|
تشرين التحرير
حروف الأبجدية الأوغاريتية التي خرجت للعالم كأول لغة ضمت واحداً وثلاثين حرفاً بينما حروف حرب تشرين التحريرية ضمت آلاف معاني الصمود والتضحيات حيث كانت حروفها ممهورة بالدم السوري الطاهر ومكتوبة من عزيمة وإصرار الجنود السوريين على استعادة أرضنا المغتصبة, كانت عزيمة لا تلين, لم يأبه أبطالنا بالحشد الإعلامي والعسكري الذي كُرس من أجل بث الرعب في نفوس مقاتلينا.. فالأرض أرض سورية.. هي حقنا وهي عرضنا وهي شرفنا.. هكذا امتطى أبطال الجو طائراتهم.. وهكذا امتشق جنودنا سلاحهم وخرجوا ليُدرسوا البشرية جمعاء أن لغة الحق أكبر من لغة الباطل ولو حشدوا أساطيل العالم, وجاؤوا بكل مقاتلي الأرض لن يثنوا عزيمتنا فنحن رجال هذا التراب منه خرجنا وإليه سنعود, ولن نترك مستعمراً أو محتلاً يهنأ فوقه.. هكذا تعلم رجالنا قبل تشرين.. وهذا ما نفذوه فعلاً أثناء الحرب.. حرب تخوف منها جميع العالم إلا السوريين لم يجزعوا منها.. حتى بعد أن تخلى الأشقاء المصريون عنا بقرار قياداتهم الانسحاب من الجبهة المصرية وتركنا وحيدين نواجه العدو إلا أن أبطال تشرين بقيوا واستنزفوا أسابيع عدة حتى كان لنا النصر وصار تشرين أغنية وتاريخاً وأبجدية. الحرب ليست أن تحمل سلاحاً وتذهب لقتل الآخر.. ولاتفجر وطنك ببندقية أرسلها لك مستعمر سابق أو لاحق يفكر بالاستعمار.. هذه هي لغة الأبجدية التشرينية.. فنحن لم نذهب للموت هكذا دون سبب ولم نذهب خدمة لدولة كبرى أو متوسطة أو صغرى.. نحن ندافع عن أرضنا.. تشرين التحرير هكذا قال وهكذا كان وسيبقى مثالاً حياً للحق.. الحق في استعادة الأرض.. الحق في مقاومة الاحتلال والنضال في وجه الاستعمار والهيمنة الغربية.. لسنا بحاجة لمن يعلمنا الصمود لأننا شربناه مع حليب أمهاتنا في تشرين.. وسيشربه أطفالنا أيضاً وسيكون أبجديتهم التي يتربون عليها.. كما يفعل اليوم أبطال الجيش العربي السوري الذين استلهموا البطولة من ذاكرة تشرين فلم يهابوا العدو الذي انتقل إلى الداخل.. أبجدية تشرين التحرير صاغت كلماتها التي ألهمت جنودنا العزيمة وما أشبه اليوم بالأمس تشرين يأتي وجيشنا ينتصر في السادس من تشرين، وتشرين اليوم يأتي وسورية تنتصر.. أبجدية تشرين اليوم يتحدثها كل العالم.. الجميع يطلب من سورية إنهاء الإرهاب الذي عجزت عنه متاريس السلاح الغربية التي تدعم هذا الإرهاب اليوم.. ووحده الجندي السوري أثبت للعالم أن التراب السوري سيبقى طاهراً لن يدنسه إرهابي ولا عدو ولا محتل.. فلغتنا لغة السلام ولغة الأديان والتعايش وتشرين وذاكرتنا وأبجدياتنا والياسمين كلها تقول.. سننتصر لأننا لا نعرف طعم الذل والهزيمة..ولأننا وبكل فخر صناعة سورية ولسنا بضاعة صدرها الغرب إلى هنا..كل تشرين والنصر حليف سورية. |
|