تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وعورة المسالك

البقعة الساخنة
الخميس 12-6-2014
 مصطفى المقداد

تتعقد الصورة الخارجية فيما يتعلق بالشأن السوري, وتختلط الرؤى في مسار البحث عن حل معقول ترضى عنه أطراف الصراع والدول والأجهزة المشاركة في التآمر والحكومات المنخرطة في تمويل وإعداد وتسليح المجموعات الإرهابية المقاتلة كافة ,

فهل تلتقي المسارات الدولية للدفع نحو مخرج معقول لهذه الأزمة المحنة التي تركت آثارها على المستوى العالمي برمته , وسيكون لها الدور الأساس والوحيد في تحديد مستقبل العلاقات الدولية , وسترسم طريقة التعامل معها مصير التحالفات الدولية بالتأكيد؟‏

زيارة دولة يقوم بها رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى أنقرة تبحث من حيث الشكل في العلاقات الاقتصادية بين البلدين الجارين المتشاركين في هموم واحدة في حين يتخذ كل طرف موقفاً معاكساً ومناقضاً للآخر ؟ فهل غابت سورية عن مباحثات الطرفين ؟‏

لا يساور المتابعين والسياسيين أدنى شك من كون الأزمة في سورية حجر الأساس في تحديد مسارات العلاقات الاستراتيجية بين البلدين مهما سعى البلدان لتخفيف حالة الاستقطاب بينهما .‏

وفي واقع زيارة جون كيري إلى بيروت الكثير من التساؤلات التي ستتبدى في قادمات الأيام على الرغم من دعوته لتزويد المجموعات المسلحة بالمزيد من الأسلحة الفتاكة لتحقيق تغيير في معادلة المواجهات المسلحة على الأرض تحضيراً لمفاوضات يحقق من خلالها الأميركيون مكاسب يتوقون إليها من خلال متابعة مسيرة جنيف وتقديم عملائهم لتبؤ مواقع سياسية في سورية , لكنهم بدؤوا يتحسسون خيبتهم وخساراتهم المتوالية في ميداني السياسة والمواجهات العسكرية على السواء , الأمر الذي سيدفعهم للبحث عن مخرج مرحلي يستغنون خلاله عن جميع الشخصيات التي تم تصنيعها في أقبية أجهزتهم الاستخباراتية استعداداً لتصنيع شخصيات جديدة ستواجه الفشل ذاته.‏

وفي الوقت الذي تستبعد روسيا من عضوية الدول الكبرى يدعى الرئيس فلاديمير بوتين للاحتفال بذكرى إنزال النورماندي التاريخي لتحدث لقاءات منتظرة ستترك نتائجها على الحل السوري المنتظر , ذلك الحل المصنوع بأياد وطنية خالصة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية