|
تحقيقات قواسم مشتركة تجمعها من حيث العناوين التي تتكرر من سنة لأخرى وطريقة الإعداد والمعالجة وأخيراً المصير المشترك الذي تلقاه هذه المشاريع. كل ذلك يدفعنا لطرح جملة من التساؤلات حول الهدف من هذه المشاريع ما الفائدة العلمية التي تقدمها? ما جديتها وبالتالي جدية نتائجها? وهل يمكن اعتبارها أبحاثاً علمية وأخيراً ما مصير آلاف مشاريع التخرج التي يقدمها الطلاب سنوياً. تعتبر مشاريع التخرج في عدد من الكليات مادة امتحانية مثلها مثل أي مقرر دراسي آخر ينال عليه الطالب علامة وتدخل تلك العلامة في المعدل وبالتالي لن يجد الطالب مفراً من تقديم مشروع يحمل اسمه ويرى العديد من الطلاب أن مشروع التخرج مقرر مكلف مادياً لأن الطالب يدفع ثمن كل علامة يأخذها حيث تقدم هذه المشاريع على هيئة كتب, وطباعة هذه الكتب أمر مكلف حيث إن تنضيد كل ورقة على الكمبيوتر يكلف الطالب من 15-25 ل.س وذلك بحسب كل مكتبة وبحسب قدرة الطالب على مكاسرة صاحب المكتبة وتلزم الكلية الطالب بتقديم عدد من نسخ المشروع بحدود خمس نسخ وذلك حسب الكلية التي ينتسب إليها الطالب. - المصادفة جمعتنا مع عدد من الطلاب الخريجين من كلية الطب البشري من جامعاتنا المختلفة في إحدى المستشفيات حيث تحدثوا لنا حول الآلية التي تعد بها هذه المشاريع. لا يعتبر مشروع التخرج في كلية الطب مادة ينال عليها الطالب علامة ولكن لا يمكن أن يحصل على وثيقة تخرج مالم يقدم مشروعاً باسمه ويرى هؤلاء أنه لا فائدة من تلك المشاريع فالأغلبية لا يقرؤون مشاريعهم التي يعدونها بأنفسهم وتحمل أسماءهم ويعود السبب في ذلك إلى أن الطلاب يعتمدون في اختيار تلك المشاريع على المراجع الطبية أو المجلات الطبية المتخصصة أو على الانترنت وغالباً ما تكون تلك الأبحاث باللغة الأجنبية لذلك يأخذون تلك الأبحاث إلى مكاتب للترجمة ثم يدفعون بها إلى مكاتب متخصصة بطباعة مشاريع التخرج لتخرج في النهاية مشروعاً جاهزاً يدون عليه الطالب اسمه من دون أي جهد أو تعب والصفحة الوحيدة التي يكتبها الطالب هي صفحة الإهداءات التي هي عبارة عن بطاقات شكر وامتنان للأهل والأصدقاء وللدكتور المشرف عرفاناً بما قدموه له. وتختلف طباعة كل مشروع من الناحية الشكلية من طالب لآخر والأمر يتوقف على القدرة المادية للطالب فبعضهم يجلد مشروعه بتجليد فني وبخط مكتوب بماء الذهب وبعضهم يكتفي بتجليد عادي والشيء الوحيد الجميل في مشروع التخرج بحسب رأيهم هو إمكانية تبادل الإهداءات بين الطلاب فكل يهدي زميله مشروعه الذي يحمل اسمه كنوع من الذكرى. الأسماء فقط تتغير الأمر ليس بمختلف كثيراً في كلية التربية وكلية الآداب علماً أنه ليس كل الأقسام في كلية الآداب تلزم الطلاب بتقديم مشروع تخرج باستثناء بعض منها مثل قسم الإعلام والمكتبات وقسم الإرشاد النفسي ففي قسم الإعلام أغلبية مشاريع التخرج هي عناوين لمشاريع مكررة سنوياً لا جديد فيها لا من حيث الشكل ولا المضمون. والسبب أن غالبية الطلاب في السنة الرابعة يحاولون الحصول على مشاريع تخرج معدة مسبقاً يعيدون طباعتها من جديد وتقديمها دون أن يتعب الطالب نفسه بتقديم أي جديد في تلك المشاريع, فالهم الوحيد هو الحصول على علامة جيد جداً أو ممتاز لأن علامة ا لمشروع تدخل ضمن معدلاتهم تقول لينا وهي إحدى الطالبات اللواتي تخرجن من قسم الإعلام عن الكيفية التي تعد بها مشاريع التخرج في القسم إن حالة الإحباط التي عشناها خلال السنوات الأربع من دراستنا جعل همنا الوحيد هو التخرج فقط فلا يمكن للطالب المتفوق أن يتابع دراسته العليا كما أننا وخلال سنوات الدراسة لم يكن هناك أي نوع من اختصاصات الإعلام المختلفة فالمقررات التي أخذناها هي مقررات نظرية لا تعتمد على الجانب العملي حيث لم نلحظ أي اهتمام بذلك الجانب فهو ينحصر فقط بحلقات البحث التي كنا نقدمها وهي حلقات نظرية تعد بأساليب مختلفة الهدف منها هو الحصول على العلامة ومشاريع التخرج لم تكن بأحسن حال من تلك الحلقات فهي مشاريع مكررة مأخوذة من سنوات سابقة وتضيف ديما كنت على اطلاع على الطريقة التي أعددنا بها أنا وزملائي مشاريع تخرجنا فبعد حصولنا على مشاريع جاهزة بدأنا بإجراء تعديلات بسيطة بدءاً بالعنوان قمنا إما بزيادة كلمة أو انقاص كلمة أو إعادة صياغة العنوان بطريقة مختلفة بحيث يبقى المضمون ذاته أما ما احتواه المشروع من الداخل فقد قمنا بعملية نسخ كاملة في كل ما ورد بالمشروع من معلومات سواء فيما يتعلق (بأهمية البحث والهدف منه وحتى الجانب النظري) فقد كان نسخة طبق الأصل عن المشروع السابق. أما الجانب العملي فكان يتطلب توزيع حوالي 100 استمارة على أفراد عينة البحث فكل الذين عرفتهم من زملائي لم يطبع استمارة واحدة ومع ذلك قدمنا بحثاً كاملاً ووصلنا من خلاله إلى نتائج وبالتأكيد هذه النتائج وهمية وعن السبب في اتباع هذه الأساليب في إعداد المشاريع. تقول لينا إنه من النادر جداً أن تتم قراءة هذه المشاريع وبالتالي معرفة مضمونها كما أن عملية المناقشة لا تتجاوز الدقيقتين يتناول فيها الدكتور المشروع ويقلب الصفحة الأولى والثانية وقد يقرأ الإهداءات أو لا يقرؤها ولا ربما يطرح على الطالب سؤالاً أو لا يطرح وبناء على تلك المقابلة التي لا تتجاوز الدقائق يتم تقييم المشروع ووضع العلامة وبالتأكيد بعد هذه المناقشة تتلف جميع مشاريع التخرج وتختتم لينا قائلة هذا ما كان عليه واقع الحال بالنسبة لمشاريع التخرج في السنة التي تخرجنا منها هي مشاريع غير جدية لا فائدة منها سوى ارتباك الطالب وزيادة أعبائه المادية. - ما حدثتنا به لينا دفعنا لإجراء لقاءات مع عدد من طلاب السنة الرابعة في قسم الإعلام لمعرفة هل تغير الوضع أم أنه مازال قائماً. حيث كان لنا اللقاءات التالية: بثينة البلخي سنة رابعة تقول: لا يوجد أي اهتمام بمشاريع التخرج وهذا الأمر نلحظه ليس فقط عند الطالب بل عند الدكاترة أنفسهم حيث إنهم لا يلتزمون بالمواعيد التي يعطونها للطالب ليتمكن الطالب من استشارة الدكتور المشرف بالخطوات التي يقوم بها وما نلاحظه هو لجوء بعض الطلاب لاختيار الدكتور المتساهل لضمان الحصول على علامة عالية عند المناقشة فقد بلغ عدد الطلاب المسجلين عند أحد الدكاترة حتى الآن حوالي 24 طالباً فكيف يمكن متابعة كل هذه المشاريع? علي حبيب سنة رابعة إعلام يؤكد ما قاله زملاؤه حيث يرى أنه لا جدية في إعداد تلك المشاريع كما أن دكاترة القسم ليسوا على سوية واحدة من حيث العطاء فهناك دكاترة جيدون يمكن الاستفادة من خبرتهم في إعداد مشاريع التخرج وهذا الأمر يظهر من خلال المحاضرات التي يقومون بإعطائها ولكن بالمقابل هناك دكاترة غير مهتمين وهذا الأمر نلحظه في محاضراتهم ومن خلال المواعيد التي يعطونها للطالب. مشاريع لا جديد فيها أما بالنسبة للكليات التطبيقية فقد يكون الأمر مختلفاً قليلاً ففي كلية الهندسة المدنية يعتبر مشروع التخرج أحد المقررات في السنة الخامسة وهو مشروع تصميمي يعتمد على تقديم الطالب رؤية جديدة لمشروع مقام على أرض الواقع من خلال تقديم لوحات تنفيذية ومذكرات حسابية وتختلف طريقة إعداد هذه المشاريع من طالب لآخر والأمر يتوقف على مدى اهتمام الطالب ورغبته بالاستفادة من كل ما تعلمه خلال المرحلة الدراسية فالطالب المهتم يسعى لتقديم مشروع متكامل يعتمد على مجهوده الشخصي بالإضافة إلى الاستفادة من المناقشات التي تتم بين الطالب ودكتوره المشرف عبر اللقاءات الدورية التي تتم بينهما بينما قد يلجأ آخرون إلى مكاتب خاصة تقدم أفكاراً و حتى مشاريع جاهزة دون أن يكلف نفسه العناء ويمكن من خلال جلسة أو أكثر أن يقوم المكتب بتقديم شرح كامل عن ما تم عمله ويعتمد أثناء المناقشة على الحظ أحياناً وعلى العلاقة الشخصية مع الدكتور المشرف وعلى طبيعة الأسئلة التي يمكن أن توجه إليه. وتلعب الحالة المادية للطالب دوراً مهماً في انجاز تلك المشاريع وعن مدى جدية هذه المشاريع وإمكانية الاستفادة منها. فيرى الطلاب أن هذه المشاريع لا تقدم شيئاً جديداً ولا يمكن الاستفادة منها لأنها في الأساس أفكار لمشاريع مقامة على أرض الواقع وما يقدمه الطالب في مشروع التخرج هو عبارة عن تصور جديد لهذه المنشآة هذا ما لمسناه على أرض الواقع في الكيفية التي يقوم بها الطالب في إعداد مشاريع تخرجهم فكان لا بد من سؤال عدد من الدكاترة من كليات مختلفة حول تلك المشاريع والأسس المعتمدة في تقييمها وما هو المصير الفعلي لهذه المشاريع ومن خلال اللقاءات التي أجريناها تم التطرق إلى رسائل الماجستير والدكتوراه لإجراء نوع من المقارنة بينها وبين مشاريع التخرج فكان لنا اللقاءات التالية: الغاية من المشروع تقويمية الدكتور سمير حسن عميد كلية الآداب بجامعة دمشق يقول: إن الغاية الأساسية من مشاريع التخرج تقويمية للطالب بمعرفة مدى استفادة الطالب من المقررات التي درسها خلال السنوات السابقة وهل حقق القسم الرسالة التي يريدها من هذا الخريج بمشاريع التخرج هي مشاريع إمتحانية بالدرجة الأولى حيث يعتبر مشروع التخرج مادة له علاقة معينة ينجح الطالب فيها أو لا ينجح وبالتالي يتخرج أو لا يتخرج فهي تعبر عن جهد القسم وجهد دكاترة القسم وعن مدى أهلية هذا الطالب. وفي سؤال عن أن معظم المشاريع المقدمة هي عناوين لمشاريع مكررة سنوياً يقول الدكتور حسن إن هذه أحد الإشكاليات التي نعاني منها وخاصة في قسم الإعلام حيث وجد أن المواضيع خاصة في حلقات البحث لم تكن تتكرر فقط من سنة لأخرى وإنما كانت تتكرر من أستاذ لآخر حيث كان الطالب يقوم بتقديم حلقة واحدة لأستاذين بنفس الوقت ومن الصعب أن يتابع الأستاذ آلاف حلقات البحث بنفس الوقت وقد حاولنا تجنب المشكلة من خلال تقليص عدد حلقات البحث لتشمل حلقة أو اثنتين وهذا الأمر ينسحب على مشاريع التخرج ويمكن القول إنه يمكن للطالب أن يتناول موضوعاً معالجاً مسبقاً ولكن بشرط التعمق بزوايا أخرى لم يتطرق إليها البحث سابقاً ونعمد الآن للحد من هذه الإشكالية من خلال تغيير نوعية المواضيع التي يهتم بها القسم من سنة لأخرى وتكليف مجموعة من الطلاب بإعداد مشروع مشترك ويناقشهم الدكتور مجتمعين وفيما يتعلق بطريقة المناقشة فليس هناك نظام يلزم وجود لجنة للمناقشة أو نظام يلزم وجود الدكتور المشرف حيث إن هناك مشاريع تقتضي وجود لجان للمناقشة بينما هناك مشاريع أخرى تكتفي بوجود الأستاذ المشرف وعن مصير المشاريع يقول الدكتور حسن: إن هذه المشاريع ليست معدة للاستخدام فهي لا تعتبر أبحاثاً علمية بل هي أبحاث تبين إلى أي درجة تمكن هذا الطالب من المعلومات والمواد التي تلقاها خلال السنوات السابقة. الدكتور أحمد كنعان وكيل الشؤون العلمية في كلية التربية في جامعة دمشق. يعتبر مشروع التخرج عبارة عن بحث مصغر يختاره الطالب إما منفرداً أو بالاشتراك مع زميل أو مجموعة من الزملاء يعملون كفريق واحد لإنجاز هذا المشروع حيث تعد هذه المشاريع أبحاثاً تدريبية للطالب يتدربون من خلاله على كيفية إعداد أبحاث علمية في المستقبل حيث يكون الطالب قد هيئ مسبقاً ومن خلاله حلقات البحث التي أعدها خلال السنوات الدراسية السابقة على كيفية صوغ خطوات البحث العلمي والقيام بها بشكل كامل وبالتالي يمكن اعتباره صورة قريبة لأطروحة جامعية كأطروحة الماجستير والدكتوراه إلا أن الوقت المخصص لهذه المشاريع لا يتجاوز 3-4 أشهر وهي فترة زمنية قصيرة وتلافياً لذلك قمنا في كلية التربية بتوزيع مشاريع التخرج وتركت حوالي شهر كامل بعد الانتهاء من الامتحانات لمناقشة هذه المشاريع حتى يتمكن الطالب من الحصول على الوقت الكافي. عن مدى جديتها وإمكانية توظيفها في الحياة العملية يرى الدكتور كنعان أن هذه المشاريع هي عبارة عن حلقات بحث متطورة لذلك لا يمكن القول إن جميع هذه المشاريع يمكن استخدامها ولكن بعضا منها يلامس الواقع ويمكن الأخذ بها والاستفادة من نتائجها فعلى سبيل المثال قدم فريق من طلاب الكلية مشروع تخرج حول أثر التدخين على الإنسان والطفل والأسرة, حيث عممت هذه الدراسة على مستوى الجامعة للإفادة منها ويضيف الدكتور كنعان فيما يتعلق بجدية النتائج فالطالب مؤتمن على بحثه وعلى النتائج التي توصل إليها لأنه قد تترتب قرارات على تلك النتائج. أما رسائل الماجستير والدكتوراه فهي مرحلة أرقى بكثير يبذل فيها جهداً في الإعداد والإشراف والمناقشة. حيث تعتبر رسالة الدكتوراه بحثاً علمياً وبعض هذه الرسائل تؤخذ بنتائجها حيث قدم أحد الطلبة رسالة دكتوراه حول أنظمة الجودة والفائدة منها في مناهج اللغة العربية هذه الرسالة جملة مقترحات حول تأليف الكتب بمختلف الاختصاصات وأوصيت أن تكون هذه الرسالة بين أيدي المؤلفين في وزارة التربية. صعويات عديدة الدكتور أمجد زينو وكيل الشؤون العلمية في كلية الهندسة المدنية يقول: الغاية الأساسية من مشروع التخرج هو تعليم الطالب كيف يصمم مشروعاً من خلال الاستفادة مما تعلمه في السنوات الدراسية وهذه المشاريع لا تقدم شيئاً جديداً وإنما تقدم أفكاراً جديدة لمشاريع ومنشآت مقامة على أرض الواقع, وهذا الأمر مختلف بالنسبة لرسائل الماجستير التي تعتبر اللبنة الأولى في خطوات البحث العلمي والغاية منها أن هذه الرسائل تبين أن الطالب أصبح قادراً على القيام ببحث علمي ولكن ليس بالضرورة أن يأتي هذا البحث بنتائج جديدة والأمر مختلف في رسائل الدكتوراه حيث تتطلب وصول الطالب إلى نتائج جديدة (علاقات رياضية جديدة- استنتاج منحنيات ..الخ). وعن مدى الاستفادة من تلك الأبحاث فيرى الدكتور زينو أنه في أغلب الأحيان لا تتم الاستفادة منها وتنحصر فائدتها في حصول الطالب على نتائج جديدة ( علاقات رياضية جيدة - استنتاج منحنيات الخ). وعن مدى الاستفادة من تلك الابحاث فيرى الدكتور زينو أنه في أغلب الأحيان لا تتم الاستفادة منها وتنحصر فائدتها في حصول الطالب على شهادة علمية فقط والسبب في رأيه يعود إلى انعدام التنسيق بين الجهات العامة والجامعة حيث لا تقوم تلك الجهات بطرح المشكلات التي تعاني منها وبالتالي توجيه الأبحاث لحل تلك المشكلات . ويضيف الدكتور زينو أن من الصعوبات التي يعاني منها طلابنا وخاصة طلاب الماجستير والدكتوراه هو في الحصول على المعلومة وعدم توفر الأجهزة المناسبة لبحثه وكذلك عدم توفر المراجع الحديثة وصعوبة الاتصال بالانترنت, فالشبكات غير مهيئة لذلك, بالإضافة إلى عدم الاشتراك في المجلات الدورية المتخصصة, لذلك يلجأ الطالب للقيام بأبحاث فقط لتوفر التجهيزات المناسبة لتلك الأبحاث ويعود السبب الرئيسي في قلة رسائل الدكتوراه والماجستير إلى تهرب الأساتذة من الإشراف على تلك الرسائل والسبب يعود إلى عدم مواكبة هؤلاء الدكاترة إلى آخر تطورات العلوم, فكيف لأستاذ أن يشرف على رسالة دكتوراه وهو لم يسافر بمهمة بحث علمي منذ عشرين عاماً. لذلك من المهم جداً ضرورة إرسال هؤلاء الدكاترة وبشكل مستمر بمهمات بحث علمي للاطلاع على آخر ما توصل إليه العلم حتى يتمكن من إفادة طالبه بما حصل عليه من علوم. الغالبية