تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هكذا أصبح الفني والمهني أقل أهمية ... المرشدة النفسية:لا بد من خلق معايير جديدة

مجتمع
الاحد 7/1/2007
محمد عكروش

ماذا عن نظرة الأسرة والمجتمع لمن يدرس التعليم الفني..? بعض الذين التقيناهم قالوا إن مجموعنا لم يؤهلنا لدخول

العامة فدخلنا الثانويات الفنية والمهنية لنبرر فشلنا وبعضهم الآخر قال لنا: أنها مرحلة وقتية حتى نصل الى الثانوية العامة نضيع وقتاً بدل الجلوس في البيت لمدة سنتين ثم نعيد دراسة الثانوية الفرع الأدبي والبعض الآخر قال لنا دخلنا عن رغبة ولكن زخم المواد وصعوبتها أشعرتنا بالندم والبقاء فيها أما بعضهم سألنا لماذا لا تكون كلية الاقتصاد لنا فنحن نرى مستوى التعليم الذي ندرسه يعادل ما يدرسه طلبة كلية الاقتصاد في السنوات الأخيرة لماذا نظلم ولا تتحول هذه الكلية لنا فنحن أحق بها من طلبة الدراسات العامة وقال آخرون حتى إننا بالكاد أن نحصل على المعهد فماذا سنجني منه بعد الدراسة.‏

ويصر بعض من التقيناهم من التعليم الثانوي على جدواه المادية للطالب المنتسب إليه بعد المرحلة الإعدادية,إذ يغلب أن يتاح لخريجي هذا الفرع من التعليم,فرص عمل مقبولة.‏

أدنى مستوى‏

ما هي الحلول والمقترحات? تركنا الاجابات لأصحاب الشأن من تربويين ليجيبونا:‏

وحول الصعوبات التي تواجه في المدارس الفنية والتجارية تقول التربوية خالدية داوود مديرة ثانوية جول جمال: ما نراه في مدارسنا أن الطالب التجاري يعتبر نفسه أدنى مستوى من الطالب العام لذلك فهو يشعر بالظلم والاضطهاد.‏

وبرأي العلوم التجارية لا تقل من حيث الجهد والدراسة عن التعليم العام فلذلك هي بحاجة الى طالب جيد التحصيل وأن يكون مستوى طالب العام والذي يحدث إنه يتحول الطالب الى أقل مستوى في التعليم التجاري. لذلك نلاحظ معاناة كبيرة في دراسة المحاسبة والرياضيات المالية لدى هؤلاء الطلاب.‏

هناك تسرب عدد كبير من طلاب الدراسة بعد دراسة السنة الأولى وأحياناً الثانية الى التعليم العام وهذا يسبب خلخلة في عدد طلاب الصفوف لشعور طالب التجارة بأنه أقل مستوى وأدنى من طلاب العام فنلاحظه يلجأ الى الشغب ومخالفة النظام من تأخير وإهمال وكسل وغيره.‏

وعن نظرة المجتمع تستطرد داوود لاشك نظرة المجتمع الى طالب التجارة في كثير من الأحيان تكون سلبية نسبة الى الجهل بأهمية هذا التعليم فيكون للطالب ردة فعل في اخفاء دراسته خجلاً.‏

فتح الأبواب أكثر‏

وكيف السبيل من أجل تهيئة طلبتنا لقبولهم في التعليم المهني والتجاري هذا ما أجابت عليه المرشدة النفسية ريم المشرف:‏

- العمل على اعداد المدرسين والفنيين العاملين بالتعليم المهني, اعداداً مناسباً من خلال ايفادهم لدورات تدريبية.‏

- لابد من إلغاء المفاضلة وتحديد علامات للقبول في التعليم التجاري وجعل التعليم التجاري العام مفتوحاً لجميع الطلاب, الانتقاء اختياري إذا لم يكن أعلى في الدرجات.‏

- أن يكون للتعليم التجاري تعليم مواز أسوة بالتعليم العام.‏

-أن يسمح لجميع طلاب التجارة الناجحين في الثانوية دخول المعاهد التجارية دون تحديد للعلامات لأنهم يملكون التحصيل العلمي الجيد وما يؤهلهم لدخوله.‏

- فتح أبواب الجامعة بنسبة أكبر أمام خريجات وخريجي الثانويات الفنية والتجارية والصناعية.‏

- إلغاء التحويل الصحي من الفني الى التجاري لأنه عبارة عن لف ودوران للدخول إلى التعليم التجاري ولأن جميع الطلاب المحولين ذوو مستوى متدن علمياً والتجارة تضم مواد علمية كثيفة ومعقدة ما يؤدي الى تدني الدراسة ومعاناة الجهاز التعليمي.‏

- اشراك التعليم العام مع الخاص لتطوير المنهاج والنظر للمناهج في هذه المعاهد وأن تؤهل مدارسنا بسوية أعلى عن طريق دورات متطورة توافق تطور العصر ومتطلباته.‏

- لا بد من ايجاد صيغ أخرى أكثر تطوراً مع خلق الحوافز الجديدة التي تدعم هذا التعليم حيث إن معظم الطلاب الذين يرفدون هذا التعليم من أصحاب الدرجات الأدنى في الشهادة الاعدادية.‏

- رعاية المبدعين في التعليم المهني والتقني وتقديم الدعم اللازم لهم.‏

الوجه الآخر‏

وعن أبرز السلبيات التي تواجه طلبة هذا التعليم تقول الاختصاصية النفسية فحالما ينتسب طالب ما الى التعليم الفني والمهني نتيجة معدله المنخفض في الشهادة الاعدادية,سرعان مايبدأ الأثر السلبي للمجتمع ينعكس عليه إذ ينظر إليه على أنه فاشل,والمشكلة أن تلك النظرة عادة ما تنعكس على أهل الطالب فيعامل معظمهم ابنه على هذا الأساس,أي أنه فاشل,ما يولد الكثير من الآثار النفسية السيئة على شخصية الطالب فيغلب عليه العنف والتمرد واللامبالاة .وكثرة الشغب ولكن للأسف بقي التعليم الفني والمهني دون تطوير مع أننا بحاجة إليه في وقتنا هذا أكثر من أي وقت ليتوافق مع حاجات سوق العمل ونوليه كل الاهتمام والرعاية بكوادره وطلابه والارتقاء بهم الى مهن نفتخر بها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية