تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أميركا.. وأضغاث أحلامها

حدث وتعليق
الخميس 12-6-2014
ناصر منذر

لم يعد باستطاعة أحد تجاهل حقيقة أن ما جرى ويجري في الكثير من البلدان العربية ومنها سورية، هو هدف أميركي صهيوني بامتياز،

لمحاولة تفتيت الدول العربية، وإنهاك الجيوش العربية ذات العقيدة الرافضة لوجود الكيان الصهيوني في المنطقة، اللهم سوى بعض أنظمة الخليج السائرة في الركب الأميركي، والذي ترى فيه طوق نجاة لعروشها المتهالكة ولو كان ذلك على حساب قضايا الشعوب العربية برمتها، وكأن تلك الأنظمة لا تريد أن تعي ما يخطط لها بعد الانتهاء من الدور القذر المنوط بها.‏

اللهاث الأميركي لإعادة رسم خريطة المنطقة وفقاً للمصالح الأميركية والصهيونية ليس جديداً، ولكن الوثيقة الأخيرة الصادرة عن الخارجية الأميركية والتي تكشف تورط واشنطن بمخطط لتغيير الأنظمة العربية ومنها الخليجية، تؤكد مجددا أن الولايات المتحدة والصهيونية العالمية تجهدان للقضاء نهائياً على كل ما يمت لفكرة العروبة بصلة، تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية من الأساس، وهما يستغلان اليوم بعض الأنظمة المستعربة التي انسلخت عن هويتها وانتمائها لتحقيق هذا الغرض، وما يجري في سورية من محاولات لإسقاطها، من خلال الحرب الإرهابية التي تمولها وتشارك فيها مشيخات النفط والكاز، لتكون بوابة العبور لإنجاز المخطط الأميركي خير دليل على ذلك.‏

ما يثير الاستهجان بأن الولايات المتحدة وبعد عجزها عن تحقيق أهدافها خلال السنوات والعقود الماضية، تعيد محاولاتها اليوم ولكن بالاستعانة بما يسمى «الجامعة العربية» التي أخذت على عاتقها استكمال المشروع الصهيو-أميركي، فهي سبق أن أعطت الضوء الأخضر للكيان الصهيوني كي يستهدف المقاومة في لبنان, ويستبيح المقدسات والوجود الفلسطيني برمته, ومنحت أيضا الغطاء اللازم لدول «الناتو» لتدمير ليبيا, والسماح قبل ذلك بغزو العراق وقتل شعبه, ومن ثم الموافقة على تقسيم السودان, و شرعنت للدول الاستعمارية أن ترسم مستقبل المنطقة وفقاً لمصالحها, وأعطتها الحق في أن تحدد لاحقا شكل الحكومات العربية رغماً عن رغبات شعوبها, وأي بلد عربي يرفض التبعية لأميركا والغرب سيكون مصيره بتحريض من تلك الجامعة الفوضى والخراب والدمار.‏‏

تعتقد الولايات المتحدة وأجراؤها وعملاؤها أن باستطاعتهم فرض رؤيتهم على المنطقة العربية، ولكنهم يتجاهلون أن الشعوب العربية لديها الكثير من أوراق القوة التي تقف سداً منيعاً أمام مخططاتهم العدوانية، وفي مقدمتها دعم خيار المقاومة الذي تقوده سورية والذي أثبت خلال السنوات القليلة الأخيرة فعاليته ومصداقيته وقدرته على وأد مشروعات الشرق الأوسط الجديد الذي تستميت واشنطن وحلفاؤها من أجله اليوم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية