|
معاً على الطريق حيث النظام الغربي بأكمله أمسى لا يشعر بالخجل ولا بالحرج من أن يعتلي المنابر الإعلامية والسياسية ..وحتى الانتخابية ليعلن موقفه الداعم للإرهاب والتطرف . لا نستغرب موقف الغرب - ومنه أميركا - الداعم للإرهاب، والمغذّي الأساسي له، لكن الغريب هو سكوت ما يسمى بالمجتمع الدولي كله؛ بل أجمعه؛ من دون استثناء على مستويات النفاق والعهر الأميركي والغربي، إذ لا يمكن لكل العالم أن يلتحق بأميركا والغرب، حتى عندما يريد ويرغب بممارسة العهر علناً وعلانيةً، وكان يفترض أن يتحلى البعض بالحياء؛ بالخجل، أو أن يلتزم بالحدّ الأدنى من المعايير الأخلاقية والقيمية !. غريب أن يجري علناً تكريم التطرف والإرهاب في سورية ومصر وليبيا واليمن وتونس، وغريب جداً أن تتواصل مواقف الدعم لجماعات معروفة بذاتها، تمارس الإرهاب في هذه الدول ضدّ حكوماتها والشعب والبنى المجتمعية والتحتية؛ ثم لا تجد أحداً يعترض على تكريم الغرب لهذه الجماعات، سياسياً واقتصادياً وإعلامياً وعسكرياً . يغدق الغرب على «الإخوان» و»القاعدة» وأخواتهما بالمال والسلاح؛ ويسخّر لهذه التنظيمات الإعلام؛ ويوفّر لها الغطاء السياسي، فهل هناك أشكال أخرى لتكريم التطرف والإرهاب أغفلها هذا الغرب الصهيوني أو تجاهلها أو قصّر فيها مع أدواته وأذرعه التي نبتت من جسده تحت نظره وبرغبة تامة منه ؟!. هي لعبة كبيرة خطيرة يلعبها الغرب وأميركا منذ وقت طويل، وهي اللعبة التي ينبغي أن توقفها الشعوب اليوم إذا كانت الحكومات والأنظمة غير قادرة على فعل ذلك، أو إذا كانت بعض الحكومات والنظم الحية والحرة لم تمتلك ما يكفي من أدوات المواجهة، وفي الحالتين يبدو أن الطرفين بحاجة لبعضهما بعضاً ليتم انتزاع أجهزة التحكم من اليد الغربية الآثمة . لا يمكن للإعلام أن يتحدث عن بنوك ومديرين لها؛ وعن ضباط أمن ونواب متورطين بعمليات إرهابية لم تعد سرّاً على أحد؛ ثم لا تجد إلا هيئات ومؤسسات دولية تتخلف عن القيام بعملها؛ وتلوذ بالصمت تجاه كل ما قيل، واعتبر بمثابة الإخبار الرسمي لها، لتحقق وتبحث وتتعقب حركة الأشخاص والأموال والحوالات المصرفية وقطع السلاح !. عندما يتورط ضباط أمن في مطار أتاتورك بعمليات إرهابية، وعندما يتورط نواب لبنانيون بالإرهاب، وعندما تتورط مصارف قطرية وتركية ولبنانية ( بنك الدوحة القطري - بنك أكا أنطاكيا التركي - بنك غرانتي في اسطنبول _ بنك أش التركي ) بعمليات غسل أموال وتمويل صفقات سلاح لتنظيمات إرهابية، وعندما يقدم الإعلام أسماء وأرقام جوازات سفر لمتورطين في تمويل الإرهاب ونقل السلاح إلى مجموعات إرهابية متطرفة، ولا تتحرك هيئة من هيئات المجتمع الدولي ذات الاختصاص؛ حتى للتحقق؛ أو لممارسة الكذب بنفي كل ما تقدم، ماذا يكون ذلك غير أنه شكل جديد من العهر السياسي، ونمط جديد من أنماط تكريم الإرهاب والتطرف ؟!. نعم الغرب يكرّم التطرف والإرهاب؛ ويرعاه حصرياً بتكليف صهيوني، والأعراب و»الإخوان» وطبول العثمانيين الجدد الحالمين الواهمين ينفذون بيد، وباليد الأخرى يمسكون كامب ديفيد وما شابهها؛ ويشدون على يد بيريز ونتنياهو، لكن دوام الحال من المحال، وهكذا .... فالدعوة موجهة للمكرَّمين والمكرِّمين لينظروا جميعاً بحال ومسارات ومآلات الوضع والأمور في كل المناطق التي ضرب فيها الإرهاب .. إلى أين تتجه ؟!. |
|