امتياز أما في كلية التجارة فليس هناك مشاريع تخرج لكن لمعرفة الآلية التي تعالج بها رسائل الماجستير والدكتوراه التقينا الدكتور محمد ناصر رئيس قسم إدارة الأعمال بكلية الاقتصاد بجامعة دمشق حيث قال: العديد من رسائل الدكتوراه والماجستير التي تعد وتناقش وقد ينال صاحبها علامة الامتياز ولكن بالنظر إليها نجد أنها لا تضيف شيئاً جديداً فهي أقرب إلى أن تكون حلقة بحث وتضيع بين سطور تلك الرسائل شخصية الباحث الذي غالباً ما يعتمد في الجانب النظري من رسالته إلى تجميع مباحث من مراجع مختلفة أما النتائج التي يتواصل إليها فهي نتائج غير جدية وغير صحيحة والمشكلة التي نعاني منها خلال المناقشة هو تعصب الدكتور المشرف لطالبه وسعيه ليحصل على علامة امتياز سواء أكان يستحق هذه العلامة أم لا لأنه يرى أن العلامة التي تعطى للطالب هي علامة الدكتور المشرف وهذا هو الخطأ بعينه, فبالنظر إلى رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعاتنا المتخصصة نجد أن 90% منها تنال علامة الامتياز والسؤال إذا كانت جميع هذه الرسائل تنال الامتياز فلماذا لم نطور شيئا في أي مجال من مجالات العلوم, ويضيف الدكتور ناصر قائلا: هناك قصور في إعداد تلك الرسائل وفي الحقيقة لا يعطى الطالب الوقت الكافي لينجز بحثه كما أنه لا يلقى في معظم الأحيان متابعة من قبل الدكتور المشرف الأمر الذي يؤدي إلى ظهور أخطاء قاتلة أحيانا أثناء المناقشة, فقد ورد في بعض الرسائل أخطاء في القوانين والسبب يعود إلى عدم اطلاع الدكتور المشرف على البحث لذلك تم اتخاذ قرار منذ عام في القسم بعدم السماح لأي رسالة ماجستير ودكتوراه بالمناقشة قبل أن تخضع للجنة مناقشة في القسم حيث يبدي كل دكتور ملاحظاته ليأخذ بها الطالب وبالتالي الحرص على خروج تلك الرسائل بالشكل المطلوب ولكن لم يصلنا جواب بالموافقة على هذا القرار حتى الآن من رئاسة الجامعة. وعن مصير هذه الرسائل فيرى الدكتور ناصر بأن كافة الاطروحات التي تقدم في مجال إدارة الأعمال كعناوين فقط مفيده فيما لو تعالج بالشكل العلمي وفق أسس علمية صحيحة ولكن ما يحصل أن تلك الاطروحات لا تعالج بالشكل الصحيح وبالتالي لا يمكن الآخذ بنتائجها وكذلك الأمر هناك هوة واسعة بين الجامعة ووزارات الدولة المختلفة فلم نجد أي مؤسسة حتى الآن تبنت بحثاً علمياً وأخذت به وبالتالي فإن هذه الرسائل سواء أنجزت بالشكل المطلوب أم لم تنجز فالنتيجة واحدة. أخيراً نجد أن مشاريع التخرج تحولت في جامعاتنا المختلفة إلى نوع من التقليد الروتيني. الهدف منه دفع الطالب إلى تأليف كتاب لا يحمل سوى اسمه فقط دون أن يعرف محتواه. فإذا كان الهدف من هذه المشاريع امتحانياً فلماذا لا يتم إلغاؤها والاستعاضة عنها بمادة امتحانية أكثر جدوى وأقل تكلفة مادية أو اتخاذ جملة من الإجراءات للنهوض بواقع هذه المشاريع لتكون أكثر فائدة علمية والحد من عملية التكرار وبالتالي دفع الطالب إلى خلق أفكار جديدة بناءة. |
|