تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العمر ليس عائقا..

مجتمع الجامعة
الاحد 7/1/2007
لمى يوسف

اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد, حياة قصيرة مهما طالت يعيش الإنسان ويفنى ولا يبقى منه إلا ذكريات وأشياء قدمها,

وبقدر ما يقدم للإنسانية بقدر ما تستمر ذكراه, العدل وإحقاق الحق والعلم والإبداع فقط كفيلة ببقاء ذكرى الإنسان, وعلى مايبدو هذا ما دفع الكثيرين بعد مضي العمر ليعودوا إلى مقاعد الدراسة للحصول على شهادات عليا, وكثيرة هي الأمثلة عن أشخاص حصلوا على شهادات الدكتوراه وإجازات في العلوم بعد انجابهم لجميع أبنائهم, وحتى البعض منهم دخل الجامعة مع أبنائه بل وكان يتقدم عليهم بالدرجات في محاولة للبحث عن طلاب بأعمار متقدمة في جامعة تشرين تطلب منا عدة جولات حاولنا خلال ذلك تصيدهم من أشكالهم ومظاهرهم لعدم قدرتنا على الحصول على أي معلومة من شؤون الطلاب المركزية أو بالحصول على احصائية تفيدنا بهذا الخصوص, وكان عدد من عثرنا عليهم لا يتجاوز أصابع اليد وأغلبهم ممن أوقفوا تسجيلهم لظروف قاهرة أو لظروف حكمتهم في فترة الدراسة فعادوا من جديد لإكمال دراستهم, فالطالب أحمد أوقف تسجيله في كلية الهندسة لأسباب قاهرة وها هو يعود ليحصل على الشهادة التي يرغب رغم أن عمره تجاوز السابعة والثلاثين, كما أن الضغط الاقتصادي كان سبباً في دراسة محمد معلا معهداً للمواصلات وبقي حلمه مستمراً لدخول قسم اللغة العربية الذي نجح فيه بتفوق رغم التزاماته اتجاه ولديه ووظيفته, والجدير بالذكر أن المناطق الساحلية عموماً يحترم الإنسان صاحب الشهادات العليا, فالمعاهد والثانويات الفنية لا قيمة لها, فقط من يحمل شهادة عليا هو محط احترام أكثر, لذلك نرى الكثيرين ممن لديهم معاهد فنية ومتوسطة يسعون للحصول على الشهادة الثانوية مرة ثانية ليتمكنوا من الوصول إلى الشهادة العالية أو التسجيل في التعليم المفتوح, أما ما عليه الأمر في التعليم فهو عكس ما رأيناه في الجامعة النظامية فأغلبية الطلبة هم ممن أتموا تعليمهم المتوسط والتحقوا بركب العاملين في الدولة, وكان التعليم المفتوح فرصة لهم ليحصلوا على شهادة عليا, والبعض منهم ممن لديه شهادات جامعية لكنهم يطمحون بالحصول على الأخرى في اختصاص يستهويهم.‏

وأكثرهم أصحاب المعاهد المتوسطة الذين لم يتمكنوا من الحصول على وظيفة أرادوا من خلال دخول التعليم المفتوح أن يثبتوا جدارتهم في الحصول على مستويات أعلى من التعليم لعلهم يحصلون على فرصة عمل, وعدد لا بأس به من أصحاب الشهادات الثانوية القديمة الذين لم تسعفهم معدلاتهم بالدخول لأي فرع فأرادوا الحصول على شهادة مع غلاء التكلفة قبل فوات الأوان.‏

أجمع هؤلاء أن العمر ليس عائقا بل على العكس فإن الإنسان في سن النضج أكثر وعيا وإدراكا لأهمية العلم وأكثر استيعابا للمعلومات عنه في سني المراهقة وما بعدها بقليل,ويؤكدون أن الدراسة في هذا العمر أحلى وأمتع لأنها نابعة من قراراتهم وقناعاتهم هم وليس ما يفرضه عليهم الأهل والعلامات والمفاضلة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية