|
حديث الناس والتي على ضوئها توضع الدراسات والتصورات للتعامل مع الإنتاج الفائض وتفادي النقص الحاصل، فالعمل الزراعي يرتبط بشكل أو بآخر بظروف مناخية تؤثر في الإنتاج كما أن هناك عوامل أخرى كالتأخير بجني المحصول أوتسويقه أوتصنيعه. المتابع للواقع الاقتصادي في بلدنا يرى حالة من النهوض في القطاع الزراعي منذ سنوات عديدة وبالطبع هذا يعود للاهتمام بهذا القطاع والإدراك الواعي العقلاني للإمكانيات التي نمتلكها في هذا الإطار من عوامل مناخية وطبيعة التربة الخصبة والإصرار على استغلالها بالشكل الذي يزيد من إنتاجيتها واستخدام المكننة الزراعية. كل ذلك جعلنا في السنوات السابقة ننتقل من طور الاستيراد إلى القدرة الواضحة على التصدير ولمحاصيل كثيرة ومتنوعة الحمضيات، القمح، الزيتون، القطن، التفاح...الخ. ليس المقصود من حديثنا هو أن نستعرض طبيعة الإنتاج الذي يتزايد بل عملية تذكير فقط، فمحصول القمح لهذا العام بالرغم من الظروف الصعبة التي نمر بها يعطينا مؤشراً واضحاً لأهمية هذا المحصول الاستراتيجي، وهذا ماتم لحظه منذ عدة سنوات من خلال الاهتمام المتزايد بإقامة الصوامع والصويمعات تجنباً لتخزينه في العراء لما يسبب ذلك من نتائج سلبية على طبيعة الإنتاج وتراجع مردوديته، ويجب أن يترافق مع إجراءات موازية وبنفس الزخم لامتصاصه من خلال نقله وتسويقه وتصنيعه وتصديره. المهم في الأمر هو تصريف كامل الإنتاج الزراعي مهما كان نوعه وفي جميع الفصول سواء كان ذلك باستهلاكه أم تصنيعه محلياً وإيجاد الآليات المناسبة في هذا الإطار. بكل الظروف التخطيط الزراعي مطلوب من خلال تنوع المحاصيل وتوزعها لأن التركيز على نوع من الإنتاج الزراعي دون القدرة على تصريفه أوتصنيعه هو خسارة بكل المعايير الاقتصادية. |
|