|
واشنطن عواصم ان غالبية الامريكيين يعتقدون ان بلادهم في الاتجاه الخاطئ ويرون ان الحرب على العراق هي اكبر مشكلة تواجه الولايات المتحدة فقد أظهر الاستطلاع الذي أجرته جامعة جورج واشنطن أن 64% ممن شملهم الاستطلاع قالوا إن الولايات المتحدة تسير في الاتجاه الخاطئ. وقال 28% إن الحرب في العراق هي أكبر مشكلة تواجه البلاد, فيما قال 14% إن الاقتصاد هو أكبر المشاكل. وتوقع غالبية المشاركين في استفتاء أجرته الجزيرة نت على مدى ثلاثة أيام فشل خطة بوش الجديدة التي تقضي بإرسال المزيد من القوات الأميركية إلى العراق. وصوت لصالح هذا الخيار 94.9% من نحو 29 ألفا شاركوا في الاستفتاء. ويرى الذين توقعوا فشل خطة بوش أن الحل السياسي في العراق مازال معلقا لم يتم البت فيه, كما أن الإستراتيجية الجديدة لا تختلف عن سابقاتها التي أعدت في السنوات الثلاث الماضية ولم تنجح في وقف تصاعد العنف. وقد توالت الانتقادات اللاذعة لخطة بوش حيث قالت فايننشال تايمز البريطانية ان الجمهوريون قرروا مغادرة سفينة بوش كما قال السفير الامريكي السابق في المانيا ان بوش سيدخل التاريخ كرئيس حرب. في نفس الوقت قال البيت الأبيض إن الرئيس جورج بوش مصمم على تطبيق خطته الجديدة في العراق حتى لو عارضها الكونغرس, وأدان أي محاولة للحد من زيادة عدد القوات الأميركية في العراق. وانتقد المتحدث بشدة القرار الذي اقترحه السناتور الديمقراطي كريستوفر دود والذي يطالب بحصول الرئيس على موافقة الكونغرس على أي زيادة في عدد القوات الأميركية في العراق وعدم زيادتها عن 130 ألف جندي. وتقدم ثلاثة من كبار أعضاء مجلس الشيوخ بمشروع قرار غير ملزم يعارض خطة الرئيس بوش بإرسال 21 ألف جندي إضافي إلى العراق لأن ذلك لا يخدم المصلحة القومية للولايات المتحدة. وتقدم كل من السناتور الديمقراطي كارل ليفين وجوزف بيدين اللذين يرأسان لجنتين نافذتين في مجلس الشيوخ, والسناتور الجمهوري المعارض للحرب في العراق تشك هاغيل, بمشروع القرار الذي يعد رمزيا وغير ملزم. ولكسب التأييد لخطته الجديدة كان من المتوقع أن يلتقي الرئيس بوش أمس الأول برلمانيين من حزبه لمحاولة إقناعهم في اللحظة الأخيرة بإستراتيجيته الجديدة. كذلك أعلن ارنولد شوارزينجر الحاكم الجمهوري لولاية كاليفورنيا الامريكية موقفه بشان انسحاب القوات الامريكية من العراق داعيا الى ضرورة سحب هذه القوات من العراق بحلول نهاية العام الحالي. وايضا وجه ريشارد هولبروك السفير الامريكي السابق لدى المانيا انتقادات حادة وغير معتادة لاداء بوش قائلا ان بوش سيدخل التاريخ دون أي شك كرئيس حرب . وأضاف السفير السابق في حديث أدلى به لصحيفة برلينر تسايتونغ الالمانية نشرته في عددها الصادر امس ان بوش ورط بلاده في خوض حربين لم يفلح حتى الان في الهروب من أي منهماوخرج فقط بعجز كبير في الموازنة وانقسام الامة وهو ارث مرعب. وأعرب السفير هولبروك عن تشاؤمه الشديد ازاء مستقبل العراق وتوقع أن تتعرض الدولة للانهيار الكامل خلال بضع سنوات .يذكر أن السفير الامريكي السابق أحد المرشحين بقوة لمنصب حكومي رفيع في الولايات المتحدة الامريكية في حال فوز الديمقراطيين بانتخابات الرئاسة عام .2008 كذلك انتقد وزير الشؤون الايرلندية بيتر هين بوش ازاء الحرب على العراق ونتائجها على الساحة الدولية. وقال هين في مقابلة مع صحيفة نيو ستستمان البريطانية ان المشكلة بالنسبة لنا كحكومة كانت كيفية المحافظة على العلاقات مع أشد الادارات الاميركية يمينية ولكن النتيجة أن كل ما أنجزناه على الساحة الدولية سواء زيادة المساعدات لافريقيا أو قيادة الجهود من أجل تجارة عادلة قد تم نسيانه من قبل الناس بسبب العراق. ورأى هين أن مهمة المحافظين الجدد قد فشلت فهي لم تخفق فقط في تقديم سياسة دولية متماسكة وانما فشلت في كل مكان تمت تجربتها فيه كما فشلت أيضا في نظر الناخبين الاميركيين الذين رفضوها في انتخابات الكونغرس الاخيرة. في لندن قال الكاتب الامريكي جاكوب وايزبرغ ان الجمهوريين الذين لم يسبق أن تخلوا عن رئيس منهم الا عن الرئيس الامريكي الاسبق ريتشارد نيكسون أثناء فضيحة ووترغيت سيفعلون شيئا مشابها الان مع الرئيس الامريكي الحالي جورج بوش لاسباب تختلف تبعا للظروف التي يواجهونها . واوضح وايزبرغ في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية امس ان أعضاء الكونغرس الذين سيواجهون انتخابات تجديد في عام 2008 ويخشون من أن تجعل نتائجها الانتخابات في عام 2006 مجرد نزهة فقد سارع بعضهم الى اعلان معارضتهم وقرروا مغادرة سفينة بوش والتعلق بقوارب نجاة وأحدهم السناتور غوردون سميث الذي كان شديد الانتقاد لسياسة بوش حيث وصفها بانها سخيفة وربما اجرامية. |
|