|
الأربعاء 31-7-2013 وولوج الخلاص الذي ينقذ الوطن وأهله من صراع مرير هو الأشرس في تاريخ سورية الحديث، هو عيد الأطفال الذين تدور عيونهم على خوذات الجنود يرقبون في ضوء لمعانها تحت الشمس شكل مستقبلهم، وهو عيد النساء اللواتي أرسلن إلى الجبهات فلذات الأكباد ووجوه الأحبّة ورصيد العمر الأغلى، لصنع نصر عزيز بدماء عزيزة تنبت في اليوم التالي مساكب ورد تزهو بها صورة الوطن، وهو عيد الرجال الذين ينتفض في رؤوسهم تاريخ هذا الوطن شريطاً متوهجاً بالعزة والفداء، من أول شهيد سقط على التراب وأسلمهم الراية إلى آخر شهيد يكتب سطره المضيء هذه الأيام في كتاب الشجاعة والاستبسال. في العقد السابع من عمره يجد الجيش العربي السوري نفسه اليوم أمام تحدٍ لم يواجهه من قبل، تحدي الحرب المركبة التي اختلط فيها الدولي بالإقليمي والداخلي، والتي اتحد فيها السلاح الخارجي بالمال العربي والمرتزقة متعددي الجنسيات مع بؤر التطرف والتكفير في الداخل لتمزيق حاضرةٍ متجذرة في عمق التاريخ، وتحويلها إلى إماراتٍ ظلامية تلتهم بقوانينها المتحجرة كل فرح الأطفال وأحلام النساء وعقول الرجال، هي حرب الوكلاء الذين تعهدوا أمام عواصم الغرب الأطلسي بتفجير القلعة السورية من داخلها، فحشدوا لهذه الغاية عشرات الآلاف من أطنان السلاح، ومئات المليارات من الدولارات، تصدقت بها مستعمرات الخليج العربي المتنكرة بزي الممالك والإمارات، ووظفتها في الخطة القديمة - الجديدة لتدير سورية، ودفع خطرها عن الكيان الصهيوني، ثم استقدمت عشرات الآلاف من ذئاب الإرهاب، إلى مدن سورية وقراها لينفذوا فصول هذا السيناريو المحبوك في الغرف السوداء، للإطاحة برأس سورية الشامخ! أكثر من عامين والجيش العربي السوري يفكك شيفرات هذه الحرب، ويعزل كمائنها وأفخاخها، ثم يقتحم أنفاقها، هو الجيش الذي أعد نفسه للحرب المقدسة على تراب الجولان، وتدرب على خوض الموقعة الكبرى في فلسطين المحتلة، وجد نفسه مدعواً لنمط آخر من الحروب، في المغاور والأنفاق وفي الأزقة والشوارع، لاستئصال عصابات مدربة تقبض ثمن موتها مقدماً، ويزين لها فكرها المنحرف خلوداً سوف تغنمه كلما أوغلت في الدم السوري، لكن الجيش العربي السوري قبل التحدي وطور سريعاً تكتيكه واستراتيجيته، وأمسك بمفاصل الحرب بثقة وإيمان، وراح ينتقل على الأرض من نصر إلى نصر في المكان الذي يشاء وفي الوقت الذي يشاء، دون أن يجد التعب سبيلاً إلى صفوفه! في عيده غداً، كل الرياحين وأكاليل الغار لشهدائه، وكل الأوسمة على صدور نموره الذين يتقدمون اليوم على كل الجبهات بخطا ثابتة وقلوب عامرة بالشجاعة، وعيون لا تلتفت الى الوراء، ولا تعرف بوصلة إلا إلى الأمام، فسلام على جيش الانتصار الذي يكتب تاريخ سورية اليوم بدمه الزكي! |
|