تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تهذيب العقل

رؤية
الاربعاء 20 /9/2006م
غازي حسين العلي

مع غرابة هذا العنوان,وربما طرافته أيضاً,فإن مبرر طرحه كسؤال,ومحاولة تفسيره,يمكن أن يشكل بداية حقيقية لتظهير مشكلة في غاية الأهمية,لاسيما أن بعض المشتغلين في الإعلام,يحتاجون إليه اليوم,أكثر من أي يوم مضى.

يحدث أحياناً,أن نتخذ مواقف مسبقة تجاه قضية معينة,ثم سرعان ما نكتشف أن الموقف الذي اتخذناه لم يكن صائباً.مقابل ذلك,وفي سياق المثل نفسه,نجد من يوغل فيما اتخذه من مواقف,دون النظر إلى حقيقتها,لمجرد الاعتقاد أن التراجع عن الخطأ ليس فضيلة دائماً.‏

من جانب آخر,ثمة آراء معلبة,يعتقد أصحابها أنها غير قابلة للتغيير أو التطور,و أنها ثوابت لا يأتيها الباطل...الأمر الذي يجعل من أصحاب هذه الآراء,يعيشون عصراً آخر وزمناً آخر,ومع هذا فإنهم يحاولون فرض آرائهم,على اعتبارها الحقيقة التي لا نقاش فيها.‏

فئة أخرى,تبحث عن نجاحها في فشل الآخرين,وهو ما يفسر بعض التصرفات الصبيانية التي يمكن ملاحظتها عند البعض,والتي غالباً ما تأتي في سياق (النقد الموضوعي)و(الرأي والرأي الآخر)و (حرية التعبير)ومن داخل هذه التعابير البراقة,يحاولون القبض على أهدافهم,فينطبق على آرائهم حينئذٍ المثل القائل(كلمات حق أُريد بها باطل).‏

لكن من أطرف ما يضحكنا عادةً,أن نرى:‏

- الكاذب يحاضر في فضيلة الصدق.‏

- واللص يمتدح أمانته.‏

- والأحمق يتحدث عن رجاحة عقله.‏

ghazialali@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية