تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وقاحة ترامب

أخبار
الخميس 5-12-2019
حسين صقر

يعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالفم الملآن، بأن النفط السوري بات اليوم في أيدي بلاده وتحت سيطرتها، ليشكل ذلك إقراراً خطيراً وواضحاً بسرقته الموصوفة تلك،

ما يؤكد أن الغاية التي غزا المنطقة من أجلها تتحقق اليوم من وجهة نظره.‏‏

حتى اليوم يتذرع ترامب بأن تنظيم «داعش» الإرهابي هو ما دفع واشنطن لاستقدام قواتها وتعزيزاتها إلى المنطقة، لظنه أن الأكاذيب التي اعتمدها لتمرير مشروعه العدواني سوف تنطلي على المجتمع الدولي، متجاهلاً أن هؤلاء جميعاً يعلمون تماماً النيات الخفية والخبيثة لأميركا، ويدركون حجم الأطماع الذي دفعها لعمليات النهب والسطو ضد دول المنطقة، لأنهم الأكثر معرفة بأن «داعش» صناعة أميركية، ومخلب صهيوني تمزق فيه وحدة الدول وتقوض من خلاله استقرارها، فكيف بها تحاربه أو تناصب له العداء؟!‏‏

فأميركا هربت النفط السوري طوال السنوات الماضية من عمر الحرب الإرهابية التي شنتها على سورية، وعملت على تقوية اقتصادها ومخزونها الاستراتيجي، بعد أن رمت الفتات للجهات العميلة التي كانت مطية لها في تحقيق غاياتها، كتركيا وبعض الدول التي استخدمتها وتواطأت معها في عمليات التهريب تلك.‏‏

واليوم تواصل الولايات المتحدة عمليات التهريب إلى دول أخرى، تحت غطاء شركات أميركية خاصة، ووحدات من قوات النخبة الذين جاءت بهم لهذه الغاية، وأولئك نسخة أخرى عن عصابات ومافيات المخدرات وتهريب السلاح الذين يتقاضون مقابلاً كبيراً للعمليات التي ينفذونها، وفوق ذلك يخرج البيت الأبيض متشدقا بأن وجود قوات بلادهم في سورية شرعي، وأنها جاءت لضمان ألا تقع حقول النفط في أيدي الإرهابيين، متعامياً عن أن النفط، وفقا للأنظمة والقوانين والدستور السوري، يعد ملكا للشعب السوري، وهو المخول الوحيد بحمايته واستهلاكه، ولا يحق لأميركا أو لغيرها فرض الوصاية، أو التحكم بموضوع حمايته إن كان من «داعش» أو غيره، لكن الحقيقة يجب حمايته من أميركا، وليس من أحد غيرها.‏‏

huss.202@hotmail.com‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية