|
الصفحة الأولى لعل طبيعة المقام السياسي الراهن في تونس لا تسمح...!! في جريمة تصفية المناضل التونسي محمد البراهمي قالت الحكومة التونسية إن السلاح نفسه الذي اغتيل به سبق أن اغتيل به الراحل الكبير شكري بلعيد. هنا الهوية مكشوفة فقد سمي القاتل تحت ضغط الشارع التونسي. أما بخصوص العسكريين التسعة فيمكنهم تأجيل إعلان الاحتمالات لأن للقصة وقعاً مختلفاً ولو نسبياً من حيث توجهات النظام التونسي تحت اشراف الإسلاميين. اخوان أو كالإخوان. مع التحيات لديمقراطية المنصف المرزوقي الفكرية ؟!. بكل الأحوال تبدو علاقة ما سمي الربيع العربي بالإسلاميين. شبه محرجة. ولاسيما من حيث تبني الغرب الديمقراطي الاستعماري للحراك على الساحات العربية بعد أن خلع عليها تسمية الربيع. أما من ناحية موقف الغرب من التوجهات الديمقراطية للشارع العربي. أو من ناحية تصدر الإسلاميين للمشهد في محلات القيادة. فهنا المتاهة الحقيقية التي لن تضيء على تفرعاتها وتشابكاتها وأزقتها وأنفاقها الزيارات المتكررة للسيدة أتشن للقاهرة ولا تصريحات الناطق بلسان البيت الأبيض الأميركي. منذ البدء.. لو كان الغرب الاستعماري صادقاً فيما أعلنه وتحدث عنه من مواقف دعم لحقوق الانسان العربي وأبناء المنطقة بشكل عام. تشكل قاعدة ممارساته في اطار ما سماه "الربيع العربي". لما كلف به الأدوات التي كلفها " السعودية.. قطر.. تركيا.. إلخ.." وخصوصاً السعودية! تصوروا السعودية مدافعة عن حقوق الانسان!!! وبما يرضي القناعات الغربية!!! هل ثمة أكثر سماجة من كذبة كهذه ؟! وللمناسبة تهدي السعودية لهذا الغرب حكماً على ناشط حقوق انسان سعودي بالجلد 600 جلدة والسجن 7 سنوات. المسألة هي مسألة كذب وليست متاهة. المتاهة يتوه فيها الجميع. وما نحن بصدده نتوه فيه نحن في حين يحفظ الغرب الخريطة الكاملة حتى ولو أسرعت أقلامنا لرسمها! أقلامنا تتحرك ذاتياً لكتابة ورسم ما يريده هذا الغرب غالباً. وهكذا نكتب في دنيا، والقرار الغربي في دنيا أخرى تماماً. دون أن يعني ذلك أن قرارهم النهائي جاهز دائماً. بل هو يجهز عند الضرورة وعلى مستوى سذاجتنا التي تخرجهم من المتاهة لنعلق فيها وحدنا. الغرب يكذب... يكذب علينا ويكذب على الإسلاميين ليستفيد من ارهابييهم وليستفيد بصورة رئيسية من حرب بدأت واتسعت لتنتهي بتهالك الجسد العربي نتيجة الحرب التي كلف الإرهابيين بها ورسم نهايتهم بموجبها. من ينتبه للتطورات في مصر وتونس وليبيا...وأيضاً سورية... قد يرى في الحرب طويلة الأمد المستمرة بباردها وساخنها وما بينهما. نهاية الحراك الاسلامي الإرهابي وشبه الإرهابي "المعتدل" و أيضاً إنهاكاً محرجاً للجسد العربي المثخن أصلاً بالجراح. |
|