|
|
عين المواطن وزير الإدارة المحلية يطلب اتخاذ الحلول ولامن يسمع كتب كثيرة , ومراسلات أكثر, سببتها الحال الجديدة الوافدة إلى معظم حارات دمشق القديمة والعتيقة, والتي طالما تغنى أهلها بالهدوء والطمأنينة التي نعموا بها منذ مئات السنين بين جنبات منازل احتفتهم وفاحت منها روائح الكباد والياسمين, وتعالى صوت خرير ماء بحراتها باعثاً في النفس تهدئة الروع والسكون إضافة للراحة المفعمة بعطر الياسمين البلدي وبياضه الناصع الذي يرخي الأعصاب ويمنع التشنج والتوتر.. تلك البيوت المتجاورة حيث بامكانك التنقل فوق أسطحتها من سطح إلى آخر دون عائق أو فاصل ,وكثيراً ماكانت نساء تلك الحارات يتخاطبن من خلال المندرة أي الفتحات بين جدران تلك المنازل - هي إذاً دمشق القديمة التي عكر صفوها وأبعد الهدوء عن أروقتها وأزقتها وجنبات منازلها انتشار ظاهرة إقامة المطاعم التي نشرت الصخب والضجيج في سكينة ليلها وهدوئه ناشرة قرقعة الطبول و مكبرات الصوت التي تنقل بين ثناياها أصوات مطربين أحضرتهم تلك المطاعم التي حملت أسماء تشير إلى تراث دمشق وعراقتها ليصدحوا في حارات مزيلين الهدوء وناثرين القلق وتوتير الأعصاب ويدعون إلى التشنج احتج السكان ونقلوا معاناتهم للسيد وزير الإدارة المحلية وبينوا الإزعاجات والمضايقات الليلية التي تسببها إقامة حفلات الطرب وجلب المطربين واستعمال الآلات الموسيقية ومكبرات الصوت وانتشار روائح غاز الكربون المنبعثة جراء إشعال الفحم المستخدم للأراكيل في الطريق أمام مداخل البيوت القديمة التي صارت مطاعم. وأحال السيد وزير الادارة المحلية شكوى السكان للسيدين وزير السياحة ومحافظ دمشق من خلال الكتاب رقم 11410 تاريخ 21/11/2005 طلب فيه معالجة الأمر خلال عشرة أيام. فها قد مرت سنة ونيف ولما تأت العشرة أيام .. إذ استطاعت مديرية المهن والرخص تخريج الأمر واستبدلت الختم بغرامة مالية لاتتجاوز الألف ليرة.. بعد أن رفضت مديرية مدينة دمشق القديمة إعطاء المطاعم الترخيص لإقامة حفلات لأنها تقع ضمن منطقة سكنية وزقاق ضيق لايتجاوز طوله150 متراً ويقطنه أكثر من أربعين عائلة ,ولما لم تجد الجهات المعنية في محافظة دمشق الحلول الناجعة خلال المدة المشار إليها أرسل السيد وزير الإدارة المحلية بعد سنة تقريباً لمحافظة دمشق الكتاب رقم 94320 تاريخ 1-10-2006 . أكد فيه على ضرورة التدقيق في التراخيص الممنوحة لهذه المطاعم وفي إقامتها للحفلات الفنية, واتخاذ الإجراءات اللازمة وفق القوانين والأنظمة النافذة وفي حال مخالفتها وإعلامنا خلال اسبوع من تاريخه على الأكثر...آمالنا كبيرة وآمال السكان أكبر في ألا تطول فترة الاسبوع لتصبح سنة أو أكثر على عادة دوائر محافظة دمشق التي تسعى دوماً لتغطية مخالفاتها بتخريجات عصرية وحضارية لاتتناسب وعراقة دمشق وقدمها. |
|
