مربط الكلام في ظل الفجوة بين ضرورة التدريب والتأهيل للنجاح في العمل أو الوصول إليه وبين الميول والرغبة في خوض الدورات التدريبية والإحساس بأهميتها وفعاليتها؟‏

الكثير من التجارب السابقة بقيت في الأذهان وتناقلها الطلبة فيما بينهم وهي محملة بالخيبة والإحباط... لأن خضوعهم لهذه الدورات لم يغير من واقعهم المنسي في سوق العمل فبقيت جميع أفكارهم حول ضرورة التأهيل والتدريب مؤجلة.‏

ولعل الوقت حان لترميم الفراغ الذي وقف عليه الطلبة خلال سنوات طويلة وبخاصة بعد افتتاح مراكز تختص بالتدريب والتأهيل في جميع جامعتنا الحكومية مهمتها صقل المعارف وتقديم المهارات والمشورة في جوانب يحتاجها الطلبة والمجتمع معا. كما أن الوقت قد حان لتغيير نمط التفكير نحو ثقافة الدورات وبخاصة أن شكلها وطبيعتها ومضمونها وأهدافها تغيرت خلال العامين الماضيين. فهل نتوقف عند توفير المدربين والمستلزمات ووضع برامج الدورات أم نبحث عن وسائل فاعلة ومجموعات مبادرة تتوجه إلى الجامعة وتنشر بين الطلبة ثقافة وأهمية الدورات في وقت يريد فيه الكثيرون الحصول على المهارات بعد الحصول على العمل وليس قبله ويبحثون عن الطرق مختصرة ليس فيها عناء أوتعب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية