|
صفحة أولى ان استقالة رئيس هيئة الاركان العامة في اسرائيل دان حالوتس تدل على عمق الازمة التي تواجهها اسرائيل بسبب عدوانها الفاشل على لبنان وتوقعت أن تتواصل الضغوط على القيادة السياسية في اسرائيل. وقالت صحيفة الاندبندنت ان ايهود أولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي بات مكشوفا للضغوط المتصاعدة بعد استمرار الارتدادات الاهتزازية لفشل الحرب على لبنان التي أسقطت حالوتس مشيرة الى انه في اعقاب استقالة حالوتس فان النواب من كل الاطياف السياسية يوجهون الان ضغوطهم على القيادة السياسية في اسرائيل حيث يرى منتقدو الحكومة الاسرائيلية أن حالوتس ليس الا واحدا من الثلاثي المسؤول عن سوء ادارة الحرب والاخران بالطبع هما أولمرت و عامير بيرتس وزير الحرب الاسرائيلي. ونقلت الصحيفة عن ران كوهين من حزب ميرتس الاسرائيلي قوله.. الان يتضح مدى عمق الازمة التي تواجهها اسرائيل حيث سيقوم أولمرت وبيرتس اللذان يعانيان من وضع مهزوز بتعيين رئيس أركان جديد. واضافت الصحيفة ان أولمرت و بيرتس رغم ضعفهما سيكونان في امان حتى صدور تقرير اللجنة التي شكلت للتحقيق برئاسة القاضي المتقاعد الىاهو فينوغراد في حين اعتبرت هذه اللجنة على نحو واسع أن أولمرت سعى من خلالها لتفادي تحقيق شامل الا أن هناك تخمينات كبيرة حالىا بأن اللجنة قد تبين أنها أكثر انتقادية واستقلالىة مما اعتقد سابقا وما استقالة حالوتس قبل صدور تقريرها الا دليل لاثبات ذلك. وقالت صحيفة كوميرسانت الروسية أمس الخميس ان الحدث الرئيسي في اسرائيل الىوم لاينحصر في مصير رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ورفع دعوى جنائية ضده بتهم الفساد فحسب بل يتمثل بالدرجة الأولى في استقالة رئيس هيئة الاركان العامة دان حالوتس التي تدل على ازمة عميقة في الجيش الاسرائيلي هي الاشد منذ وجود اسرائيل قبل ستين عاما. من جانبها اكدت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية ان استقالة حالوتس ترتبط بهزيمة جيش الاحتلال الاسرائيلي في لبنان وما اعقبها من فضائح في اسرائيل والمطالبة بالتحقيق في ملابسات تلك الهزيمة وتغيير القيادتين السياسية والعسكرية. واشارت الصحيفة الى انه يجب على أولمرت و عامير بيرتس وزير الحرب الاسرائيلي تقديم استقالتهما بعد حالوتس لان هؤلاء يتحملون مسؤولية الهزيمة امام المقاومة اللبنانية برأي الاسرائيليين. بدورها قالت صحيفة فريميا نوفوستي الروسية ان اجراء انتخابات مبكرة في اسرائيل اصبح امرا واقعا بعد استقالة حالوتس والمطالبة المتزايدة باستقالة حكومة اولمرت بكامل قوامها على ضوء الاتهامات الموجهة الى اولمرت شخصيا بالفساد والتلاعبات المالىة. واعادت الصحيفة الى الاذهان ان استقالة حالوتس تاتي بعد خمسة شهور من انتهاء العدوان الاسرائيلي على لبنان التي فقدت اسرائيل خلاله 117 جنديا ولجأ حالوتس عشية العدوان الى بيع اسهمه في البورصة والانهماك في اموره المالىة بدلا من التفرغ للشؤون العسكرية. وقالت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية في مقال لها أمس انه على الرغم من أن ايهود أولمرت لا ينوي الاستقالة من منصبه كرئيس للحكومة الاسرائيلية من تلقاء نفسه الا أن الحكاية وصلت الى نهايتها والطوق يشتد حول عنقه. وأضافت ان كفاح أولمرت من أجل تنظيف اسمه من التحقيقات والقضايا المطروحة يبدو عديم الفرص بعد الضربة المزدوجة التي تلقاها أمس مع بدء التحقيق ضده في قضية بنك ليئومي واستقالة رئيس الاركان دان حالوتس مشيرة الى أنه حتى اذا صمد رئيس الوزراء في منصبه عدة أشهر أخرى وربما سنة فانه سيكون خلال ذلك مشغولا في انقاذ كرسيه وسيجد صعوبة في ادارة الشؤون الاسرائيلية. واعتبرت الصحيفة أن استقالة حالوتس تركت أولمرت وحيدا في القيادة التي أدارت الحرب الفاشلة في لبنان حيث ان عمير بيرتس وزير الحرب الاسرائيلي في طريقه نحو المغادرة وقادة الجيش استقالوا ورئيس الحكومة هو اخر من تبقى وهو مرشح للاستقالة. وأوضحت أن أولمرت سيجد صعوبة في اقناع الاسرائيليين والاعلام المتجوعين للرؤوس المقطوعة في القيادة حتى لو اقتنعت لجنة فينوغراد بادعاءاته حول انجازات الحرب التي أصبحت منسية منذ زمن وقد اعترف حتى حالوتس بأنها مست بالقدرة الاسرائيلية. ولفتت الصحيفة الى أن المصاعب تحيط بأولمرت والاسرائيليون ملّوا منه واخر استطلاع للرأي أظهر أنه لا يتمتع بتأييد سوى 14 بالمئة فقط وذلك قبل أن تبدأ تحقيقات بنك ليئومي واستقالة رئيس الاركان ولجنة فينوغراد كما أن أكثر المقربين منه حاييم رامون و ابراهام هيرشيزون قضما تحت أسنان القانون ومديرة ديوانه متورطة في قضية سلطة الضرائب. واعتبرت هاآرتس أن حزب كاديما يبدو في الاستطلاعات كحزب وسط من الدرجة الثانية وليس لديه أجندة منذ دفن ما سمي خطة الانطواء وليس فيه قائد كاريزماتي يحظى بالشعبية والنزاعات تتفشى بين قادته ما يؤكد أنه ليس الا حزب الفرقعة الكبرى وهو يفقد أسباب وجوده والجهاز السياسي يعود تدريجيا الى التركيبة ثنائية الحزب. ورأت أن استراتيجية أولمرت هي خفض رأسه الى أن تمر العاصفة وبعدئذ التوجه للبحث عن خطوة تعيد له هيمنته وقوته لكن في الوقت ذاته ما الذي يستطيع أن يفعله بعد أن أصبحت القنوات السياسية مغلقة ومحادثاته الفارغة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لن تقود الى أي مكان حيث انه حتى اذا رغب بالقيام بلفتات دراماتيكية واطلاق سراح الاف الاسرى الفلسطينيين واخلاء عشرات البؤر الاستيطانية فلن يستطيع لان هامش المناورة عنده مقيد. من جانبها وصفت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية في تحليل لها أمس أولمرت و بيرتس بأنهما بطتان عرجاوتان.. أحدهما بسبب تحقيقات الشرطة والثاني لان حزبه قد يركله الى الخارج خلال زمن قصير متسائلة ما اذا كانا يتمتعان بالسلطة الامنية والسياسية وبالاحقية لتعيين رئيس أركان جديد عوضا عن حالوتس. وأشارت الصحيفة الى أنه اذا لم يكن لبيرتس وأولمرت مرشح متفق عليه لرئاسة الاركان فان هذه وصفة أكيدة لانفجار يمكن أن ينتهي أيضا الى قرار بعزل بيرتس فورا والى أزمة سياسية مضيفة أن موعد تقديم التقرير المرحلي للجنة فينوغراد هو تاريخ حاسم حيث سيتمكن الاسرائيليون من معرفة ما اذا كان من يضع التعيينات أهلا لذلك وما اذا كان من يتم تعيينه أهلا لذلك أيضا. |
|