|
تشرين التحرير كانت بسالة المقاتلين وولاؤهم لوطنهم، أقوى بكثير من الهجوم التصادمي لدبابات العدو.
ففي الساعة 8,05. من صباح 7 تشرين الأول أُعطيت الأوامر للواء 91 المدرع الذي يعمل في قوام الفرقة الأولى بالتحرك وتنفيذ الضربة المعاكسة من الخط: تل يوسف عين وردة باتجاه 1,5 كم إلى غرب تل أبي خنزير، و1 كم غرب البجة واسط. وفي الساعة المحددة، بدأ اللواء بتنفيذ المهمة المسندة إليه. ولم يمض وقت طويل حتى بدأ معركته التصادمية، إذ وقع تحت تأثير نيران الدبابات والصواريخ المضادة للدبابات المعادية من اتجاه غرب تل يوسف والدلهمية والسنديانة. ولم يكن من السهل التقدم في هذه الظروف الصعبة بسبب القذائف المنهمرة التي كانت تتساقط على القوات من جميع الاتجاهات. وعلى الرغم من كل ذلك، تابع اللواء 91 المدرع الهجوم، بعد أن تمكن من تدمير القسم الأكبر من الدبابات المعادية، وأرغم البقية على الانسحاب باتجاه الشمال الغربي. وعندما وصل إلى ارتفاع الدلهمية تعرض لهجوم معاكس بقوة كتيبة وفجأة أخذت تظهر ومضات من خلف التباب والمنحدرات ولم يكن هناك أي شك أنها قواعد صاروخية جيدة الإخفاء، تطلق الصواريخ على دباباتنا وفتحت النيران بسرعة، واشتبكت دباباتنا مع الدبابات المعادية في قتال عنيف انتهى بتدميرها جميعاً وأحبط الهجوم المعاكس المعادي. وعلى الأثر تابع اللواء 91 مدرع الهجوم، وعندما وصل إلى الخط: شمال غربي تل أبي خنزير، 1كم شرقي كفر نفاخ، تعرض اللواء لنيران الدبابات والقواعد الصاروخية المعادية التي انتشرت على تخوم كفر نفاخ الشرقية، ولنيران الدبابات والمجنزرات المعادية المتقدمة من القنيطرة باتجاه كفر نفاخ على محور الطريق العام. وهنا نشب قتال ضار، وغطت سحب الدخان السماء واتحدت مئات الانفجارات وأصوات الطلقات في هدير مضطرب وكانت أرض المعركة مغطاة بالدبابات المدمرة والمشتعلة. وقد استمر القتال، باستماتة وضراوة، من الساعة 14,30 حتى الساعة 15,30 على مسافات تتراوح بين 100 /1000 متر دُمر للعدو في هذه المعركة أكثر من 30 دبابة وقاعدة صاروخية. زج العدو بقوى جديدة من الدبابات في المعركة غير أن قواتنا لم تتح له أن يأخذها على حين غرة. وكانت دباباتنا مستعدة لصدّه، إذ إن قائد اللواء زج نسقه الثاني على الطريق العام: القنيطرة كفر نفاخ بغية تطوير الهجوم والإسراع في تحقيق مهمة اللواء. وفي الساعة 16,45 تعرض اللواء من جديد لنيران القواعد الصاروخية الموجودة في سفوح تل أبو الندى الغربية. وقد طبق اللواء مع هذه القواعد رمي تركيز السرايا فأسكتها، ثم تابع التقدم. لم تنجح الهجمات المدرعة الإسرائيلية المعاكسة في إيقاف تقدم اللواء. وعلى الرغم من هذا، فقد توالت هجماته. وكان العدو في كل مرة، يضطر إلى التراجع، مخلفاً وراءه الدبابات المشتعلة والمدمرة وأعمدة الدخان المتصاعدة فوق أرض المعركة من هنا وهناك. تلقى قائد اللواء أمراً بمتابعة التقدم باتجاه 1,5 كم غربي تل أبي خنزير 500 متر غربي قرية البجة، وهنا أُعلم قائد اللواء عن تحرك دبابات من شمال تل يوسف باتجاه شمال تل أبي خنزير البجة، فطلب من عناصر المشاة رفع أعلام التعارف والتقدم باتجاه هذه الدبابات، ظناً منه أنها دبابات صديقة. فتحت هذه الدبابات نيراناً شديدة على دباباتنا. و قدرت قوة هذا العدو بلواء مدرع واصطدم الإسفين الفولاذي للقوات المدرعة الإسرائيلية بدروع اللواء 91 دبابات. وتحت ضغط قوات العدو، من الدبابات ونيران المدفعية والصواريخ المضادة للدبابات اضطرت قوات اللواء أن تتراجع إلى الخلف، ولاسيما أن العدو أخذ يزج من العمق باحتياطات جديدة. وعند حلول الظلام انتقل اللواء للدفاع عن الخط: شمال الدلهمية السنديانية بما تبقى لديه من الدبابات. لم تحدث مع العدو أي اشتباكات في الليل، ولكن كانت هناك طلقات إفرادية، ورمايات مدفعية غير مؤثرة، وشهب وقنابل مضيئة. |
|