تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الجريمة المزدوجة وتوزيع الأدوار

حدث وتعليق
الأربعاء 31-7-2013
محرز العلي

ما قامت به الجماعات الإرهابية التكفيرية في خان العسل ليست جريمة بحق الشعب السوري فحسب وإنما جريمة بحق الإنسانية جمعاء وتشكل وصمة عار على جبين كل من يدّعي حماية حقوق الإنسان

أو يرفع شعارات إنسانية ويلوذ بالصمت لأن الجريمة مضاعفة فمن جهة استباحت العصابات التكفيرية دم الأبرياء وقامت بقتل المواطنين وعدد من الجنود بدم بارد دون رادع أخلاقي أو إنساني ومن جهة أخرى تحاول هذه العصابات إخفاء استخدامها لغاز السارين ضد المدنيين في آذار الماضي وذلك عبر قتل من كان شاهداً على استخدام هذا السلاح المحرَّم دولياً.‏

هذه الجريمة المروعة التي تحمل بصمات القاعدة لم ترتكبها العصابات التكفيرية من تلقاء نفسها وإنما جاءت بأوامر خارجية ومساعدة عسكرية ولوجستية حيث قُدِّم لها كل أدوات القتل والتدمير والتقنيات الحديثة التي من شأنها تأجيج العنف وذلك لمنع اللجنة الدولية من التحقيق في استخدام غاز السارين ما يشير إلى مدى قلق قوى الغدر والعدوان لاسيما الدول التي زودت الإرهابيين بغاز السارين وأمرت باستخدامه ليكون ذريعة من أجل اتهام الجيش العربي السوري ومحاولة استدراج التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية.‏

توزيع الأدوار لإخفاء جرائم العصابات التكفيرية التي تعمل لتنفيذ أجندات المؤامرة على سورية لم تقتصر على تقديم الدعم المادي والعسكري بل استخدموا وسائل الإعلام الغربية والمستعربة لذات الغرض حيث تجاهلت تلك القنوات الجريمة المروعة في خان العسل وقامت بفبركة الأخبار الكاذبة خشية افتضاح أمر هذه الدول المعادية لسورية أمام شعوبها التي تجهل حقيقة ما يجري على أرض الواقع وهذا ما يشير إلى العمل الحثيث على تشويه الحقيقة وتشجيع العصابات المسلحة على مواصلة إجرامهم بهدف استنزاف طاقات الشعب السوري وإطالة أمد الأزمة.‏

الأمر لم يتوقف عند ذلك فحسب وإنما ما قدمه رئيس لجنة التحقيق التابع للأمم المتحدة من تقرير حول الأحداث في سورية يوم الاثنين الماضي يشير إلى انحياز هذه اللجنة وإغفالها لجرائم العصابات المسلحة ما يعطي دليلاً آخر على قيام القوى التي تتربص شراً بالشعب السوري على توزيع الأدوار لاستكمال المؤامرة وتعقيد الأوضاع بما يخدم أجندات المتآمرين ما يتطلب من أحرار العالم ومنظمات حقوق الإنسان التي لا تدور في فلك السياسية الأميركية والصهيونية رفع الصوت عالياً والعمل على كشف الحقيقة وتعرية هؤلاء الذين يعبثون بأمن واستقرار المنطقة وارتكاب الجرائم بحق الإنسانية وبالتالي تقديمهم للمحاكمة الدولية وفي ذلك خطوة باتجاه فضح زيف السياسة الاستعمارية تجاه شعوب المنطقة وإظهار حقيقة ما يجري على أرض الواقع.‏

mohrzali@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية