تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الموعظة وحدها لا تكفي

عيادة المجتمع
الاحد 7/1/2007
ميساء الجردي

أرادت أن تبعد ابنها عن رفاق السوء وعن التسكع في الشوارع وأمام أبواب المدارس وأقنعته بالاهتمام بدروسه

شرط أن تشتري له كمبيوتراً يساعده في الحصول على معلومات تدعم معارفه, وبعد اشتراكه بالانترنت التزم المنزل ووجد نفسه أمام عالم جديد من العلاقات المفتوحة غير الخاضعة للضوابط وعرفت الأم أن ابنها يعاني من مشكلة نفسية عويصة نتيجة لعلاقة عاطفية مع فتاة تعرف عليها عبر غرف الحوار, هذه الشكوى سمعتها من إحدى الصديقات وهي خائفة أن يبدأ الفصل الثاني من العام الدراسي وابنها مشغول بمشكلته وهي التي تعقد الآمال على نجاحه وتفوقه في الثانوية العامة.‏

وبالتأكيد المسألة ليست دعوة لترك الأولاد يتسكعون بحريتهم وابعادهم عن الانترنت إلا أن هناك العديد من الشكاوى التي وردت من آباء وأمهات وشباب وفتيات يعانون مشكلات أسرية واجتماعية سببها استخدام الانترنت فقط لتلقي الرسائل والتنقل بين المواقع لمعرفة ما هو غريب وعجيب ..فمنهم من تدنى مستوى أولادهم الدراسي ومنهم من وقع في علاقات غرامية كانت نتيجتها زيجات غير سليمة انتهى أغلبها بطلاق سريع,ويسألوننا لماذا لا نناقش هذه المشكلة, وعليه نحن نسأل الأستاذ رضوان الامام استاذ الارشاد الاجتماعي في قسم علم الاجتماع وبالجانب الخاص بالأبناء هل تكفي النصيحة والموعظة ليسلك أولادنا الاتجاه المفيد من الانترنت وخاصة المراهقين?‏

حيث قال : إن الحصول على المعلومة هو حق من الحقوق ويستخدم تلاميذ المدرسة الانترنت لحل فروضهم المدرسية ويستخدمه الجامعيون للاستماع للمحاضرات واكمال شوطهم الدراسي وهناك آباء متلهفون لتعليم أولادهم قواعد استخدام الانترنت لكن ما إن يعلموهم بعض المبادئ الأولية حتى يتركوهم في مواجهة هذا العالم الجديد.‏

وبالنسبة للسؤال المطروح: أرى أن هناك خطوات مفيدة يمكن أن تقلل إلى حد كبير من الأضرار التي تم ذكرها وهي : وضع جهاز الكمبيوتر في مكان مفتوح من قبل الأسرة وليس خلف أبواب موصدة, عدم تبادل الصور والملفات والأسماء مع أشخاص غير معروفين من قبل الأسرة,تحذير أفراد الأسرة من مقابلة أصدقاء الانترنت والايضاح لهم أن معظم هؤلاء يستخدم أسماء مزورة, تنبيه الأولاد بالابلاغ عن أي تهديد يتلقونه عبر الانترنت, متابعة المستوى الدراسي للأبناء بشكل مستمر ومقارنة ذلك مع ساعات استخدامهم للانترنت, توجيههم إلى المواقع المفيدة ومشاركتهم في تصفح المواقع وتنمية مداركهم بالتمييز بين المعلومة النافعة وبين المعلومة الكاذبة والمشوهة.‏

ولكن بقي أن نشير إلى دور الأجهزة المشرفة على المحطات الفرعية لشبكة الانترنت والتي تستطيع أن تلعب دور في حماية المستخدمين بعدم دعم المواقع المشبوهة بأي جديد.‏

وأن نشير إلى الخطر المستتر في مقاهي الانترنت التي هي حتى الآن متروكة دون حدود لروادها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية